كلمة وفاء للمربي الفاضل الدكتور سلمان العيتاوي وأرملته الحاجة هنى العيتاوي

20/04/2015
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

إعداد: رئيس التحرير

بمناسبة عيد المعلم في شهر آذار 2015م. يتوجه رئيس تحرير هذه المجلة وأسرة التحرير بالتهنئة والمباركة لرجال التربيّة والتعليم في بلاد جبيل وفتوح كسروان سائلاً الله تعالى لهم طول العمر والتوفيق لكل خير مؤيداً لحقوقهم القانونيّة وإنصافهم في سلسلة الرتب والرواتب وغيرها من حقوق. ذاكراً عميدهم في بلاد جبيل المرحوم الحاج الدكتور سلمان علي العيتاوي وبما تربطنا به من صداقة ومودة. كما تصادف ذكرى مرور عشر سنوات على وفاته ذاكراً أرملته المرحومة الحاجة أم سمير التي وافتها المنية في مطلع شهر شباط 2015م. ونقلت إلى جواره في النّجف الأشرف في رحاب أمير المؤمنين الإمام عليّ بن ابي طالب (ع):، إذ كل رجل ناجح في الحياة نجد وراءه إمرأة ناجحة في الحياة.

وقد توجهت بالسؤال إلى نجلهما صاحب الفضيلة الأخ الفاضل الشيخ بسّام عن والديه الكريمين فأجاب بما خلاصته: كانا q، مثالاً يُحتذى به في خصالهما وأخلاقهما وإيمانهما وسيرتهما الطيبة العطرة إلى أن قال: كان أبي الحبيب المربي الكبير الفاضل والأديب الشاعر والخطيب البارع والعالم العامل أستاذنا عميد ووجيه آل العيتاوي ومرشدهم، الراحل التقي فقيد العلم والإيمان الحاج الأستاذ الدكتور سلمان الحاج علي العيتاوي المولود في لاسا سنة 1931م. والمتوفى فجر يوم السبت في 7 آب 2004م. والتارك خلفه أعماله الصالحة وآثاره الطيبة وعلومه ومؤلفاته المتنوعة وذريته والأجيال التي علّمها وربّاها حيث أرسى بذلك أركان الصلاح والإصلاح في بلاد جبيل وكسروان.

ماذا عساني أقول في ذكراه السنويّة العاشرة وهو الأب العطوف المخلص الوفي والمربي القدوة والأسوة الحسنة والشيخ من دون عمّة ـ كما عبّر عن ذلك بعض تلامذته في بلدة علمات الطيبة. لقد كان بنظري وبنظر محبيه وتلاميذه رمز الإيمان والجهاد والحكمة والتقوى والأدب والعلم والمعرفة والعطاء والإخلاص والمحبة والتسامح والتواضع. وختمَّ كلامه: يا من علّمت وربيّت الأجيال أكثر من خمس وخمسين سنة في لاسا وعلمات وبلاد جبيل وكسروان وفي بيروت وضاحيتها الجنوبيّة لا سيما في برج البراجنة، أُستاذاً محاضراً في المدارس والجامعات. وكنت تؤكد على حبِّ الإنسان لأخيه الإنسان وحبَّ لبنان والتعلق والإخلاص للقيم والمبادئ الإسلاميّة والوطنيّة كما كان بيتك موئلاً للضيف ومقصداً للعلماء المخلصين ولطلاب العلم والمعرفة. ومقراً للإصلاح بين النّاس وحلِّ مشاكلهم. ولتعليم القرآن الكريم من خلال ولدك الفاضل الحافظ الشيخ رفيق الذي شجعته وأخذت بيده لتأسيس مدرسة الإمام موسى بن جعفر الكاظمi، لإحياء أمر أهل البيتi، وتدريس العلوم القرآنية. كما كان لك مواقف أخرى كثيرة ذكرتها مجلة «إطلالة جُبيليّة» في عددها الأوّل الصادر في شهر أيلول 2010م. يضاف لذلك علاقتك المميزة مع الإمام السيّد موسى الصدر ومع الإمام الشيخ شمس الدين(قده) والعلاّمة الشيخ قبلان. وبالتالي مشاركتك مع العلاّمة الرئيس الشيخ حسن عوّاد في تأسيس لجنة المتابعة لبلاد جبيل وكسروان. ومشاركتك أيضاً مع العلاّمة القاضي الشيخ يوسف محمد عمرو في تأسيس المؤسسة الخيريّة الإسلاميّة لإبناء جبيل وكسروان. وغيرها من أعمال ومواقفك الوطنيّة والدينيّة التي ترجمتها قصائد شعريّة في حب ِّالله وأهل البيتi، وفي حبِّ لبنان، نسأل الله تعالى التوفيق لإخراجها كديوان شعر إن شاء الله تعالى. حتى تبقى له علامة مميزة في تاريخنا الأدبيّ والثقافيّ.

وعند سؤاله عن المرحومة والدته. أجاب بتصرّف: أُمي الحبيبة الفاضلة الحاجة منى الحاج حسين العيتاوي المولودة في لاسا سنة 1937م. والمتوفاة يوم السبت في 31 كانون الأوّل 2015م. ما عساني أقول في يوم رحيلها وهي أغلى إنسانة فتحت عيني عليها، إنّها الأم الحنون الرؤوف المحبة المخلصة والقدوة والأسوة الحسنة. فكلمة الأم مفردة صغيرة وحروفها قليلة، لكنها تحتوي أكبر معاني الحبَّ والرحمة والعطاء والتضحيّة والسخاء والوفاء والإيثار والتربيّة وهي المدرسة الكبرى في هذه الحياة تماماً كما قال الشاعر:

الأم مدرسة اذا أعددتها

أعددت شعباً طيب الاعراق

الأم تعطي من دون منٍّ أو أذى، لا تنتظر أن تأخذ مُقابل العطاء شيئاً. هي القلب الرحيم والصدر الحنون. إلى أن قال(حفظه الله تعالى)، عن والديه وتربيته له ولأشقائه وشقيقاته على محبة أمير المؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب (ع)، صوت العدالة الإنسانيّة ورمز العزّة والكرامة والحرية.

لا عذبّ الله أمي إنها شربت

حُبَّ الوصيِّ وغذتنيه باللبنِ

وكان لي والدٌ يهوى أبا حَسنٍ

فَصِرتُ من ذي وذا أهوى أبا حسنِ(1).

الهوامش:

(1) جاء في ورقة النعي لذكرى أسبوع الحاجة هنى الحاج حسين العيتاوي، ما يلي:

أرملة المرحوم المربي الفاضل الدكتور الحاج سلمان علي العيتاوي.

أشقاؤها: المرحومان المهندس الحاج هدوان، المربي الأستاذ رضوان، المربي الأستاذ الحاج عدنان.

أولادها: سمير، المقرئ الحافظ الشيخ رفيق، المؤهل المتقاعد بلال، الشيخ بسّام.

أصهرتها: الحاج رضا المقداد، الرقيب الأوّل محمد زغيب، ياسر العيتاوي، علي بيومي.