العلاّمة الشيخ حسين أحمد شحادة وعلماء جبل عامل في بلاد الإغتراب

12/4/2020
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

 

بقلم القاضي الدكتور الشيخ يوسف محمّد عَمرو

معرفتي بالعلاّمة العلم الأديب والمحقق المُبدع الشيخ حسين شحادة العامليّ، كانت بدايتها منذ خريف عام 1967م. من خلال زمالته وصداقته في المعهد الشرعيّ الإسلاميّ في برج حمود ـ بيروت برعاية أستاذنا المؤسس العلاّمة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله (رض)، ومن خلال والده الخطيب الحسينيّ الحاج أحمد شحادة وقيامه بالخطابة الحسينيّة في مسجد بلدتي المعيصرة الكسروانيّة في العشر الأوائل من شهر مُحرّم لمدّة عامين بدعوة من قبلي ومن قِبَل الأهالي... وقد تميّز الشيخ شحادة بالخط العربيّ الجميل ()، وبكتاباته الأدبيّة والدينيّة العلميّة الجميلة وبالهدوء والرزانة في الجوار والتعايش والخطابة والإبداع في ما تقدم. حتى استحقَّ الثناء والتقدير والتنويه من أساتذته في بيروت والنّجف الأشرف وقٌم المُقدّسة. وبالتالي الإجازة له وانتدابه من قبلهم للتبليغ الدينيّ في سيراليون وغربي أفريقيا في أواخر السبعينيات من القرن الماضي.

وقد ترك بصماته الواضحة على الجاليّة اللبنانيّة ومحبيّ وشيعة أهل البيت (عليهم السّلام)، خلال أكثر من عقدين من السنين في سيراليون وغربي أفريقيا. غير أنّه اضطر لترك تلك البلاد لدواعٍ صحيّة اختار بعدها لندن في المملكة المتحدة كمقر له وكمؤسس لرابطة أهل البيت (عليهم السّلام)، مع ثُلّة من علمائنا الأعلام في المملكة المتحدة تهتمُّ بالتبليغ الدينيّ وبالدفاع عن حياض الإسلام وأهل البيت (عليهم السّلام)، والشيعة والتشيع بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة.

وعندما رجع إلى الوطن بعد تلك السنوات الطويلة لم يعتكف في منزله ببلدته انصاريّة قضاء صيدا طلباً للعافيّة والصحة بعد أنهكت جسده الضعيف الشيخوخة وبعض الأمراض. وإنّما أسس مع ثُلّة طيبة من أهل العلم والخير والإحسان:

ـ إذاعة القرآن الكريم والمعرض الدائم للكتاب الإسلاميّ في جنوب لبنان.

ـ مجلة المعارج المتخصصة بالدراسات القرآنيّة وحوار الأديان والمشرف العام على إدارتها.

ـ مشاركته في تأسيس منتدى الحوار والثقافات والأديان ـ بيروت.

ـ مستشار مجمع السيّدة زينب (عليها السّلام)، للأبحاث والمعلومات ـ دمشق.

ـ مؤسس مجلة المقام للتراث والسياحة الثقافيّة.

وأمّا الحديث عن إهتماماته فقد تجلّت وظهرت في:

ـ حوار الأديان والحضارات. الدراسات الفقهيّة والقرآنيّة والعلوم الإنسانيّة...

ـ مشاركته في العديد من المؤتمرات والندوات البحثيّة والعلميّة في لبنان وخارجه.

ـ مساهمته في تأسيس عدد كبير من المساجد والمدارس والمراكز الإجتماعيّة والصحيّة والجمعيات الثقافيّة والعلميّة.

وأمّا إنتاجه الأدبيّ والعلميّ في النهضة وتجديد الخطاب الدينيّ فقد برزت في مؤلفاته المطبوعة والمخطوطة منها:

اجتماعيات الدّين والتدين. اجتماعيات الدّين والدولة. اجتماعيات المسيحيّة والإسلام. اجتماعيات المرأة والمجتمع . اجتماعيات الاقتصاد في عالم مُتغير.

اجتماعيات اليهوديّة والإسلام.

التقاليد السوريّة في العيش المشترك.

نحو حوار دينيّ موضوعه الإنسان.

العمل وحقوق العامل في الإسلام.

الحوار في الإسلام بوصفه كاشفاً للهويّة وحافظاً لها.

أصول الفقه المقارن.

علم التفسير المقارن.

الإسلام وتحدّيات العولمة.

في مفهومات الوحدة الوطنيّة والوحدة الحضاريّة.

جدول أعمال الوحدة الإسلاميّة.

الفقه الإداريّ والسياسيّ في نهج البلاغة.

دعوة لتأسيس علم اجتماع الدّين والتدين.

نحو تصور دينيّ للهويّة في المجتمع العربيّ.

الدّين وحماية البيئة.

المشهد الثقافيّ العربيّ وأسئلة النهضة.

المسلمون والغرب: أزمة المعرفة والحوار.

نظرة إسلاميّة للتربيّة.

الأخلاق العربيّة في شعر المتنبيّ.

الحبُّ الإلهيّ في التصوف المسيحيّ ـ الإسلاميّ.

الأخلاق في رسائل ابن عربيّ.

مقاصد الشريعة واللاهوت.

فقه الإنترنت والإعلام الدينيّ.

المستشرقون والإسلام.

هذا هو الإسلام.

موسوعة السيّدة زينب : وثائق السيرة والتاريخ والأدب.

رؤيّة قرآنية للإدارة الماليّة.

نقد الفقه الطائفيّ.

القروض اللاربويّة في الفقه الإسلاميّ.

التحكيم وفقه الخصومات الماليّة.

بين فقه المرأة الأنثى وفقه المرأة الإنسان.

مقدّمة لفلسفة الأخلاق في القرآن الكريم بمشاركة المهندس السيّد محمد رضا مرتضى.

المشاركات:

المشرف العام على مركز الأبحاث والمعلومات في مقام السيدة زينب (عليها السّلام).

تأسيس الندوة الشهرية بالتعاون مع كنيسة يوحنا الدمشقي ـ دمشق.

دراسات استشاريّة لعدد من الجمعيات الثقافيّة والخيريّة والمؤسسات العلميّة.

مؤتمرات التقريب في دمشق وبيروت وطهران.

برنامج التعرّف على الأديان في الولايات المتحدّة الأميركيّة.

مهرجان الجنادريّة في الرياض.

الندوة العالميّة لحوار الحضارات ـ حلب.

دراسات استشاريّة لعدد من المؤسسات والمجامع الفقهيّة.

وبعد فإنَّ الحديث عن شخصيّة العلاّمة العلم الشيخ حسين شحادة هو حديث عن عطاء علماء جبل عامل لبلاد الإغتراب وللبنان منذ أوائل القرن العشرين ولغاية تاريخه من تحديث للخطاب الدينيّ وتوجيه للناشئة وللشباب نحو الفضيلة ومحبّة الله تعالى والرجوع إليه ونحو الوحدة الإسلاميّة والوحدة الوطنيّة والدفاع عن حياض الوطن والمُقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة في القدس الشريف وفلسطين ومحاربة البدع والتطرف والتزمت في الخطاب الدينيّ وفق هدي أهل البيت (عليهم السّلام)، والعلوم الحديثة.

وبعد فإنَّ النظر إلى وجه العلاّمة العلم الشيخ حسين شحادة والإستماع إلى حديثه وقراءة آثاره العلميّة يشدّنا إلى محبّة أهل البيت (عليهم السّلام)، ومودتهم. ومحبّة اللغة العربيّة ويجعلنا نعشق سيرة علماء جبل عامل في ما وراء البحار كالعلاّمة اللغوي الكبير والأديب الشيخ محمّد علي الحومانيّ في مصر ووادي النيل، والشيخ خليل بزّي الفاضل الزاهد الذي هاجر إلى الولايات المتحدة الأميركيّة عام 1913 م. واستوطنها مع عائلته من المهاجرين إليها من بنت جبيل وجوارها في ولاية ميتشغن، ديترويت، والإمام الشيخ محمد جواد الشريّ الذي هاجر إلى ديترويت بناءً على طلب أبناء الجاليّة اللبنانيّة الشيعيّة في شمال أميركا الشماليّة بتأييد من الرئيس عادل عسيران ومن ثُمَّ إفتتاحه في ديترويت بتاريخ 20/9/1962 أوّل مركز إسلاميّ للشيعة في الولايات المتحدّة الأميركيّة وشمال أميركا وبمساعدة من الرئيس جمال عبد الناصر.

وكذلك يعيدنا بالذاكرة إلى الأعلام من علماء جبل عامل. في أميركا الوسطى والجنوبيّة وأوستراليا، وأفريقيا الغربيّة والشرقيّة، ودول الخليج العربيّة حيث كان أولئك الأعلام السفراء البررة الوجه المُشرق لعلماء جبل عامل ولجامعة النّجف الأشرف في القرن العشرين ولغاية تاريخه.

 



 هداني في أواخر الستينيات من القرن الماضي لوحة قرآنيّة صغيرة بخطه المميز والجميل، لا زالت محفوظة في مكتبتي للذكرى.