جبيل

14/7/2011
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

وُجدْنا والحياةُ استَقّبَلَتُنا

 

وفي مَيدانها مُذْ أنزلَتْنَا

 

رأينا النّاسَ في كُلِّ النواحي

 

وبالإيماءِ لمّا خاطَبَتْنا

 

تَكَلَّمْنا معَ الدنيا وقلنا

 

جبيلُ الأبجديّةَ لَقّنَتْنَا

 

 

***

جُبيلٌ من جذوعِ الأرزِ أمسٍ

 

على صُنْعِ المراكبِ عَلَّمْتنا

 

وخُضنا البحرَ في كلِّ اتجاهٍ

 

وأمواجُ العواصفِ هَدّدَتْنا

 

على سطحِ المراكبِ في القاصي

 

رياحُ البحرِ ما قَدْ أَغْرَقَتْنا

 

لأنّ جبيلَ من ماضٍ قديمٍ

 

على لَجْمِ العواصفِ دَرّبَتْنا

 

***

ورُحْنا نزرعُ الدُنيا علوماً

 

جبيلُ العلمِ عِلماً حَمّلَتْنا

 

وخاطرُنا وقُلنا ذي جبيلٌ

 

على دحرِ المَخاطرِ شَجَّعَتْنا

 

جبيلٌ الأبجديّةِ عصرُ نورٍ

 

جبيلٌ عصرَ علمٍ كَوّنَتْنا

 

***

لكلِّ الأرضِ في شرقٍ وغربٍ

 

شَواطيها العظيمةُ أرسلتنا

 

نَشَرْنا ما نشرنا من حروفٍ

 

شُهوبُ الأرضِ كم قد أتْعَبَتْنا

 

ونحنُ نطوفُ في الدُنيا، جبيلٌ

 

بعينِ الأُمِ تَحناناً رَعَتْنا

 

وفور إيابنا شوقاً وحبّاً

 

بِلَهْفَتِها الحَنونةِ قَبَّلَتْنا

 

***

وماذا بعدُ عن وطني وأرضي

 

وماذا عن بلادٍ أَنْبَتَتّْنا

 

وعن كلّ الحضارةِ في جبيلٍ

 

أيا تاريخُ أكملُ إن سَكَتْنا.