الحلقة الثانية: المدارس القرآنيّة في بلاد جبيل وفتوح كسروان في القرن العشرين ـ جبيل نموذجاً

14/7/2011
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

تتابع مجلة «إطلالة جبيليّة» نشر حلقاتها حول المدارس القرآنيّة في بلاد جبيل وفتوح كسروان في القرن العشرين ـ مدينة جبيل نموذجاً. حرصاً منها على التمسك بكتاب الله تعالى وجعله إماماً ومنطلقاً لنا في الحياة مصداقاً لحديث رسول اللهP:[«إذا التبست عليكم الأمور كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فإنّه شافع مشفع، وما حل مُصدِّق، ومن جعله أمامه قاده إلى الجنّة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النّار...»](1).

أ ـ مع جمعية المقاصد الخيريّة الإسلاميّة:

بسعي من إمام مدينة جبيل فضيلة الشيخ حسين الحسامي، ولجنة الأوقاف الإسلاميّة في المدينة إستجابت جمعية المقاصد الخيريّة الإسلاميّة في بيروت للطلب وإفتتحت مدرستين للمرحلة الإبتدائيّة في جبيل ملك الأوقاف الإسلاميّة واحدة للذكور والأخرى للإناث في عام 1928م، رقم الرخصة 1151، وقد إستمرَّ عطاء المدرستين لغاية عام 1963م، في تعليم القرآن الكريم وسائر المواد المقررة في وزارة التربيّة آنذاك.

وفي حديث مع فضيلة الشيخ غسّان اللقيس أفادنا: أنّ عطاء تلك المدرستين لم يكن مقتصراً على أبناء المدينة وضواحيها وإنما شمل أبناء المسيحيين وقد بلغ عدد التلامذة آنذاك أكثر من مائتين في السنة الدراسيّة.

وشغل إدارتها على التوالي المرحوم الشيخ حسين اللقيس وشيخ آخر من آل القادري وآخر من تولى إدارتها كان المرحوم الشيخ أحمد حمود. ومن الأساتذة الّذين درسوا بها المرحوم عبد الهادي اللقيس وشقيقه المرحوم حسين اللقيس والمرحومة السيدة نازك منصور وسهام محمد الزهر والأستاذ عفيف الجندي والأستاذ جمال الصوفي وغيرهم. وقد توقفت المدرستان بسبب ضعف الإمكانيات الماديّة للإدارة وللأهالي، وعدم مساعدة إدارة جمعية المقاصد الخيريّة الإسلاميّة في بيروت لفرعها في جبيل.

ثُمّ إن الذي شغل الفراغ الكبير الحاصل بإقفال المدرستين الآنفتي الذكر في تعليم القرآن الكريم هو فضيلة الشيخ أحمد حمود.

 

 

ب ـ مع فضيلة الشيخ غسَّان ناجي اللقيس

هو الشيخ غسَّان بن ناجي بن حسين بن رضوان بن أمين آل اللقيس، مواليد مدينة جبيل في الثاني من شهر تموز 1954م.

ـ والدته: الحاجة سينيا إبنة المرحوم سليم بن عبد الحميد آل اللقيس.

ـ شقيقه: 1) الحاج وليد نائب رئيس جمعية النهضة الخيريّة الإسلاميّة ومسؤول مسجد النور في جبيل.

ـ شقيقاته: 2) الحاجة منى زوجها بدران عبد الكريم اللقيس. ـ3) الحاجة مرام معلمة للقرآن الكريم والتعليم الديني في المدارس الرسميّة في مدينة جبيل وفي جمعية النهضة الخيريّة الإسلاميّة. 4) الحاجة سمر مديرة مستوصف النور التابع للأوقاف الإسلاميّة في المدينة.

ـ زوجته: السيدة مها إبنة المرحوم القاضي الشرعيّ الشيخ عبدالله مأمون البكار قاضي بيروت الشرعي سابقاً. 

ـ أولاده: 1) ناجي الملازم أوّل في الجيش اللبنانيّ. 2) ساره طالبة في السنة الرابعة كلية الطب في جامعة القديس يوسف ـ بيروت.3) الشيخ أحمد طالب في السنة الأولى كلية الشريعة التابعة للجامعة الإسلاميّة التابعة لدار الفتوى ـ بيروت. 4) سماح طالبة في الصف الثالث تكميلي في  المدرسة اليسوعيّة ـ جبيل.

والشيء الذي يلاحظه أصدقاء فضيلة الشيخ وجيرانه هو محافظة شقيق الشيخ وشقيقاته وأولاده وبناته على قراءة القرآن الكريم.

وعند سؤالنا عن دراسة فضيلة الشيخ في لبنان وفي مصر أجابنا: أنَّ دراسته الإبتدائيّة كانت في المدرسة الرسميّة ـ جبيل. وأمّا دراسته التكميليّة والثانويّة فكانت في معهد الأزهر الشرعيّ في بيروت. ثُمّ تابع دراسته الجامعيّة في كلية الشريعة الإسلاميّة في جامعة الأزهر الشريف في القاهرة. وقد تخرّج منها في عام 1977م، وهو يحمل إجازة «الليسانس» في الشريعة الإسلاميّة.

ومن ذكرياته عن دراسته الثانويّة في معهد الأزهر في بيروت: أنَّه بناء على طلب من المرحوم الشيخ أحمد حمود كان يأتي إلى جبيل مع عشرة من زملائه في أزهر بيروت كل يوم خميس من كل أسبوع لتدريس القرآن الكريم والتعليم الديني في المدارس الرسميّة.

وبعد رجوعه من مصر كُلِفَ من قبل المرحوم سماحة الشيخ حسن  خالد مفتي الجمهوريّة اللبنانيّة آنذاك عام 1978م، كإمام  منفرد لمدينة جبيل ولا يزال. كما قام أيضاً لمدة ثلاث سنوات أو أكثر بتعليم القرآن الكريم والحديث الشريف في المدارس الرسميّة في مدينة جبيل. كما دأب منذ تاريخه على إقامة دورات صيفيّة لتعليم أبناء المدينة للقرآن الكريم والتعليم الديني. وقد بلغ عدد طلاب إحدى هذه الدورات في صيف 1991م، مائتي وخمسين طالباً تقريباً مما شجعه على طلب الإذن من وزارة التربيّة لأخذ مدرسة جبيل الأولى الرسميّة(2) كمقر لهذه الدورات لمدة عامين.

وأمّا الحديث عن إنجازات فضيلته الأخرى كدعوته للوحدة الإسلاميّة والوحدة الوطنيّة وعن تأسيسه للمركز الإسلاميّ في الوقف الإسلاميّ في جبيل ولجمعية النهضة الخيريّة الإسلاميّة التي أسسها عام 1981م، علم وخبر رقم 6/أد تاريخ 22/10/1981م، وعن مؤسسات هذه الجمعيّة وغير ذلك من أعمال فيحتاج إلى لقاء آخر مع فضيلته غير أنّ الذي يسترعي الإنتباه هو محافظته على تعليم أبناء المسلمين للقرآن الكريم في كل صيف من كل عام في مدرسة جمعيّة النهضة الخيريّة الإسلاميّة حيث تستمر الدورة شهراً ونصف الشهر.

مع طلاب مدرسة المقاصد الإسلاميّة في جبيل:

من طلاب هذه المدرسة، والذي لا زال يحتفظ بذكرياته الجميلة عنها وببعض الصور التاريخيّة لها الشاعر الشعبيّ الأستاذ إسماعيل نجل المرحوم الشيخ أحمد بن حسين بن سليمان آل برق ولادة فدار الفوقا ـ بشتليده ـ في الخامس من شهر أيلول 1938م، حيث كانت دراسته للقرآن الكريم واللغة العربيّة في هذه المدرسة، تابع بعدها دراسته في مدرسة القديس يوسف في عينطوره، وأمّا دراسته المتوسطة فكانت في معهد الرسل في جونيه ودراسته الثانويّة كانت مهنية في مدرسة الفنون التجاريّة في بيروت حيث حاز على دبلوم في التجارة سنة 1959م، وعمل في تجارة الثياب الجاهزة والأصواف في سوق جبيل، ومن ثُمّ توظف في بنك نصر الأفريقي إلى بلوغه سن التقاعد.

شارك في طفولته بنشاطات مدرسة المقاصد في جبيل كما يحتفظ أيضاً بذكريات جميلة عن المرحوم والده والذي كان يشارك في إحتفالات جمعية المقاصد الخيريّة الإسلاميّة في جبيل وجميع المناسبات الإسلاميّة في مدينة جبيل وبلاد جبيل، حيث كان المرحوم الشيخ أحمد برق والمرحوم الشيخ أحمد همدر والمرحوم الشيخ خليل هاشم(3) طوال خمسين عاماً من حملة القرآن الكريم، والشريعة الإسلاميّة في بلاد جبيل كما كانوا موضع ثقة المفتي الجعفريّ الممتاز السيد حسين الحسينيّ، وقضاة المحاكم الشرعيّة الجعفريّة في لبنان والمجازين منهم بإجراء عقود الزواج والمصالحات الشرعيّة وغيرها التي يحتاجها النّاس في هذه البلاد.

كما كانوا رحمهم الله تعالى، موضع ثقة النّاس في صلاة الجماعة وصلاة العيدين وغيرها من واجبات.

كما ذكر لنا أنّ المرحوم والده هاجر إلى الأرجنتين إلى مدينة بونس آيرس حيث قضى هناك مدة سبع سنوات عاد بعدها إلى بلدته فدار الفوقا بشتليده عام 1907م، وتتلمذ على يدي خاله المرحوم الشيخ أحمد همدر.

كما أن الأهالي إختاروا والده ليكون مُختاراً للقرية حيث بقي في هذا المركز مدة عشرين عاماً.

كما استوطن مدينة جبيل سنة 1932م، وكان من أعلام المسلمين بها الذين يشار إليهم بالبنان.

وكان من زوار والده في مدينة جبيل وضيوفه سماحة المفتي الجعفريّ السيد حسين الحسينيّ، والقاضي السيد علي فحص، والقنصل والأديب العراقي الشيخ محمد جعفر نجل الشيخ حسين همدر وغيرهم من الأعلام. توفي والده في عام 1961م. 

 

(رئيس التحرير)