وجدانيات طريقٌ معتمٌ..

12/4/2020
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

                                                              أماريا برادعي سليم

يخلو من البشرية ويكثر فيه البشر.

يخلو من الإنسانية ويكثر فيه الإنسان.

هو عالم انعدم فيه مَن اسمه إنسان، ولمعت في رأسي شريعة الغاب ومكنوناتها، وصرت أتوق للخوف من أسودها ونمورها فهي أهون عليّ من خوف وظلم البشر.

هل نعيش الحياة فقط لنعيش ونموت؟ أم نعيش الحياة لنحيا؟

نعم لنحيا.. بعيداً عن بعض.. ولكن كيف؟

فكم نسمع بمقولة: ما أكثر الضجيج وما أقل الحجيج.

وهكذا هي حالنا في الحياة.

ما أكثر الناس وما أقل الإنسانية، فلنرحم بعضنا ونشغل أنفسنا بما يهمنا ويعنينا، لا بما يَضرّنا ولا علاقة لنا به.

فمنذ أن فهمت العالم، صُدمت بعقولهم وتفكيرهم وهواجسهم في الحياة.

فهل علينا تقييم الناس قبل انفسنا؟

لمَ لا نقف جميعاً وننظر في المرآة ونتكلم وجهاً لوجه مع ذاتنا ونحدثها عن فلان وفلان، هل نملك الجرأة للعمل بذلك؟

نعم.. هناك من يستطيع فعل ذلك لأن الإنسانية قد خسرها وبات لا يعيش أو لا يحلو العيش بالنسبة له إلا بالكلام عن الناس والتشويه بسمعة كل من يجده هدفاً مُناسباً أمامه فيفرح لأنه وجد ما يسلّيه لفترة.

فهنيئاً لي عندما تخفُّ ذنوبي وبئساً لمن اغتابني وأتعب نفسه في الآخرة وتحملّ أوزار البهتان.

وحقاً، يجب أن نعيش لأننا نسلك طريق الحياة وهو مُعتمٌ دامسٌ يستوي فيه المُضيَّ والرجوع إلى الحقّ لأنَّ معرفة النفس وجهادها وتهذيبها هو الجهاد الأكبر.

على أن المُضيَّ واجب إلى أن يوقف الموت مسيرنا.