ذكرى الشهيد العريف المُجنّد حسين سهيل همدر

9/10/2017
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

كلمة رئيس بلدية بشتليدا الأسبق المحامي حسين همدر

 

بمناسبة عيد الجيش اللبنانيّ أحيّا آل همدر وأهالي بشتليدا ذكرى مرور ثلاث سنوات على إستشهاد العريف المجند الشهيد حسين همدر على أيدي التكفيريين في عُرسال، فأقاموا إحتفالاً كبيراً أزاحوا خلاله الستار التذكاري للشهيد برعاية قائد الجيش العماد جوزيف عون. وكانت كلمة العائلة للأستاذ حسين همدر يوم الأحد الواقع فيه 30 تموز 2017م. التي جاء بها:

ما كنت أحسبني أحيّا لأرثيك في عُرس الشهادة وذكراك الثالثة.

ما كنت أحسبني أحيّا لأرى كبار القوم ومحبيّك ومحبّي المؤسسة الوطنيّة الأولى التي كنت منها، حاضرين لتكريمك في يوم من أيام وطني المجيدة.

لم أكن أعلم هل الشرف بإستشهادك يعود لك، لعائلتك، لبلدتك، أم للوطن أم لنا جميعاً.

إنّ الشيّ الوحيد والمؤكد هو أنّك أصبحت رمزاً للشرف والتضحيّة والوفاء.

فالشرف تمثل بدمائك الزكيّة التي سالت على تراب الوطن الحبيب.

والتضحيّة تمثلت فداءك بحياتك لتسلم أرواح مواطنين أبرياء لا ذنب لهم سوى أنّهم يحلمون بحياة بعيدة عن جُرم وحقد الظلاميين التكفيريين.

أمّا الوفاء فهو تلك النبتة التي أينعت عند إرتفاع روحك الزكيّة إلى العليِّ القدير وأثمرت اليوم بحضور هذا الجمع الرائع والمُحبب إلى قلوبنا.

إنَّ انتماءك إلى مؤسسة الجيش اللبنانيّ لم يكن وليد الصدفة، فهو مسار خضناه منذ أمد بعيد، زمن الأوفياء والكبار واستمرّ الخط الوطنيّ الذي تمثله هذه المؤسسة الوطنيّة في زمن الفرقة والإنقسامات اللاوطنيّة.

إلى يومنا هذا، ظلّ خيارنا ورهاننا على هذه المؤسسة مع كافة خياراتها الوطنيّة الكبيرة في مقاومة ومحاربة العدو الإسرائيليّ وأدواته من تكفيريين داعشيين إلى ضبط الأمن وإرسائه داخل الوطن وحماية المواطنين.

إنّ الخيار الوطنيّ الكبير الذي إتخذته قيادة الجيش بمحاربة فلول التكفيريين الغريبة عن تفكير اللبنانيين الأحرار إلى آخر رمقٍ هو إنعكاس لرغبة اللبنانيين أجمعين.

وما وقوفهم في جرود عرسال في هذه اللحظات التاريخيّة من الزمن إلاّ تجسيداً للشرف والتضحيّة والوفاء بالفعل وليس بالقول.

إنّ قراراً وطنياً كهذا ما كان ليؤخذ على هذا المستوى لولا توجيهات رأس الهرم، عنيت به فخامة رئيس البلاد العماد ميشال عون. الّذي رهانه الأوّل والأخير على مؤسسة الجيش اللبنانيّ لما تتميز به هذه المؤسسة من قواسم مشتركة مع كافة اللبنانيين المخلصين لبلدهم ولما لها من خيارات صحيحة للذود عن الوطن والدفاع عن حدوده مع شباب أطهار ضحوا بأرواحهم الطاهرة حمايةً لأخوتهم في الوطن.

إنّ المعادلة الذهبيّة التي كُرّست وأصبحت دستوراً نهتدي به، نحن اللبنانيين، عنيت الجيش والشعب والمقاومة قد تجسّدت بإستشهادك حسين ابن بلاد جبيل الأبيّة، في منطقة البقاع الحبيبة وفي جرود عرسال، حيث سطّرت وتسطِّر الملاحم يومياً وفي كل لحظة، مدخلةً إيانا التاريخ من بابه العريض والمشرف، التاريخ الحقيقي الذي سينصف هذا الخيار دون أدنى شك أو التباس، كيف لا وقد غيرت المعادلات وتكسرت المشاريع الشيطانيّة التي كانت تُحاك لوطننا الحبيب فارضة نفسها كمدرسة وقدوة للشعوب العربيّة في التضحيّة وإنكار الذات لإحياء الأوطان.

إننّا ومن على هذا المنبر، منبر تكريم شهيد الوطن، نقف خجلاً أمام دماء الشهداء الزكيّة التي سقطت البارحة واليوم وبالتأكيد في الغد، نقول وبفم ملآن:« إننّا نفتخر بأننا نعيش في زمن انقلبت فيه معادلات الضعف والخنوع والهزيمة الى معادلات الإنتصار والعزّ والكرامة».

تحية إجلال وتقدير من عائلة الشهيد حسين همدر إلى قيادة الجيش وعلى رأسها العماد جوزف عون، وإلى كل من ساهم في إنجاح هذا العرس الكبير من الحضور الكريم وأعضاء المجلس البلدي والشباب.

وعسى أن يكون اللقاء قريباً للإحتفال بالإنتصار العظيم على الفكر الظلامي التكفيري الذي لا مكان له بيننا طالما يوجد أمثال العريف الشهيد حسين همدر.