وداع الأحبة: أبو عبدالله حسين عمرو وداعاً

12/4/2020
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

 

                                          بقلم ابنته آلاء أم عدنان

فقدناك يا والدي ونحن أحوج النّاس إليك، فقدنا عطفك وحنانك وابتسامتك. كما فقدنا تفقدك الدائم وسؤالك عن أبي عدنان والأحفاد، ودعوتك الدائمة لزيارتك في بلدة علي النهريّ.

لقد كنت يا والدي تفتخر دائماً برؤيتك لجدّنا الكبير القاضي المنتدب محمّد أفندي كاظم عمرو حيث أبصرت النور سنة 1943 م. في مزرعة السلوقي - شمسطار قبل أن يغادرنا هذا الجدّ المبارك إلى لقاء الله تعالى بسنوات.

كما كنت تفتخر دائماً بتقديمك الخدمة العسكريّة والانتساب إلى الهندسة الميكانيكيّة سنة 1961 م. في الجيش اللبنانيّ الباسل، وعزوفك عن دراسة الحقوق في الجامعة اللبنانيّة، حيث شغلت في البداية مساعد مهندس ميكانيكيّ في رادار الباروك. وبعدها انتقلت إلى مطار رياق العسكريّ في الهندسة الميكانيكيّة. وقد نلت إعجاب رؤسائك وتهنئتهم لك عدّة مرات خلال ثلاثة وعشرين عاماً.

وبعد بلوغك سن التقاعد العسكريّ كانت هوايتك المفضلّة هي استصلاح الأراضي وحفر بئر ارتوازيّ وبناء خزان له بالتعاون مع المشروع الأخضر. وكذلك الإهتمام بتربيّة النحل في البقاع حيث شاركت في عدّة جمعيات وكنت من مؤسسي تعاونيّة النحالين في البقاع مع صديقك المهندس حمد جعفر منذ سنة 1978 م.

لقد افتقدك أرحامك ومحبوك ومعارفك في بلدة أجدادك المعيصرة وفي مزرعة السلوقيّ ـ شمسطار. وفي بلدة عليّ النهريّ.

وختاماً يا أبي، أحمد الله تعالى أنك كنت من المؤمنين باللّه، فأرشدتنا إلى طريق الإيمان والمعرفة، فكنت دائماً شاكراً لله تعالى على عطائه، وعلى لسانك كلمة (سترك ورضاك يا ربّ) التي ورثتها عنك.

كل من عرفك يصفك بالرجل الطيب صاحب الحقّ، لا يغرّه جاه ولا حال. الرجل الطيب المُحبّ صاحب النزل المضياف لا يفرق بين قريب أو بعيد، سوف نبقى على هذا الطريق كما عودتنا دائماً وابداً.

سوف يشتاق لك أحفادك الّذين كنت تفرح لرؤيتهم وكنت مَثَلهُمْ الأعلى لا سيما رائف وعدنان وغدي الّذين كانوا يُحبون جلستك وأحاديثك وموعظتك لهم عن حياة الدنيا والآخرة، هذا وسام لي أن يعتزَّ أولادي بأقوال وأفعال جدهم.

رحمك الله تعالى يا والدي، لقد كنت لنا الأب الموجه والصديق والأستاذ في هذه الحياة...