الصفحة الاخيرة: أَمَلُ الْمُسْتَضْعَفِينَ

29/9/2015
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم: الأديب الشاعر الشيخ عباس فتوني(1)

ماسَ النَّسِيمُ بِرَوْضِ الْبِشْرِ مُنْفَرِجا

وَالطَّيْرُ غَنَّى عَلَى الأَفْنانِ مُنْتَشِياً

وَالنُّورُ شَعْشَعَ في الآفاقِ مُحْتَفِلاً

لا غَرْوَ إِنْ تَرْقُصِ الأَنْوارُ زاهِيَةً

بَدْرُ السَّماءِ وَبَدْرُ «الْحُجَّةِ» اجْتَمَعا

وَدَوْحَةُ «الْمُصْطَفَى» مُذْ هَلَّ «قائِمُها»

أَللهُ أَكْبَرُ، «فَالْمَهْـدِيُّ» مُعْجِزَةٌ

قَلْبُ الرِّسالَةِ لاقَى الآيَ في طَرَبٍ

وَغِبْتَ يا حُجَّةَ الرَّحْمَنِ في عَجَلٍ

وَباتَ مَوْجُ الْبِلى في النَّاسِ مُلْتَطِماً

وَاسْتَفْحلَ الْجَوْرُ في أَهْلِ النُّهَى، فَغَدا

يا صاحِبَ الْعَصْرِ ذاكَ القُدْسُ مُغْتَصَبٌ

وَالْجائِرُونَ عَلَى ظُلْمِ الْعِبادِ مَضَوْا

نارُ الْمَجازِرِ ما انْفَكَّتْ تُواكِبُنا

حَتَّامَ، يا قِبْلَةَ الأَنْظارِ، غَيْبَتُكُمْ؟

يا صاحِبَ الأَمْرِ، عَجِّلْ بِالظُّهُورِ لَنا

لَدَيْكَ في «عامِلٍ» صِيدٌ ضَراغِمَةٌ

إِنْ عَنْكُمُ خَرَجَ الشُّذَّاذُ قاطِبَةً

رَهْطٌ مَضَوْا في سَبِيلِ اللهِ يَدْفَعُهُمْ

سَاحُ الْجَنُوبِ بِأَهْلِ الطُّهْرِ مُفْعَمَةٌ

أَكْرِمْ «بِعامِلَةَ» الشَّمَّاءِ أَنْ نَهَضَتْ

أَخْذَ النَّبِيِّ وَأَهْلِ الْبَيْتِ آخِذَةٌ

يا عِتْرةَ «الْمُصْطَفَى»، أَنْتُمْ مَنارُ هُدًى

إِنِّي بِمِدْحَتِكُمْ، أَرْجُو شَفاعَتَكُمْ

إِنِّي بِمِدْحَتِكُمْ، أَرْجُو شَفاعَتَكُمْ

رَكِبْتُ فُلْكًا «أَبُو السِّبْطَيْنِ» رائِدُها

أَزْكَى الصَّلاةِ عَلَيْكُمْ، مِلْؤُها وَلَهٌ

وَالزَّهْرُ دَغْدَغَ حَبَّاتِ النَّدَى غُنُجا

بِمَوْلِدٍ أَثْلَجَ الأَرْواحَ وَالْمُهَجا

إِذْ راحَ دِينُ الْهُدَى يَخْتالُ مُبْتَهِجا

فَالْعَدْلُ هَلَّ «بِسَامُرَّاءَ» مُنْبَلِجا

في نِصْفِ «شَعْبانَ» مِمَّا أَلْهَبَ الْوَهَجا

تَضَوَّعَ الْكَوْنُ مِنْ أَطْيابِها أَرَجا

مِثْلُ المَسِيحِ بِذِكْرِ اللهِ قَدْ لَهِجا

وَذُو الْعَداوَةِ رُعْبًا قَلْبُهُ اخْتَلَجا

لَيْلُ الشَّقاءِ عَلَى الْمُسْتَضْعَفِينَ دَجا

حَتَّى شَرابُهُمُ بِالأَدْمُعِ امْتَزَجا

صَدْرُ الْفَضاءِ عَلَيْهِمْ ضَيِّقًا حَرِجا

وَالشِّرْكُ في مَهْبِطِ التَّوْحِيدِ قَدْ وَلَجا

وَالْحِقْدُ مُسْتَعِرٌ، حَدِّثْ وَلا حَرَجا

صَلْدُ الْحِجارَةِ مِنْ أَهْوالِها نَشَجا

طالَ النَّوَى سَيِّدِي قُمْ عَجِّلِ الْفَرَجا

يا حامِلَ السَّيْفِ أَقْدِمْ، قَوِّمِ الْعِوَجا

رِداءُ مَنْعَتِهِمْ مِنْ مَجْدِكُمْ نُسِجا

فَإِنَّ رَهْطًا مِنَ الأَنْصارِ ما خَرَجا

حُبُّ الشَّهادَةِ حَتَّى يُشْعِلُوا السُّـرُجا

كُلٌّ تَراهُ عَلَى خَطِّ الْهُدَى نَهَجا

وشَيَّدَتْ أُسْدُها صَرْحَ الإِبا بُرُجا

وَثَغْرُها في أَناشِيدِ الْوَلا هَزَجا

مَنِ اسْتَجارَ بِكُمْ عِنْدَ الْخُطُوبِ نَجا

فَلَيْسَ لي غَيْرُكمْ يَوْمَ الْوَعِيدِ رَجا

كَلاَّ، وَلَمْ يَزْدَهِرْ في الْعالَمِينَ حِجَى

حَسْبِي الْفَلاحُ بِفُلْكٍ تَمْخُرُ اللُّجَجا

يا مَنْ غَدَوْتُمْ لأَلْبابِ الدُّنَى حُجَجا

الهوامش:

(1) نُظِمَتْ هَذِهِ الْقَصِيدَةُ فِي ذِكْرَى وِلادَةِ مُنْتَظَرِ أَهْلِ الإِيمانِ، صاحِبِ الْعَصْرِ وَالزَّمانِ، القائِمِ الْمَهْدِيِّ الْحُجَّةِ r، في ذِكْرَى وِلادَتِهِ الْمَيْمُونَةِ.