الأنساب الأفطسيّة في البلاد الإسلاميّة شجرة أسرة الإمام السيد القائد علي الحسينيّ الخامنائي

09/04/2011
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

إعداد السيد الفاضل الباحث في علم الأنساب السيّد محمد الموسوي.

ذريّة السيد الشريف الحسن الأفطس إبن السيد علي الأصغر إبن مولانا الإمام السجاد عليّ بن الحسين(ع).

 

أ ـ تمهيد:

أعقب مولانا الإمام الهمام عليِّ زين العابدين(ع)، جملة من الأولاد بقي العقب المبارك منه في ستة، هم: مولانا الإمام الهمام محمد الباقر(ع)، والسيد زيد الشهيد، والسيد عُمر الأشرف، والسيد عبد الله الباهر، والسيد الحسين الأصغر، والسيد علي الأصغر ولهم الأعقاب. ويقع عقب السادة الأفطسيّة وهم: ولد السيد الشريف الحسن الأفطس إبن السيد علي الأصغر إبن مولانا الإمام علي زين العابدين(ع).. وقد أفرد لهم النّسابون فُسحة في جرائدهم ذكراً مليحاً حميداً، حتى أضحت أعقابهم ملء السمع والبصر، وأمّا جدهم الأعلى الذي يعزون بالنسبة إليه فهو السيد الحسن الأفطس أُمه أم ولد سندية مات أبوه وهو حمل وروى الشيخ أبو نصر البخاريّ في سر السلسلة العلويّة ، قال: كان بين الأفطس وبين الصادق(ع) كلام، فتوّجه الطعن عليه لذلك لا لشيء في نسبه.

ونقل الشيخ أبو الحسن العُمريّ العلويّ في كتابه المجدي في الأنساب الطالبيّة عن تخصيص الشريف النّسابة السيد الشيخ الشرف العبيدلي أبو الحسن محمد بن محمد المشتهر بإبن صندوق كتاباً رآه صاحب المجدي بيده وبخطه وسماه شيخ الشرف العبيدلي بعنوان الإنتصار لبني فاطمة الأبرار ذكر الأفطس وولده بصحة النسب وذمّ الطاعن عليهم وهم[أي السادة الأفطسيون] في الجرائد والمشجرات ما دفعهم دافع، أردف يقول: وسألت شيخي أبا الحسن إبن كتيلة النّسابة عن الأفطس قال:أَعِزّ بني الأفطس إلى الأفطس، فإنّه يكفيك ويكفيهم قال: هذا لفظه لم يُزد عليه، وزاد: وسألت والدي أبا الغنائم الصوفي النّسابة عنهم، فذكر كلاماً برأهم فيه من الطعن.

وروى أبو نصر البخاريّ النّسابة في سر السلسلة العلويّة(5) قوله: خرج الأفطس مع محمد بن عبد الله بن الحسن النفس الزكيّة، وبيده راية بيضاء وأبلى، ولم يخرج معه أشجع منه ولا أجرأ، وكان يقال له: رمح آل أبي طالب لطوله وطوله [قال الأقل كاتبه محمد الموسوي، المراد بعبارة طوله وطوله على الوجه الصحيح لصوله وطوله ليستقيم المعنى المرادف للمقصود حسب السياق]، وكان صاحب الراية الصفراء لمحمد بن عبد الله بن الحسن ذو النفس الزكيّة وفي المجديّ للعمريّ العلويّ قال حامل الراية الصفراء ولعله الصواب وأي كان من أمر حول قيادته ورفعه بمعنى حمله راية محمد بن عبد الله ذو النفس الزكيّة ذات اللون الأصفر من عدمه فالحقُّ الذي هو من واجب المؤرخ أو النّسابة فضلاً عن كل مُسلم ومُؤمن أن يعرف ما للسادة الأفطسيّة من الصلة بالشجرة النبويّة والعترة العلويّة.

وقد خرج من صلبه الكثير الطيب من الفروع العلويّة المُطهّرة وقد أفرد لهم النّسابون في جرائدهم وكتبهم حيّزاً لائقاً يليق بشرفهم الطاهر وقد كان ذلك للمتتبعين والباحثين خير معين ومساعد في جمع شمل هذه الفروع الكريمة وغنيٌ عن القول أنّ كثيراً من الأعقاب من خيرة البيوتات والعلماء من صلبه لو قيدَّ الله لهم بعض الأعلام المعاصرين أو من فروعهم وأصلابهم الشامخة في إلحاق الأجذام إلى الذيول والذيول إلى الأجذام وأماكن إنتشارهم وتوزعهم إلى عصرنا الحاضر لوقفنا على شيء عظيم من التشجير يكون فيه للعامل أجر وطالب العلم مثله أو نحوه على كُلِّ، فلو قيّد الله تعالى إتمام ما في أيدينا من المشجرات والبحور والمصّنفات مطبوعة ومخطوطة مُضافاً عليه الوثائق الخاصة بكل فرع من الفروع ذات العلاقة فإننا ولا ريب سنخرج بمصّنف جليل حاوٍ على  فرائد وفوائد جليلة يَسرَّ الله لنا الإتمام. ولا بأس من الوقوف على بعض عَقبه لماماً بالقدر الذي يسمح به المجال الضيِّق الآن.

أَعقب السيد الحسن الأفطس وأنجب وأكثر ، وَعَقبه من خمسة رجال وزاد الشيخ فخر الدين الرازيّ واحداً فجعلهم ستة  رجال وهم على رواية القائلين بالخمسة علي الحريري لقبّهُ المروزي الأزورقاني بالخرزي، وَعُمر والحسين، والحسن المكفوف، وعبد الله الشهيد، وأما سادسهم عند فخر الدين الرازي فهو السيد زيد المدائني.

وهكذا هو، فبناء على عُدلاء النّسابين من السادة الطالبيين وسواهم من الأعلام الذين لهم طول الباع وسعة الإطلاع من الإلمام بأنساب السادة الطالبيين ممّن ذكرنا وسواهم كثير ممّن لم نذكرهم إفساحاً في المجال ووقوف كاتب هذه النبذة على الكثير منها وهي عددٌ جَمٌ مطبوعة ومخطوطة قديمة هي الأصول وحديثة هي الفروع.

أمّا عبارة السادة العلماء والنّسابين في تحديدهم بين خمسة وستة رجال من ولد السيد الحسن الأفطس ممّن لهم عقب موصولٌ إلى اليوم، فيهم العدد الوافر من العلماء الأجلِّة والبدور الشموس الأهلّة ممّن زرعهم الله سبحانه وتعالى في أصقاع الأرض والبلدان ووزعهم إلى كنى وألقاب تبعاً لشهرة أو معرفة أحد الآباء النابهين الأمر الذي إنسحب على العقب النازل منه، منهم من قطن بلاد الشام وطرابلس (12) لبنان قديماً والعراق وإيران والحجاز ومصر وسواها من بلدان العالم الإسلاميّ ولأجل أنّ هذه النبذة أتيت بها مقتصرة على التنبيه على جملة من بيوتات العلم والفضل من عقب السيد الحسن الأفطس إبن السيد علي الأصغر إبن مولانا الإمام الهمام علي زين العابدين(ع)، فمن شاء التوسع في ذلك فعليه بجملة من كتب النسب والتراجم والتاريخ ممّن أجاد أصحابها بذكر أعقابهم، وسنبدأ بسرد من تناسل من عقب أي من ولده ممّن برع وترك في مجال من المجالات أثراً حميداً وذكراً جميلاً مع التنبيه إلى ملمح عام عن أسرته وفي أي بقعة من البقاع الإسلاميّة هي موطنه وأي مجالٍ قد برع وأي محور قد ضرع وبالله المستعان.

أمّا الفروع الطرابلسيّة من بني الأفطس فقد وقفت لهم على ثلاثة بيوتات من إبنين من ولد السيد الحسن الأفطس هما السيد عُمر الأكبر من بني ولده علي برطلة منه بيت واحد، والبيتان الآخران هما من ولد الحسن المكفوف إبن الحسن الأفطس، هذان البيتان هما:

1ـ أولاد جعفر بن الحسن  تزنح بن علي قتيل اليمن إبن الحسن الثاني المكفوف إبن الحسن الأفطس هذا بيت.

2ـ ولد محمد بن القاسم شعر إبط بن الحسن المكفوف إبن الحسن الأفطس إلى آخر النسب الشريف هذا البيت كان سكناه بين بلخ وطرابلس والبصرة وجماعة كثيرة بالكوفة .

3ـ وأمّا ثالث البيوتات من السادة الأفطسيين هم بيت العلم والنباهة والنبل والتقدم والرياسة ولد السيد الشريف القاضي أمين الدولة محمد بن أبو جعفر محمد بن هبة الله بن علي بن الحسين بن أبي جعفر محمد بن علي بن أبو الحسن محمد بن علي برطلة المومى إليه آنفاً إبن السيد عُمر الأكبر إبن الحسن الأفطس إبن السيد علي الأصغر إبن مولانا الإمام علي زين العابدين(ع)، هذا السيد كان عالماً نّسابة يروي عن الشيخ أبي الحسن العُمري العلوي النّسابة وهو صاحب كتاب المجديّ في الأنساب الطالبيّة المرجع المختص في أنساب السادة الطالبيين في أصقاع المعمورة المطبوع للمرة الأولى في مكتبة الإمام السيد شهاب الدين الحسينيّ المرعشيّ النجفيّ{، بتحقيق العلامة الدامغانيّ.

وقد كان لهذا البيت شأن كبير في زمن إمارة بني عمّار، وكانوا قضاة على المذهب الإماميّ الإثني عشريّ، وكانوا محلّ مديح الشعراء في عصرهم سيما الشاعر ابن مُنير الطرابلسيّ  ولهم عقب من ذوي السيادة ولزوم السعادة، حتى آل أمرهم أن دخلوا مصر كان منهم في سنة 459هـ، 1066م، شيخ شريف في صور هو السيد علي بن محمد بن الحسين بن عبد الله أبو الحسن الحسينيّ والده هو الشريف الأمير أمين الدولة وأثيرها ونسيبها، سمع بجامع صور الأجزاء الأول، والرابع، والسادس، والثامن، والعاشر من كتاب الفقيه والمتفقة على الخطيب البغداديّ بصحبة والده في شهري ربيع الأوّل وربيع الآخر من سنة 459هـ [أنظر الفقيه والمتفقه، ج1، ص:39 و157 و236، وج2، ص:74 و146. وموسوعة علماء المسلمين لعمر عبد السلام تدمريّ، ق1، ج3، ص:360، ومعجم أعلام جبل عامل، لعلي داود جابر، ج2، ص:261، رق:654، ط. دار المؤرخ العربيّ].

ج ـ الفروع الفراتيّة العراقيّة:

ومن وجوه السادة الأفطسيّة بيت القضاة والنقابة بالبلاد الفراتيّة في فترة زمنيّة منحصرة في زمن مُعين تأريخه مرحلة ما بعد العصر العباسيّ، هذا التاريخ الذي شابته  ما شابته من العيوب كما يعلمه المختصون بالتأريخ على ما هو مفصل عنه في كتب التاريخ من شاء فليراجعها في محلها، ثُمَّ كان ما كان وجرى ما جرى على هذا البيت الشريف من الأحداث سنعرض لها ونفصّل أحوالها إستناداً على ما في حوزتنا من أُمهات المصادر التي تعرضت أو تطرقت إلى هذه الأسرة الكريمة وهي من عقب السيد الشريف علي الحريري على قول إبن عنبه والخزريِّ على قول المروزيّ الأزورقاني الحسينيّ وهذا الحريريّ قتله هارون الرشيد وعقبه الجليل عند إبن عنبه الداوديّ الحسنيّ في واحد هو عليّ إبن عليّ الحريريّ لعلي المذكور، ويقع البيت المَعزيّ إلى الأفطس ممّن عنيناه في بيت النقابة والقضاء في العراق والبلاد الفراتيّة في الفترة اللاحقة على العصر العباسيّ إلى عليّ الثانيّ إبن عليّ الحريريّ أو الخزريّ لإضطراب اللقب، كما ورد في المصادر فلاحظ وهو شخصٌ واحد لا إثنان بلا ريب ولا شبهة وحتماً وإنتهى عقب عليّ بن عليّ المومى إليه إلى عليّ بن محمد الحريريّ بن عليّ الثاني بن عليّ الحريريّ المذكور، إذاً هو رابطة عقدهم وجامع أنسابهم عنيت عقب السيد علي الثاني لا سواه كما سنقف عليهم لاحقاً فلاحظ.

وهو عليّ بن محمد الحريريّ هذا السيد الجليل أعقب وأنسب وله العقب الجليل فهو من أفخم بيوتات السادة الأفطسيّة سيّما في فترة زمنيّة سابقة لها تأريخها في كتب الأنساب والتاريخ، فراجع.

فمن عقبه ثلاثة رجال  هم: أبو محمد الحسن النقيب الرئيس بآبه، وأبو العباس أحمد، وأبو جعفر محمد.

ومن فروع هذه الشجرة الشريفة هذا النسب الطاهر: السيد  تاج الدين الحسن أقضى القضاة بالبلاد الفراتيّة، مات سنة سبع وأربعين وسبعمائة ابن السيد مجد الدين حسين إبن السيد كمال الدين الحسن  إبن السيد فخر الدين محمد إبن السيد رضي الدين الزاهد محمد إبن السيد زيد إبن السيد الداعي إبن السيد زيد إبن السيد علي إبن السيد الحسين إبن السيد الحسن التج إبن السيد أبي الحسن علي إبن السيد الحسن الرئيس إبن السيد عليّ إبن السيد محمد الحريريّ أو الخزريّ بن السيد عليّ إبن السيد عليّ الحريريّ إبن السيد الحسن الأفطس إبن السيد عليّ الأصغر إبن الإمام علي زين العابدين(ع).

ومن فروع هذا البيت العلويّ الجليل هو السيد الجليل الشهيد تاج الدين أبو الفضل محمد بن السيد مجد الدين الحسين بن السيد علي بن السيد زيد بن السيد الداعي ابن السيد زيد إلى منتهى العمود الوارد أعلاه.

كان أوّل أمره واعظاً، واعتقده السلطان أولجا يتو محمد، وولاه نقابة نقباء الممالك بأسرها العراق، والري، وخراسان، وفارس، وساير ممالكه، وعانده الوزير شهاب الدين الطبيب، وأصل ذلك: أنّ مشهد ذي الكفل النبي(ع) بقرية بيرملاحا على شطّ التاجية بين الحلّة والكوفة، واليهود يزورونه ويترددون إليه ويحملون النذور إليه، فمنع السيد تاج الدين اليهود من قُربه، ونصب في صحنه منبراً وأقام فيه جمعة وجماعة، فحقد ذلك الرشيد الطبيب مع ما كان في خاطره منه بجاهه العظيم، وإختصاصه بالسلطان. وكان السيد شمس الدين حسين إبن السيد تاج الدين هو المتولي لنقابة العراق، وكان فيه ظلم وتغلّب، فأحقد سادات العراق بأفعاله، فتوصّل الرشيد الطبيب وإستمال جماعة من السادات، وأوقعوا في  خاطر السلطان من السيد تاج الدين وأولاده حكايات رديئة.

فلما كثر ذلك على السلطان إستشار الرشيد الطبيب في أمره وكان به حفيّاً، فأشار إليه أن يدفعه إلى العلويين وأوهمه أنّه إذا سلّمه إليهم لم يبق لهم طريق في الشكاية والتشنيع، وليس على السيد تاج الدين من ذلك كثير ضرر.

فطلب الرشيد الطاهر جلال الدين إبن الفقيه، وكان سفاكاً جريئاً على الدماء، وقرّر معه أن يقتل السيد تاج الدين وولديه، ويكون له حكم العراق نقابةً وقضاءً وصدارةً، فامتنع السيد جلال الدين هذا من ذلك، وقال: إني لا أقتل علوياً قطّ، ثُمّ توجّه من ليلته إلى الحلة. فطلب الرشيد السيد ابن أبي الفائز الموسويّ الحائريّ، وأطمعه في نقابة العراق على أن يقتل السيد تاج الدين وولديه، فامتنع من ذلك وهرب إلى الحائر من ليلته، وعلق السيد جلال الدين إبراهيم إبن المختار في حبالة الرشيد، وكان يختصّه بعد وفاة أبيه النقيب عميد الدين ويقرّبه ويحسن إليه ويعظّمه، حتى كان يقول: أي شغل يريد الرشيد أن يقضيه بالسيد جلال الدين، فأطمعه الرشيد في نقابة العراق، وسلّم إليه السيد تاج الدين وولديه شمس الدين حسين وشرف الدين عليّ، فأخرجهم إلى شاطئ دجلة، وأمر أعوانه بهم فقتلوهم، وقدّم قتل إبني السيد تاج الدين قبله عتّواً وتمرّداً موافقة لأمر الرشيد، وكان ذلك في ذي القعدة سنة إحدى عشرة وسبعمائة، وأظهر عوام بغداد التشّفي بالسيد تاج الدين، فغضب السلطان لذلك غضباً شديداً، وأسف من قتل السيد تاج الدين وإبنيه، وأوهمه الرشيد أنّ جميع السادات بالعراق إتفقوا على قتله.

وللسيد تاج الدين النقيب المقتول إبنان إستشهدا قبل أبيهما كما قرأنا ودرج أحدهما وهو شمس الدين حسين أمّا الآخر السيد شرف الدين عليّ، فله ولد واحد إسمه محمد يلقب رضي الدين كان وقت قتل أبيه وجدّه وعمّه طفلاً، فأُخفي إلى أن شبّ وكبر، وَقُلّد نقابة المشهد الشريف الغروي نيابة عن السيد قطب الدين أبي زرعة الشيرازيّ الحسنيّ الرسيّ، ثُمّ فوضت إليه إستقلالاً، وبقيت في يده إلى أن مات، وتقدّم على نظرائه وطالت ولايته وتوفي عن أربعة بنين وهم: السيد شمس الدين حسين، والسيد تاج الدين محمد، والسيد مجد الدين قاضٍ، والسيد سليمان درج، والعقب من الثلاثة الأول.

وأمّا السيد الحسن الثاني إبن السيد الحسن الأفطس، فكان ضريراً، ولذا سميّ المكفوف وأُمّه عُمريّة خطابيّة، غلب على مكّة أيام أبي السرايا، فعقبه الشريف من أربعة رجال، وعند الشريف النّسابة المروزيّ الأزورقانيّ عددهم خمسة رجال وهم على قول إبن عنبه: علي قتيل اليمن، وحمزة الملقب سّمان، والقاسم الملقب شعر إبط، والحسين تزنح، وله عقب، والخمسة على قول المروزيّ عبد الله المفقود، وعليّ قُتل باليمن، وحمزة الأكبر عقبه ببروجرد يعرفون ببني سمانة وبالأهواز منهم قوم، ورابعهم القاسم يلقب شعر إبط عقبه جماعة كثيرة بالكوفة والبصرة وطرابلس وبلخ، وخامسهم الحسين له أعقاب.

د ـ فروع أخرى:

ومن ألمع بيوتات هذا الفرع الأفطسيّ ثلة من البيوتات الشريفة والأعقاب المنيفة والرجالات الكرام الذين لهم طول الباع وسعة الإطلاع لمع نجم سعودهم منذ أن إرتضوا أن يكونوا الثلّة من هذه الأنساب الأجلَّة فمباركٌ لهم هذا الشرف المؤبد من نسل آل محمد(ع)، منهم: الشريف النّسابة أبو حرب محمد بن المحسن بن الحسن بن عليّ حدوثه إبن محمد الأصغر بن حمزة ملحن التفليسي بن علي الدينوريّ بن الحسن المكفوف، يلقب شيخ الشرف كان ببغداد وسافر إلى بلاد العجم، وجمع جرائد لعدّة بلاد، ومات بغزنة سنة نيف وثمانين وأربعمائة ومن عقب عليّ الدينوريّ هذا أيضاً هو السيد الشريف النّسابة بالري أبو هاشم المجتبى بن حمزة بن زيد بن مهدي بن حمزة بن محمد بن عبد الله بن عليّ الدينوريّ المذكور، وكان مولانا الإمام أبو جعفر محمد الجواد(ع)، قد أمر السيد عليّ الدينوريّ إبن الحسن إبن الحسين إبن الحسن الأفطس أن يحلّ بالدينور ففعل، وكان ذا علم وفضل، وُجدَ له بعد موته ما بلغت قيمته خمسين ألف دينار وَعمَّر خمساً وثمانين سنة وفي ولده العقب الذي ذكرنا آنفاً.

ومن فروع الشجرة الأفطسيّة من عقب السيد محمد إبن الحسين إبن الحسن الأفطس أخ السيد الحسن السالف الذكر، ولكن السيد المروزيّ الأزورقانيّ الصادقي سمّاه عبد الله أحد إثنين هما أصّح عقب الحسين بن الحسن الأفطس هما الحسن وقد فصلناه، والثاني عبد الله وجعل ما ينطبق على عقب السيد محمد عند إبن عنبه هو: ما يتطابق مع نسب عبد الله عند السيد المروزيّ، وهُنا حصل التباين بينهما من الأمثلة أنَّ السيد محمد السكران سُميَ بذلك لكثرة تهجدّه إبنٌ لعبيد الله إبن القاسم إبن محمد إبن الحسين بن الحسن الأفطس هكذا شرحه شيخ ابن عنبه النّسابة الفقيه السيد الشيخ تاج الدين إبن معيه في سبك الذهب.

بينما نجده عند الشيخ العُمري العلويّ صاحب المجديّ يقول: السكران هو محمد بن عبد الله بن الحسن الأفطس وأن الحسين أعقب من الحسن وعبد الله، وهو الظاهر، وعليه يدلُّ كلام شيخ الشرف وابن طباطبا. وله عقب كثير يقال بنو السكران ولهم تفصيلهم في كُتبِ الأنساب ووجدت كتاباً على رغم إسمه وبإستثناء ليس له ضبط للأنساب على شكل سليم بل حوى كل ما هبّ ودبّ وفيه أخطاء معظمها أخطاء في إيراد سلاسل الأنساب يذكر إسم السيد محمد السكران في مصر ذاك الكتاب هو بحر الأنساب الكبير في أنساب السادات فباستثناء هذا النسب والذكر للسيد محمد السكران يعتبر هذا الكتاب من الكتب عديمة الفائدة. ومن فروع الشجرة الأفطسيّة العلاّمة الجليل المحدّث الفصيح اللبيب السيد كاظم الحسينيّ الرشتي ولا بأس من الإلمام بعموده المبارك السيد كاظم إبن السيد قاسم بن السيد حبيب بن السيد مصطفى بن السيد مرتضى بن السيد شرف الدين عليّ بن السيد طعمه بن السيد إبراهيم بن السيد عز الشرف أبي القاسم أحمد بن السيد الجليل ركن الدين محمد ابن السيد علي إبن الأمير عز الدين(36)طالب الدلقنديّ إبن السيد ركن الدين أبي طالب محمد بن محمد بن تاج الملة والحق والدين عرب شاه بن محمد بن زيد الجويني بن المظّفر بن أبي عليّ أحمد الخداشاهي فخر الشرف بن أبي الحسين علي بن أحمد بن أبي سهل علي بن أبي القاسم علي العالم الأجل أمه وأم أخوته الثلاثة سواه وبه أربعة عائشة بنت بديع الزمان الهمداني الأديب المشهور إبن أبي الحسين محمد إبن أبو محمد يحيى إبن أبي الحسين محمد الزاهد إبن أحمد زئارة + زُبارة لأنّ له إذا غضب زئير كزئير الأسد فَسميَّ زئارة أو زبارة ويكنى أبا جعفر بن محمد الأكبر بن عبد الله المفقود إبن الحسن المكفوف إبن الحسن الأفطس إلى المنتهى.

ومن عقبه اليوم ثلة من السادة يعرفون بآل الرشدي الرشتي يقطنون بكربلاء وهي إحدى أُسر العلم والأدب والزعامة، ويرجع إستيطانهم كربلاء إلى أوائل القرن الثالث عشر الهجريّ وهم من عقب السيد كاظم المذكور من ولدين فاضلين السيد حسن والثاني السيد أحمد، وأمّا السيد حسن فكان فاضلاً مُبجِّلاً أديباً توفي وأعقب ولده السيد آغا بزرك، والثاني السيد أحمد إبن السيد كاظم فكان أديباً ماهراً وناظم النثر وعالم شاعر له باع طويل في الفنون الأدبيّة والعلوم العربيّة، أسبغ على الشعراء من رعايته وحنوه ما يعجز عنه الوصف، قُتِل في حادثة معروفة سنة 1295هـ، له ديوان شعر مخطوط فضلاً عن بلاغته النثريّة وجزالة أسلوبه الأدبيّ، ومن شعره قوله مؤرخاً وفاة السيد رضا الرفيعيّ سادن الروضة الحيدريّة في النجف المقتول سنة 1285هـ، 1868م:

أمّا ترى الجِنانَ قد زُخرَفتْ

مُذ حلَّ فيها خَازِنُ المرتضى

لذلك رِضوانٌ مُستبشراً         

ناداه أرخّ(مُرّْحباً بالرضا)

1285هـ.

وله كتاب شواهد الغيب كتاب أدبي غزير المادة كتبه سنة 1274هـ، وأطراه الشاعر الحاج جواد بدقت بقصائد كثيرة وبعد وفاته حلَّ محله نجله الأكبر السيد قاسم المتوفى في شهر ذي الحجة سنة 1360هـ، 1939م، كان صاحب طُرف وأخبار وأشعار يَقصِدُه النّاس لقضاء حوائجهم وَتركَ ثلاثة بنين هم: محمد مهدي وأحمد وفيضي. ومنهم اليوم حيدر، وطالب، وصالح أولاد محمد مهدي بن قاسم المذكور، والسيد علي بن أحمد بن قاسم الرشدي، والمحامي مهدي بن صالح بن محمد مهدي بن قاسم الرشدي.

وأمّا السادة الأشراف الأفطسيون الكرام آل شُبّرفلهم نسب يعلو على الهيجاء وهم أهل بيت علم ونبل ونباهة وشرف عال عظيم، فلنقف على عمودهم كما تحاكيه المصادر النسبيّة ولنا وقفة وجولة حول تراجم بعضهم مختصراً بما يقتضيه هذا الموجز فنقول: جدهم الأعلى هو العلامة السيد عبد الله شبّر وهو من هو من علو الكعب في سماءِ الفضيلة له كتاب حق اليقين في معرفة أصول الدين، وتفسير القرآن الكريم، ومصابيح الأنوار وغيرها الكثير، المتوفى سنة 1242هـ إبن السيد محمد رضا بن محمد بن محسن بن أحمد بن محمد بن ناصر الدين بن شمسن الدين بن محمد بن محمد بن نعيم الدين بن رجب بن الحسن شبّر، وإليه ينتمي كُلُّ شبّري أفطسي، بن محمد بن حمزة بن أحمد بن عليّ الملقب برطلة بن أبي عبد الله الحسين القميّ بن عليّ بن عُمر شهيد فخ بن الحسن الأفطس.

هـ ـ نسب آية الله العظمى السيّد علي الحسينيّ الخامنائي}.

ومن فروع النسب الحسينيّ الأفطسيّ: السيد الجليل عيسى بن محمد حسن بن عيسى بن أبي الفتح بن أبي الخير بن رضا بن روح الله بن قطب الدين بن بايزيد جلال الدين بن بابا بن الحسن بن الحسين بن محمود بن نجم الدين بن فتح الله بن عبد الله بن عبد الصمد بن عبد الحميد بن شرف الدين بن عبد الفتاح بن مير عليّ بن عليّ الأكبر بن سلطان بن أحمد بن محمد بن الحسن بن الحسين بن يوسف بن مُظفّر بن الحسين بن الحسن الأفطس إبن عليّ الأصغر إبن الإمام عليّ زين العابدين(ع).. قال النّسابة الجليل المتفرد بسلوك أفضل السبل لبلوغ نتائج النباهة السيد جعفر الحسينيّ الأعرجيّ(طيب الله ثراه) قال: له عقب وذريّة وبنوه كانوا يتولون وزارة السلطان محمد شاه بن ولي العهد عبّاس ميرزا بن الخاقان فتح عليّ شاه قاجار والعقب فيه من أربعة رجال وهم: الوزير الدبير الأديب الأريب قائمقام، وحسن، ومعصوم، وموسى خان. أمّا قائمقام فله ثلاثة أولاد وهم: محمد، وعليّ، وأبو الحسن خان. وأمّا الحسن بن عيسى فله: عبد الكريم، وإسحاق.

وأمّا معصوم بن عيسى فعقبه من إبنه صادق خان، والعقب من صادق خان في رجلين: مرتضى، وحسين. وأولد الحسين بن صادق خان أربعة رجال: ميرزا صادق خان الأديب الشاعر الناثر الملقب بأمير الشعراء، وعلي أصغر خان، ومهديّ، وعليّ خان. ومن فروع وأغصان هذه المشجرة الشريفة الكريمة المباركة يتفرع نسب القائد المرشد الأعلى آية الله العظمى السيد عليّ الحسينيّ الخامنائيّ الأفطسيّ}، وعموده كالتالي: السيد علي الخامنائي إبن السيد جواد إبن السيد حسين إبن السيد محمد إبن السيد محمد تقي إبن السيد ميرزا علي أكبر إبن السيد فخر الدين إبن السيد ظهير الدين إبن السيد قطب الدين إبن السيد مير روح الله إبن السيد مير سيد رضا صاحب ختم الشاه عباس الأوّل إبن السيد مير جلال إبن السيد بايزيد إبن السيد مير بابا هاشم محمد الوارد في عمود النسب أعلاه إلى آخر النسب الشريف المبارك.

ولسيدنا القائد العقب الجليل المبارك من أربعة من أبنائه السادة هم: السيد مصطفى، والسيد مجتبى،  والسيد محسن مسعود، والسيد ميثم محمد وأشقاء من العلماء الأجلَّة والبدور الشموس الأهلَّة.

ومن فروع الشجرة الأفطسيّة السادة الخاتون آباديّ وهم بنو ميرزا محمد باقر المدّرس في الجامع العباسي المتوفى سنة 1116هـ، والمدفون بتخت فولاد أصفهان إبن مير محمد إسماعيل المعروف بشاه مراد [ويشاركهم في النسب سادة إماميّ في إسماعيل هذا] إبن مير عماد الدين محمد أول من هاجر من خراسان إلى أصفهان إبن مير سيد حسن نقيب السادات إبن مير جلال الدين مرتضى إبن مير سيد حسن أول من هاجر من المدينة إلى خراسان إبن شمس الدين حسين إبن شرف الدين علي إبن مجد الدين محمد إبن تاج الدين حسن إبن شرف الدين حسين إبن محمد عماد الشرف إبن السيد عبّاد بن محمد بن الحسين القمي إبن محمد أبي الحسن النقيب بأصفهان إبن أبي عبد الله مير حسين المعروف بالقميّ إبن علي بن عُمر الأكبر إبن الحسن الأفطس إبن علي الأصغر إبن الإمام عليّ زين العابدين(ع).     

وهناك فروع عديدة كثيرة من بيوتات السادة الأفطسيّة صرفنا النظر عنها لأنّ هذه المقالة أتت مُجتزأة مختصرة لتلائم المجال المتاح وهو صغير عسانا نوفق إلى إتمام تحقيق وجمع الجرائد والمشجرات ومن رام الزيادة والتبحر فعليه بصحائف أصحاب العلاقة من السادة الأفطسيين الحسينيين فصلوات الله على أصلهم وبارك الله تعالى بهم.

ومن فروع السادة الأماجد الأفطسيين الذين ورثوا الشرف أباً عن جد من الدوحة الاعلاميّة الأعلام الكرام آل الميلاني وقد خرج منهم الكثير الطيب وإليك عمودهم الشريف.