قل هذا صراطي مستقيماً

15/12/2014
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: }لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ{.سورة البقرة، آية 256.

عندما خلق الله الإنسان جعله أفضل المخلوقات وأقربهم إليه ليس لكبر حجم الإنسان وقوة عضلاته، لأن الكثير من الحيوانات أو المخلوقات الأخرى أكبر حجماً وأكثر قوة من هذا الإنسان.

بل لأنه جعل فيه إمكانات وقابليات: «الحوار والتعقل والتفكر والاهتداء إلى طريق الحق والخير والصلاح»، لأجل أن يعيش هذا الإنسان خير الدنيا ونعيم الآخرة.

ولهذا جعل الله سبحانه وتعالى العقل معيار قيمة الإنسان، وأداة العقل الرئيسة هي الحوار والنقاش، ولأن المعتقد هو دين العقل وبه يدين الإنسان ويُدان في الدنيا والآخرة، فقد أمره الله سبحانه بالبحث عن الحقيقة بأدوات عقله، وما الأنبياء والأوصياء إلا أدلة وبيّنات للعقل لكن على الإنسان أن يعقل بنفسه.

ولهذا ورد في القرآن الكريم: }وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ{ سورة النحل، الآية 125.

}قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا{ سورة آل عمران، الآية 64 .
}
ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ{سورة المؤمنون، الآية 96.

}وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ{سورة الأنبياء، الآية 107.

}لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ{ سورة إبراهيم، الآية 1.

فالرسول هو رحمة وهو هادٍ ودليل لإخراج الناس من ظلمات الجهل والجاهلية إلى نور العلم والمعرفة.

ولم يكن الأنبياء ولا الأوصياء جلادين وقتلة ومستبدين وقساة وحاكمين ومتحكمين بالناس بل كانوا دعاة وهداة ورحمة وعملاً صالحاً ودعوة للخير والحب والسلام.

وكل ما عدا هذا فهو ليس من دين الأنبياء ودعوة الأوصياء بل هو من دين الملوك ودعوة السلاطين للهيمنة والنفوذ وزيادة الثروة والتحكم بالشعوب، وهو مخالف بتمامه لدين الله الحنيف.

والحمد لله رب العالمين.

 

بقلم: الشيخ محمد حسين عمرو(1)

الهوامش:

المسؤول الإعلاميّ في تجمع العلماء المسلمين ـ مدير عام مجلة «الوحدة الإسلاميّة».