تاريخ العامليّ والحلقات المفقودة من تاريخ الشيعة في لبنان

12/4/2020
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

 

بقلم رئيس التحرير

العلاّمة المحقّق والمفكر الإسلاميّ الشيخ محمّد عليِّ الحاج العامليِّ ومن خلال الحلقات الأولى التي أصدرها من تأريخه ومنها:

ـ درّة الأخبار في دارة وسلالة الأخيار.

ـ الحالي والخالي من تاريخ الشيعة في المتن الشماليّ.

ـ الميسور من تاريخ الحوزة الدينيّة في شحور.

ـ الجذور من الحلّة إلى شحور... ومضات من تأريخ أسرة آل الحاج المزيديّة الأسديّة.

تكلّمَّ فيها عن حلقات مفقودة من تاريخ الشيعة في لبنان من خلال مصادر ووثائق أتعب نفسه في العثور عليها خلال عشرين عاماً.

ولنقرأ بعض ما جاء في مقدّمته لكتابه الحالي والخالي من تاريخ الشيعة في المتن الشماليّ، كأنموذج طيب للحلقات الثلاث الأخرى، إذ قال: [ وقد جاء الكتاب في ثمانيّة فصول:

الأوّل: فيه تعريف موجز حول قضاء المتن الشمالي، وحول الطائفة الشيعيّة، كمدخلٍ منهجيّ للقراء الّذين لا عهد لهم بالمتن والشيعة.

الثاني: يتضمن شرحاً حول الظروف القاسيّة التي عانى منها الشيعة في محافظة جبل لبنان تاريخياً، عن عدم الإعتراف بهم كطائفة، إلى غزوهم وقتالهم، واضطرارهم للإرتداد حفاظاً على أرواحهم.

الثالث: فيه استعراض لواقع الشيعة وماضيهم في المناطق التي سكنها الشيعة، في الساحل والجرد، وهو عبارة عن أربع مقالات نشرتها سابقاً في المجلة الفصليّة إطلالة جُبيليّة.

الرابع: فيه عرضٌ عامٌ وموجزٌ لمساجد المتن الشمالي، وللجمعيات والمراكز الثقافيّة والإجتماعيّة، ولعلماء الدين الشيعة الّذين كان لهم نشاط في قرى وبلدات المتن الشماليّ.

الخامس: مجموعة مقابلات جرت معي بخصوص المسلمين الشيعة في المتن الشماليّ، المقابلة الأولى أجراها معي أستاذنا القاضي الشيخ يوسف عَمرو ونشرها في كتابه: صفحات من ماضي الشيعة وحاضرهم في لبنان، أمّا الثانيّة فكانت خلال لقاء أجرته معي جماعة الديمقراطيين اللبنانيين، جدل مع حوار مفتوح. في حين أنّ المقابلة الثالثة كانت مع قناة الزهراء الفضائيّة.

السادس: أفردتُ هذا الفصل للإضاءة على تجاربي الشخصيّة في المتن الشماليّ والنشاط الذي قُمتُ به خلال عقد ونصف من الزمن.

السابع: استعرصتُ فيه بعض الإقتراحات الهادفة لرفع مستوى الطائفة الشيعيّة في المتن الشماليّ، من قبيل إنشاء محكمة جعفريّة، واستحداث موقع نيابيّ للشيعة في المتن.

الثامن: فيه بعض الوثائق والصور...؛ توثيقاً وتأريخاً للمرحلة الحالية والماضيّة () ].

وبعد أن تكلّم وفصّل القول موفيّاً للبحث حقه في الفصول الثمانيّة الآنفة الذكر، تكلّم عن حقوق الطائفة الشيعيّة التاريخيّة في المتن الشماليّ والتي كانت جزءاً من كسروان التاريخيّة قبيل معركة عين داره التي جرت في عام 1711 م.

وعن حقوق خمسين ألف مواطن منهم مقيمين في قضاء المتن الشمالي منذ أكثر من خمسين عاماً ومن أصحاب الأملاك والعقارات بمقعد نيابيّ في البرلمان، وبمحكمة شرعيّة جعفريّة، وبإنشاء بلديّة مُستحدثة لهم في منطقة النبعة ـ برج حمود وعن حقوقهم في وجود أعضاء منهم في خمس عشرة بلديّة أخرى مع إيجاد مخاتير لهم في تلك المنطقة العزيزة مع إعطاء شوارعهم وأحيائهم الداخليّة الحقّ في البنى التحتيّة المطلوبة، مُوّثقاً كلامه هذا بالعرائض والوثائق المقدّمة منه أو من الأهالي في هذا الكتاب.

وأمّا الحديث عن كُتبه الثلاثة الأخرى، فهو حديث طويل وجميل حيث يكتشف القارئ بعد قراءته لها ثلاث حلقات مفقودة من تاريخ الشيعة الفكريّ والثقافيّ من خلال تاريخ القبيلة العربيّة الشيعيّة العريقة، وهم بنو أسد في الحلّة وفي البقاع وجبل عامل. ومن خلال تاريخ السادة الأشراف آل شرف الدين الموسويين في بلدة قمهز الكسروانيّة، ومن ثُمّ في بلدة شحور العامليّة، وبالتالي هجرة قسم منهم إلى العراق وايران أيام والي عكا العثمانيّ أحمد باشا الجزار في بداية القرن الثامن عشر الميلاديّ. كما تحدّث عن هذه العائلة الشريفة وجهادها وفضلها على العلم والعلماء وما تركته لنا حوزة شحور من آثار وتراث في لبنان والعراق وايران.

وأمنيتي الأخيرة لأخي في الله العلاّمة المحقق الشيخ العامليّ أن يكتب عن المسلمين الشيعة في قضاء عاليه والمقيمين منهم في بلدات القماطيّة، كيفون، سوق الغرب، كفرشيما، بشامون، خلدة، عرمون وغيرها. وأحياء مدينة الشويفات وأهمها: حي السلم، نهر الغدير، صحراء الشويفات حيث يتجاوز عددهم الخمسين ألف مواطن وسوادهم الأعظم من أصحاب الأملاك وهم بحاجة إلى وجود مقعد نيابيّ لهم مع محكمة شرعيّة جعفريّة، ومُفتٍ جعفريّ، ومجالس بلديّة، ومجالس إختياريّة.

وأُمنيتي هذه كانت بعد قراءتي لكتابه الحاليّ والخاليّ من تاريخ الشيعة في المتن الشماليّ حيث أثبت به المصّنف مصداقيته وإخلاصه لله تعالى ونصرته للضعفاء والفقراء الّذين لا صوت لهم ولا ناصر لهم إلاّ من قذف الله تعالى بقلبه الصدق والشجاعة والمحبّة وكلمة الحقّ().

                                                                           مع خالص شكري وتحياتي

                                                                                         أخوكم

                                                                                د. يوسف محمّد عَمرو

الغبيري بتاريخ 12 شباط 2020 م. الموافق 17 جمادى الآخرة 1441 هـ.



 \\\"الحالي والخالي من تاريخ الشيعة في المتن الشمالي\\\" الطبعة الأولى 2016 م. ص 6 ـ 9 منشورات الدار العامليّة ـ بيروت.

 مجلة \\\"إطلالة جُبيليّة\\\" العدد 41 الصادر في نيسان (ابريل) 2010م.