وداع الأحبة - أحمد جعفر عمرو وشقيقه محمود
بقلم رئيس التحرير
فارقنا أحمد جعفر عمرو() عن سبعين عاماً في العشرين من شهر كانون الثاني 2020 م. حيث جاور في روضة الشهيدين والدته \\\"أم محمّد\\\" كما فارقنا بعده شقيقه محمود () عن ستة وستين عاماً في العاشر من شهر شباط 2020 م. حيث جاور أقاربه في مقبرة العائلة في المعيصرة.
لقد آلمني غياب شقيقيّ الرضاعيين ووداعهما وأنا على فراش المرض أعاني من آلام مُبرحة في العامود الفقري وإجراء عمليّة طارئة في الظهر في تلك المدّة حيث لم أتمكن من الحضور لوداعهما والصلاة عليهما، بل أنّ غيابهما المفاجئ جعلني أنسى بعض الآلام متوجهاً إلى الله تعالى، بالدعاء أن يشملهما برحمته ويلهم ذويهما الصبر والدعاء والسلوان.
لقد كان المرحوم أحمد جعفر عَمرو وشقيقه محمود من الأكثريّة الصامتة في عشيرة آل عَمرو الوائليّة حيث لم يشاركا في حياتهما بالخلافات والحزازات العائليّة أو النزاعات أيام الإنتخابات النيابيّة أو إنتخابات المخترة أو البلديّة أو الجمعيّة العائليّة أو الجمعيات القرويّة الأخرى في المعيصرة. بل كانا دائماً مع الصلح وإصلاح ذات البين، ومع الإتفاق والوفاق والتزكيّة.
كما اتسمت حياتهما الخاصّة بالقناعة والرضى بقسمة الله تعالى ورزقه وعدم الخصام والمخاصمة على حطام الدُّنيا. بل كانت البسمة لا تفارق ثغريهما، وحمد الله تعالى كان جوابهما عند كلّ سؤال واستفهام.
وعندما توّجهت مساء يوم الثلاثاء الموافق 21 كانون الثاني 2020 م. بالعزاء هاتفياً لشقيقي الرضاعيّ بسّام جعفر عَمرو الموجود في جمهوريّة المانيا الإتحاديّة بكى وأخبرنيّ أنّه مساء يوم الأحد الواقع فيه 19 كانون الثانيّ 2020 م. تكلّم مع شقيقه أحمد وسأله عن صحته وحالته فحمد الله تعالى وأخذ يمازحه ويضاحكه ولم يتكلّم مع شقيقه بسّام عن فقره وحاجته الماسة للدخول إلى المستشفى لإجراء الفحوصات اللازمة!!!
وكذلك كان شأن شقيقه محمود، غير أنّ شقيقه محمود قد وفقه الله تعالى في آخر حياته لقيام رئيس بلدية المعيصرة الحاج زهير نزيه عَمرو بإدخاله إلى مستشفى البوار الحكوميّ لإجراء الفحوصات اللازمة وقد لبث في تلك المستشفى أسابيع قليلة إنتقل بعدها إلى رحمة الله تعالى فجر يوم الإثنين الواقع فيه 10/2/2020م.
ولا يسعني بعد هذا وذاك إلاّ أن أقول: (إنا لله وإنّا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) سورة البقرة، آية 156 .