غِناءُ الشَّوادِي

25/11/2019
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

 إِلَى الشَّاعِرِ والأَديبِ والفَقِيهِ اللُّغَوِيِّ الأَخ  العَزيزِ سَماحةِ الشَّيْخِ الدُّكتور عَبَّاس فتوني (حَفِظَهُ اللهُ)

من الدُّكتور عبد الحافظ شَمَص

للهِ، يا صَحْوَةَ الإِلْهامِ والمَدَدِ

ويا انْبِثاقَ الأَماني مِنْ وَداعَتِها

أَللهَ أَسْأَلُ أَنْ تَبْقَى لَنا ولِمَنْ

نُبْلُ القَصيدَةِ في دُنْيا عُرُوبَتِنا

هِيَ الشَّهادَةُ أَنَّ الشِّعْرَ تُبْرِزُهُ

والشَّاعِرُ البَدْرُ في لُبْنانَ مَنْعَتُهُ

بُورِكْتَ، يا أَنْبَلَ الأَسْماءِ، يا عَلَماً

بَلاغَةُ الشِّعْرِ، يا عَبَّاسُ، نَهْجُ هُدًى

فَرِيدُ عَصْرٍ إِلَى العَلْياءِ وَثْبَتُهُ

بُزُوغُ شَمْسِكَ في لُبْنانَ مَفْخَرَةٌ

صُنْتَ الأَماني، وأَنْتَ اليَوْمَ نائِلُها

عَمَّتْ مَآثِرُكَ، الأَيَّامُ تَحْفَظُها

يا مَنْهَلَ الشِّعْرِ، يا مِشْعالَ ثَرْوَتِهِ

ويا غِناءَ الشَّوادِي في مَراتِعِها

أَنْتَ الأَمِينُ وساحُ الشِّعْرِ سَيِّدُها

وَسَعْيُكَ الذَّوْد عَنْ حَقٍّ تُبارِكُهُ

يا حافِظَ الشِّعْرِ مِنْ أَوْصابِ مَنْ نَسَجُوا

فالشِّعْرُ بَحْرٌ وَوَزْنٌ، جَرْسُ قافِيَةٍ

رَبَّيْتَ جِيلًا غَنِيًّا، مِنْحَةٌ بَرَزَتْ

عِشْ وامْنَحِ الأَرْزَ آمالًا مُرَوْنَقَةً

ويا رَفيفَ جَناحِ السَّعْدِ والرَّغَدِ

إِلَيْكَ مِنِّي دُعاءَ الآبِ لِلْوَلَدِ

يُواكِبُ الشِّعْرَ في يُمْنٍ ولِلأَبَدِ

مِنْ وَحْيِ نُبْلِكَ، خُذْها اليَوْمَ مِنْ كَبِدِي

بَلاغَةُ الشَّاعِرِ المُثْلَى بِلا عُقَدِ

بِعَبْقَرِيَّةِ مَنْ يَحْمِيهِ مِنْ كَمَدِ

عَلَى بَيانِكَ خُطَّ الشِّعْرُ لِلْخُلُدِ

كَوَضْحَةِ الفَجْرِ في الإِيمانِ والزُّهُدِ

أَمِيرُ شِعْرٍ بِوَحْيِ الواحِدِ الأَحَدِ

لِكُلِّ طالِبِ عِلْمٍ خَيْرُ مُعْتَمَدِ

لِتَسْبِقَ الدَّهْرَ، وَلْتَدْعُو إِلَى الرَّشَدِ

مِنْ كُلِّ ضُرٍّ، وَقاكَ اللهُ مِنْ حَسَدِ

وثَرْوَةُ العِلْمِ فَوْقَ العَدِّ والعَدَدِ

بِلَحْنِ حُبٍّ شَجِيٍّ ساحِرٍ غَرِدِ

ورائِدُ الشِّعْرِ والآدابِ في البَلَدِ

مَنافِذُ الضَّوْءِ مِنْ قُرْبٍ ومِنْ بُعُدِ

شِعْراً ولَيْسَ بِشِعْرٍ، دُونَما زَبَدِ

بَحْرُ الدَّرائِرِ دَفْقُ الرُّوحِ في الجَسَدِ

أَحْكامُ شِعْرِكَ أَغْنَتْ كُلَّ مُجْتَهِدِ

فَمِثْلُكَ الأُمُّ في لُبْنانَ لَمْ تَلِدِ...