مع الرابطة الثقافيّة في جبيل ورئيسها الدكتور حسن حيدر أحمد

12/4/2020
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

إعداد هيئة التحرير

الثقافة هي العلوم والمعارف التي يدركها الفرد ومجموع ما توصلت إليه أُمّة أو بلد في مُختلف الحقول من أدب وفكر وعلم وفن وصناعة بهدف استنارة الذهن. وتعني اصطلاحاً الرقي في الأفكار النظريّة ـ ويمكن أن تكون الثقافة تهذيباً وصقلاً للنفس البشريّة. وهي مجموعة من السلوكيات التي يتم اتباعها لتقويم سلوك الأفراد والمجتمعات، وذلك عن طريق العقائد التي تهدف الى تقويم وضبط السلوك. ويمكن استخدام كلمة ثقافة للتعبير عن تذوق الفنون والمعرفة البشريّة والمجموعة من الإتجاهات والقيم والأهداف. ونحن اخترنا من تميّز بالثقافة المتنوعة: الثقافة العامّة الأساسيّة والوطنيّة والمهنيّة والشعبيّة.

ونحن حصلنا على الثقافة الإنسانيّة والوطنيّة والجُبيليّة لأنّ الفرد يحصل على الثقافة من المجتمع كونه فرداً منه حيث أنّ العيش في المجتمع من دون العلاقات الإجتماعيّة والتواصل وتبادل الخبرات سيكون مُستحيلاً وهي مكتسبة وليست فطريّة.

تُكسب الثقافة أفراد المجتمع الواحد شعور الوحدة وَتُنمي لديهم الشعور بالإنتماء والولاء وتتيح لهم العمل دون اضطراب.

... كثير من النّاس يعيشون طويلاً في الماضي ـ والماضي منصّة للقفز لا أريكة للإسترخاء، ونحن تواقون لدراسة الماضي لأننا نريد أن نُخطط للمستقبل. لا نندم أبداً فلو كان الماضي جيداً فهذا رائع ولو كان سيئاً فهذه خبرة ـ لا نريد مُستقبلاً يفصلنا عن الماضي، الماضي هو الخبرات التي مرّت على الإنسان بكل أشكالها وألوانها، والماضي هو تجارب حياة البشريّة مُنذ الخليقة وحتى اللحظة التي مضت. فإن أردنا تصفح كتاب الماضي فعلينا أن نأخذه من بين دفتي الحضارات والتاريخ الإنسانيّ على مرّ العصور، والماضي مليء بالقصص والعبر والإنجازات... هناك رجال ونساء من الماضي ولكنهم ما زالوا يعيشون بيننا... فلنفكر كيف مرَّ يومنا ولنسجّل ما أنجزنا...

هل هناك ما ندونه على صفحات التاريخ ونسجله بإمتياز وحسن إنجاز عنّا وماذا أنجزنا؟

هل نستطيع أن نجد لأنفسنا مكاناً ما بين سطور الحياة الخالدة على صفحات التاريخ؟

المستقبل حالة من الزمان يتطلع إليها الفرد والمجتمع بنوع من الأمل... إنّه مرآة الماضي والحاضر...

من تعوّد أن يوزع الورد فسيبقى شيء من العطر في يديه...

في أبجديّة أحيرام وقدموس امتدت أيدي الوطن فوق البحر فلم تتسع لها الدُنيا فأرسلت غيوم تعبها لتمطر فكراً جديداً ثُمّ رشّت جبيل مياهاً طاهرة من نبعة يديها...

هذا الحرف أصبح حضارة ملبننة ونقطة ماء أصبحت بحاراً...

هاج النحل وبدأ يغط على الأبجديّة وينشر عسله في خلايا الكون عندما كان أطفال هذا الكون يَحْبون في بساتين الكلام...

أمّا اليوم فصوت جبيل قدّاحة البرق تشعل قش الحنين للأجيال القادمة... وتحمل قنديلاً من أسماء... وأنّا أتفقد الأسماء في التاريخ وجدت في قنديل الأسماء رجالاً من حرير يحملون في أيديهم أضواء يبددون عتمة اللبنانيين أو ظلمة كسروان وجبيل... رجال دين ودنيا انطلقوا من دور أجدادهم الفينيقيين في تصدير الحرف إلى الكون ومن قول السيّد المسيح (عليه السّلام):أحبّوا بعضكم بعضا كما أحببتكم أنّا (يوحنا 15: 12،13: 34 ) ـ ومن الآية القرآنيّة: (قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) سورة البقرة، 136.

إنّهم مؤسسو الرابطة الثقافيّة في جبيل

يوم السبت الواقع فيه 26 آب 1997 م. الموافق 26 ربيع الأوّل 1418 هـ. إجتمعت ثُلّة من أهل الفكر والثقافة في بلدة المعيصرة ـ فتوح كسروان في منزل سماحة القاضي الدكتور الشيخ يوسف محمّد عَمرو وتباحثوا في القضايا الثقافيّة والفكريّة التي تهمُّ المنطقة، وقرّر المجتمعون تسمية هذا اللقاء المبارك بلقاء يوم السبت. أمّا أهدافه فكانت تقتصر على القضايا الثقافيّة والفكريّة والإنمائيّة في قضاءي جبيل وكسروان وتأسيس مجلة فصليّة وإقامة ندوات ثقافيّة وإعداد دراسات إنمائيّة بإسم هذا اللقاء...

ثُمّ بدأت الإجتماعات واللقاءات تتتابع وتتوالى إلى كل يوم سبت عند واحد من المؤسسين وبدأت الأفكار والمشاريع في التلاقح والتفاعل...

وفي جلسة 6/9/1997 م. / 4 جمادى الأوّلى 1418 هـ. في منزل الأستاذ الحاج محمّد علي إبراهيم في حجولا قضاء جبيل كلّفت لجنة لوضع صياغة جديدة لأهداف هذا اللقاء ووضع إطار قانونيّ له.

وفي جلسة السبت الواقع فيه 18/10/1997 م. في منزل الدكتور حسن حيدر في جبيل اتفق الأخوة الحاضرون على تقديم أسماء المؤسسين وهم: (حسب الطلب المُقدّم من المؤسسين إلى مصلحة الشؤون السياسيّة والإداريّة في وزارة الداخليّة في 16/4/1998 م.

عبد العزيز أبي حيدر ـ د. وفيق إبراهيم ـ صادق حسين برق ـ عماد المقداد ـ د. جمال نون ـ د. محمد حسن عوّاد ـ السيّد مصطفى الحسينيّ ـ الشيخ محمّد حسين عَمرو ـ د. شهاب كامل كنعان ـ الشيخ يوسف محمّد عَمرو ـ حسن حيدر أحمد (ممثل الجمعيّة تجاه الحكومة: الدكتور وفيق شهيد إبراهيم).

صدر عن وزارة الداخليّة علم وخبر رقم 103/ أد : تأسيس جمعية بإسم: الرابطة الثقافيّة في جبيل بتاريخ 23 آب 1999 م.

تتألف الهيئة الإداريّة للرابطة من:

رئيس: عبد العزيز أبي حيدر.

نائب رئيس: حسن حيدر أحمد.

أمين سر: وفيق إبراهيم.

أمين صندوق: عماد المقداد.

محاسب: شهاب كنعان.

وعشرة أعضاء استشاريين وهم: الشيخ يوسف محمّد عَمرو، الشيخ محمّد حسين عَمرو، صادق برق، جمال نون، مصطفى الحسينيّ، محمد علي إبراهيم، حسن برّو، حسّان إبراهيم.

غاية الرابطة: توثيق الروابط الثقافيّة ـ العمل مع الجهات المُختصة لإيجاد منبر ثقافيّ وفكريّ وتوثيق العلاقات مع منتديات الفكر والثقافة التي لها الأهداف نفسها.

العمل على دعم وإنشاء مراكز للبحوث والدراسات التي تهمُّ المنطقة على المستويات الثقافيّة والإنسانيّة مع الإهتمام بالكتّاب والمُبدعين والشعراء والعلماء والأدباء من أبناء المنطقة ثُمّ العمل على نشر إبداعاتهم وتعميمها، دعم المدرسة الرسميّة والجامعة اللبنانيّة في المجالات الثقافيّة والإجتماعيّة، القيام بجميع الأعمال باستعمال كل الوسائل اللازمة لأجل تحقيق هذه الأهداف..

وبعدها تمّ الإتفاق على إصدار مجلة والترخيص لها بإسم الدكتور جمال نون ويكون تمويلها من الرابطة، واتفق على أن يكون مجلس إدارتها على الشكل التالي:

الشيخ يوسف محمّد عَمرو: المشرف العام.

الشيخ محمّد حسين عَمرو: المدير العام.

السيّد مصطفى الحسينيّ: علاقات عامّة.

الدكتور وفيق إبراهيم: رئيس التحرير.

الدكتور جمال نون: مدير مسؤول.

كما اتفق على الموضوعات والمقالات التي ستعالجها المجلة وهي تعنى بالتركيز على مفهوم المواطنة والثقافة الوطنيّة وسائر الموضوعات التي جعلت من جبيل مثالاً للإنصهار الوطنيّ والإنسانيّ.

لم تكمل الرابطة الثقافيّة مسيرتها وانكفأ دورها وتوزعت إهتمامات مؤسسيها فتعثرت أو تباطأت أو توقفت عن المسير.. وتوفي رئيسها الأستاذ عبد العزيز أبي حيدر أمين سر محافظة طرابلس والشمال بالوكالة فكرّمته الرابطة، ثُمَّ كان له تأبين واحتفال كبير في صالة أنطش مار يوحنا مرقس جبيل، بمناسبة مرور عام على وفاته بتاريخ 13 تشرين الثاني سنة 2011 م. برعاية سماحة العلاّمة السيّد عليّ فضل الله وحضور الفاعليات السياسيّة والإجتماعيّة والثقافيّة في بلاد جبيل.([1])

أعمال ونشاطات الرابطة:

لم تقم الرابطة الثقافيّة في جبيل بأعمال ونشاطات تنسب إليها وإنما كان لمؤسسيها دور فعّال في مجالات الثقافة والعلم والمعرفة والعلاقات الثقافيّة والفكريّة مع المجالس الثقافيّة والتأليف وتوقيع الكتب وإقامة الندوات الفكريّة حول مؤلفاتهم في جبيل وكسروان وسائر المناطق اللبنانيّة منها:

قيام الدكتور حسن حيدر بعدما آلت إليه رئاسة الرابطة بنشاطات ثقافيّة متنوعة في المنتديات الفكريّة والمجالس الثقافيّة والرابطات الإجتماعيّة ورعاية لقاءات فكريّة وإقامة ندوات خاصّة حول الكتب التي صنّفها وألّفها وبحضور أعضاء الرابطة والفاعليات الثقافيّة والإجتماعيّة في قاعة ثانويّة جبيل الرسميّة وهي الكتب الآتيّة: دواء التفكير أم وباء التكفير بتاريخ ١٤\\٥\\٢٠١٥، كتاب الإرهاب وجذوره الدينيّة بتاريخ ١٦\\٩\\٢٠١٦ وكتاب الإرهاب وأرحامه اليهوديّة بتاريخ ٢٦\\١\\٢٠١٨.

واليوم وانطلاقاً من الواقع المرير الّذي يعيشه الوطن في شتى المجالات وانسجاماً مع قول الإمام عليّ (عليه السّلام)، من شاور النّاس شاركهم في عقولهم وقوله (عليه السّلام): نِعمَ المؤازرة المشاورة، بادر عدد من مؤسسي الرابطة الثقافيّة إلى التشاور وتبادل الآراء وثُمَّ الإتفاق على إحياء الرابطة الثقافيّة في جبيل كإرث عريق بروح مُعاصرة فيجتمع العلم ويتعانق مع المواطنة فتصبح مجالس الرابطة حيث يتسامر الأدباء والشعراء والعلماء قبلة أصحاب الفكر من كل حدبٍ وصوبٍ. ونحاول لملمة ما فقدناه من رحيل بعض المثقفين والمؤسسين، والإستفادة من تجربة ونجاح البعض الآخر وتعود الرابطة إلى سابق عزّها ومجدها وتتعانق وتتحاور وتتكامل مع المجالس الفكريّة الأخرى لخدمة الوطن والإنسان.

وعلّق رئيس تحرير هذه المجلة على كلام رئيس الرابطة الثقافيّة في جبيل بقوله: لقد وفقَّ الله تعالى، الأخوة الكرام ومؤسسي الرابطة الثقافيّة وسعادة الأخ السيّد مصطفى الحسينيّ، وبعض وجهاء المدينة للتعاون مع سماحة العلاّمة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله (قده)، وبلدية جبيل ورئيسها الوزير السابق المهندس جان لوي قرداحيّ لأخذ رخصة قانونيّة للمركز الإسلاميّ التربويّ في جبيل، ولمسجد الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام)، في مدينة جبيل، وللقيام بإحتفال كبير لوضع حجر الأساس لهذا المركز من قبل سماحته بمناسبة ذكرى المولد النبويّ الشريف في 15 ربيع الأوّل لسنة 1421 هـ. الموافق 16 حزيران سنة 2000 م. وبحضور المتبرع الكويتي الحاج عدنان الكاظميّ. حيث كان ذلك اليوم يوماً مشهوداً في تاريخ المدينة حضرته جميع الوجوه الإجتماعيّة والثقافيّة، وممثلو الطوائف الكريمة في بلاد جبيل وكسروان.

وكانت كلمة العلاّمة المرجع السيّد فضل الله (رض)، البلسم الشافيّ والدواء الناصع لمعالجة مشاكل لبنان الإجتماعيّة بالرجوع إلى الله تعالى، مصدر الحبِّ والعطاء والخير والجمال والإبتعاد عن التعصب والطائفيّة البغيضة.

كما تكلّلت أماني المسلمين والرابطة الثقافيّة في المدينة بالنجاح في افتتاح مسجد الإمام عليّ بن أبي طالبّ (عليه السّلام)، بعد سنوات من الإنتظار برعاية سماحة العلاّمة المرجع السيّد فضل الله (رض)، ممثلاً بنجله العلاّمة السيّد علي فضل الله في آخر جمعة من شهر شعبان 1427 هـ. الموافق 23 أيلول 2006 م. وكانت كلمة العلاّمة السيّد علي فضل الله في خطبتيّ الجمعة، منوهاً آنذاك بدور المسجد في الإسلام. وبدور والده في إرساء الوحدة الإسلاميّة والوحدة الوطنيّة في لبنان، مُعرباً عن تمنياته القلبيّة بحلول المحبّة والرحمة والخير والعطاء في شهر رمضان المبارك بين اللبنانيين إنطلاقاً من خطبة النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، في إستقبال هذا الشهر المبارك. ثُمّ تكلّم إمام المسجد القاضي الدكتور الشيخ يوسف محمّد عَمرو بإسم أهالي المدينة والفاعليات الثقافيّة والإجتماعيّة بها والمسلمين في بلاد جبيل وكسروان، شاكراً لسماحة العلاّمة المرجع أياديه البيضاء على هذه المدينة وعلى بلاد جبيل وكسروان.

كما كان لإفتتاح مدرسة رسول المحبّة (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، الإبتدائيّة المجانيّة للعام الدراسيّ 2008 ـ 2009 والمجاورة للمسجد بإدارة الأستاذ زهير الحيدريّ. ومن ثمّ بإدارة الأستاذ محمّد سليم الدور الكبير في إبراز دور المسجد في تربية الأجيال والوحدة الوطنيّة، وفي مشاركة إدارة المدرسة وطلابها في أعياد الميلاد والبشارة وعيد المولد النبويّ الشريف وعيد الإستقلال وغيرها من مناسبات بعروض مشتركة مع المدارس الجُبيليّة في ساحة جبيل الرئيسة قرب شجرة الميلاد، أو في قاعة العلاّمة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله (قده)، التابعة لمدرسة رسول المحبة (صلّى الله عليه وآله وسلّم).

كما كان للرابطة الثقافيّة ولأعضائها دور في ذكرى وفاة بعض أعضائها المؤسسين وفي المشاركة بتقبل العزاء وغيره من واجبات كما حصل في وفاة الدكتور صبحيّ مراد المسؤول الإجتماعيّ في إتحاد الكتّاب اللبنانيين. وفي تأبين الحاج محمّد علي إبراهيم الّذي توفاه الله تعالى في 12 أيلول 2010 م. عن خمسة وسبعين عاماً قضى منها أكثر من خمسين عاماً في التعليم والتدريس في ثانويات المقاصد الإسلاميّة الخيريّة وفي المعهد العاليّ للعلوم الإسلاميّة التابع لجمعية المقاصد الخيريّة الإسلاميّة ـ بيروت.

وفي الذكرى السنويّة الأولى لوفاة رئيس الرابطة الثقافيّة في جبيل الأستاذ عبد العزيز بك أبي حيدر أمين سر محافظ شمال لبنان.

وفي المشاركة بإحياء الذكرى السنويّة لوفاة العلاّمة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله (رض)، بدايةً من شهر تموز 2010 م. ولغاية تاريخه في المركز الإسلاميّ الثقافيّ ـ جبيل.

كما كان للرابطة الثقافيّة في جبيل دورٌ جليٌ وواضح في كتابات بعض أعضائها الكرام على صفحات مجلة إطلالة جُبيليّة، خلال عشر سنوات من العدد الأوّل الصادر في أيلول 2010 ولغاية العدد (41) الصادر في شهر نيسان 2020 م. وفي الإحتفالات التي أقامتها المجلة خلال سنواتها العشر في مدينة جبيل وبلدة المعيصرة.

كما كان للرابطة الثقافيّة في جبيل دورٌ متميزٌ لأعضائها في التأليف والتصنيف والمشاركة باحتفالات توقيع الكتب لرئيسها الدكتور حسن حيدر أحمد في قاعة ثانويّة جبيل الرسميّة كما تقدّم الكلام سابقاً.

كما كان للأخ العزيز الدكتور حسن حيدر أحمد السيرة العلميّة الطيبة واليد البيضاء من خلال إدارته لفرع ثانويّة غزير الرسميّة في بناء مدرسة المعيصرة الرسميّة بموجب قرار مدير التعليم الثانويّ الأستاذ توفيق الحمصيّ تحت رقم 7725/05 في 10/10/2000 م. وفي صدور قرار دمج جميع المراحل في هذا الفرع بموجب قرار من معالي الوزير الأستاذ محمّد يوسف بيضون رقم 576/م/2000 م.

وبعد نجاح هذه الخطوة المباركة بإدارته، ونسب نجاح الطلاب في الإمتحانات الرسميّة. ونتيجة لطلب أهالي المعيصرة والقرى المجاورة صدر مرسوم جمهوريّ أيام الوزير عبد الرحيم مراد، بالإستقلال عن ثانويّة غزير الرسميّة وإنشاء ثانويّة المعيصرة الرسميّة بموجب المرسوم الجمهوريّ رقم: 999 في 15/4/2003 م. قضى بإنشاء هذه الثانويّة.

ونتيجة لنسب النجاح في الإمتحانات الرسميّة ولطلب الأهالي وبلديّة المعيصرة، والبلديات المجاورة والجمعيات الأهليّة في منطقة الفتوح فقد أصدر معالي الوزير الدكتور أسعد دياب قراراً وزارياً تحت رقم 454/م/ 2013 م. في 22/4/2013 م. قضى بتسميّة ثانويّة المعيصرة الرسميّة بإسم ثانويّة القاضي الدكتور يوسف محمّد عَمرو. حيث كان للأخ العزيز الدكتور حسن حيدر أحمد الدور بتفوق ونجاح طلابه من مسلمين ومسيحيين في ثانويّة القاضي الدكتور يوسف محمّد عَمرو الرسميّة والأخذ بيدهم نحو النجاح والوحدة الوطنيّة.

وبعد بلوغه السن القانونيّة وتقاعده عن العمل في كانون الثاني 2015 م. ترك بصماته الواضحة في المعيصرة وقرى الفتوح بإختياره وإختيار الأهالي الكرام لصديقه ورفيقه كمدير للثانويّة الأستاذ حميد علي حيدر، وإختيارهم لتلميذه المهندس محمّد عبدالله عَمرو مديراً لمعهد المعيصرة الفني الرسميّ.

وكذلك كان دوره أيضاً في المجلس الثقافيّ في بلاد جبيل مع أعضاء المجلس الكرام ومنهم الشاعر الأستاذ جورج شكور، والمحامي الشاعر يوسف أبي عقل والدكتور نوفل نوفل وغيرهم في المشاركة بالذكرى السنويّة لوفاة العلاّمة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله (رض)، التي نقيمها في جبيل كل عام، وفي الذكريات الدينيّة والوطنيّة الأخرى. وفي المطالبة الدائمة معهم بإنشاء فروعٍ للجامعة اللبنانيّة في العقارين الّلذين تملكهما في بلدة إده.

والحديث عن النشاطات الثقافيّة والفكريّة الأخرى للسادة الأعضاء البروفيسور وفيق إبراهيم، والبروفيسور عاطف حميد عوّاد، والبروفيسور محمّد مهديّ، والبروفيسور رباح أبي حيدر، والمحامي الأستاذ حسن مرعي برّو، والمهندس صادق حسين برق، والبروفيسورعلي تامر دعيبس، والدكتور جمال نون، والدكتور شهاب كنعان والمهندس حسّان إبراهيم والدكتور عماد المقداد والدكتور محمّد حسن عوّاد وغيرهم من الأخوة الكرام. حديث طويل فما أجمل عودة هذه الوجوه الكريمة إلى الرابطة الثقافيّة من جديد كما طلب الدكتور حسن حيدر أحمد في كلمته الآنفة الذكر.  


[1]  قامت مجلة \"إطلالة جُبيليّة\" بتخصيص ملحق خاص لهذه المناسبة في العدد السادس منها الصادر في شباط (فبراير) 2012 م. وذكر الكلمات التي أُلقيت بالمناسبة وأبرز الحاضرين.