الصحافة

12/4/2020
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم مستشار التّحرير الدّكتور عبد الحافظ شمص

قارئي العزيز،

الصِّحافة باب السّياسة ونافذة الحضارة، منها ينطلق العلم وتتعمّم الثّقافة، والإنعكاس الصادق للواقع في الفكر، وهو الإنعكاس الذي يحقّقه في نهاية الأمر، معيار التطبيق.. في وقت ينطبق فيه الصدق على الأفكار وليس على الأشياء أو على  وسائل التعبير اللّغوي عنها .. والفلسفة، أَوّل مَنْ قدّم أَساسًا مادّيًّا لفهم الصّدق.

قارئي اللّبيب،

أَن تتوقّف مطبوعة، اعتدّتَ على مطالعتها لسنوات عديدة، وأَن تتحوّل إلى موقع الكتروني، قد يصعب على الكثيرين من القرّاء الوصول إليه، إن من الحاسوب الآلي أو الهاتف الخلوي، ويحزّ في النّفس ويوقع في حَيْرةٍ قاسية...

فبعد عشرٍ من السنين، توقّفت مجلة \\\\\\\"إطلالة جبيليّة\\\\\\\" عن الصدور، ولم تعد تصل إلى مشتركيها وقرّائها الذين أَحبّوها بموادها المتنوّعة، الدينيّة والفقهيّة والأدبيّة والتّاريخيّة والاجتماعيّة، والتي كانت موضع اهتمامهم وثقتهم وإعجابهم بكتّابها ومحرّريها، إعجابهم وتقديرهم لصاحبها ومصدّرها سماحة العلاّمة الشيخ القاضي الدّكتور يوسف محمّد عمرو حفظه الله، والذي كان يُزيّن صفحات أَعدادها بمقالاته القيّمة التي تُرضي القارئ وتُغني ذاكرته.. وتوقّف مطبوعة كانت دخلت قلوب وعقول وذاكرة النّاس، عن الصّدور وفي هذا الزّمن بالذّات، قد يُؤلم النّفس، على الرّغم من وضوح السّبب الدّاعي إلى توقّفها وهو المادّي المالي الذي هو أساس بقاء واستمرار أي مطبوعة والذي أَصاب الجزء الأَكبر من اللبنانيّين، بإيصالهم إلى حالة غريبة، لم يعرفوها من قبل ولم يفكّروا بها منذ زمنٍ بعيد!!!

هذا الأمر أَثّر بشكلٍ كبير على قدرة النّاس الماديّة كما أَثّر على معنويّاتهم وحياتهم، وشتّتَ أَحلامهم وأَمانيهم وباتوا في الدرجة الأَخيرة من الاحتمال، في وقت أَن حُكّامهم غير مُبالين بما يحدث وما يحصل وما ينتظر الشّعب من مفاجآت غير سارّة، بل ضارّة والعياذ بالله ...

وإنّني هُنا أُورد بعض ما جاء في افتتاحية العدد الأخير، بقلم رئيس التّحرير، سماحة القاضي الشيخ الدّكتور يوسف عمرو:

\\\\\\\"الذي يلاحظه المواطن اللبناني، من توقّف العديد من المطبوعات في مراحل مختلفة، كان سببه القصور المادّي لدى المؤسّسات أو الأشخاص... وهذا عائد، بالطّبع، إلى عدم اكتراث وزارة الثّقافة وغيرها من المؤسّسات الحكوميّة، والحكومات المتعاقبة بهذه القضيّة التي تُفقد لبنان مرجعيّته في الكلمة الحرّة والرأي السّياسي والعلمي والذي كان للصحافة اللبنانيّة اليد البيضاء في الإضاءة المباشرة على ما كان يحدث في لبنان وفي كلّ مكان من العالم من أحداث..

ونحن، وقد واجهتنا صعوبات كثيرة لغاية تاريخه ممّا اضطرّنا إلى اتّخاذ القرار الصّعب الذي فاجأ الجميع، بتوقّف مجلّتهم التي أحبّوها، عن الصّدور.

ويهمّنا جدًّا أن نوجّه الشّكر للأخوة والزملاء الأعزّاء الذين رافقونا منذ العدد الأوّل وحتّى الآن في هيئة التّحرير والمستشارين العلاّمة الشيخ محمّد حسين عمرو، المحامي الأستاذ حسن مرعي برّو، البروفيسور عاطف حميد عوّاد، والمستشارين الشّاعر والأديب والمدقّق اللّغوي الدّكتور عبد الحافظ شمص، والدّكتور عصام العيتاوي، الأستاذ زهير الحيدري، مدير التّحرير الشيخ الدّكتور أحمد قيس، البروفيسور رباح أبي حيدر، الدّكتور عبّاس فتوني، الأستاذ علي راغب حيدر أحمد، الدّكتور وفيق جميل علاّم، الأستاذ محمد علي رضى عمرو، والشعراء والأدباء في بلاد جبيل وكسروان والدّكتور حسن حيدر أحمد، الأستاذ يوسف حيدر أحمد، الحاج صادق برق، الأستاذ علي حسين عوّاد، الدّكتور عاطف جميل عوّاد، الدّكتور ضومط كامل، الدّكتور موريس عماد، الدكتور حميد عاطف عوّاد، الأستاذ فادي خليفة وغيرهم، ولا بدّ من التّنويه بجهود رفيقة حياتي الحاجة سلوى أحمد شمص عمرو التي كانت تقوم بالتّنسيق والترتيب والطباعة والإخراج قبل إرسال العدد إلى المطبعة.

وقد وجدنا أّنفسنا أَمام مسؤوليّات عديدة تجاه أَبناء منطقتنا العزيزة، ولذلك اتّخذنا قرار الانتقال من الطباعة الورقيّة إلى الصِّحافة الإلكترونيّة عبر موقع الشبكة الآتية:  www.etlala.byblos.com

ونقول للسادة المشتركين والمشجّعين والأصدقاء والقرّاء الكرام، إلى اللّقاء من خلال الصفحة الإلكترونيّة، ونسأل الله التوفيق.\\\\\\\"