الهامة الهيَّابة

14/7/2011
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

أديب علاَّم! يا لحدِّ اليماني في القول الفصل.

يا لرجاحةِ العقل في الحجج والتحليل.

ويا لبحر العلوم والمعارف قانوناً وأدباً وشعراً وتاريخاً وسياسة. الخ...

هو نِعمَ الجليس في ندوة المعرفة؛ ونِعمَ المحدِّثُ طلاوة كلام، وعمق تمحُّصٍ وسرد كلمات...تنساب إليكَّ من فيه تحمل في طياتها من أطباق الفهم ما يجعلك تحتار أَياً منها تختار؛ لأنّ تلاوينها كثيرة وأنت أعجز من الإحاطة بها جميعاً.

هذا ابن ضيعتي نيحا ـ البقاع التي وُلِدَ ونشأ فيها وحضنه ترابها.

يَطِلُّ عليك إطلالة مجد الكلمة على عبقر الكتابة؛ صولجانه شخصيّة رمح؛ وعيناه «شرقطة» ذكاء وهامة هيَّابه فيها وقار قاضٍ ما حكم إلاّ بالعدل وما أُغلقَ له بابٌ  أمام مظلوم؛ وما خشيه إلاّ كلُّ ظالم..

أديب علاّم واحد من قضاتنا الكبار الّذين كانوا مدعاة فخرٍ لهذا الوطن...

العدل أساس الملك

بهذا حكم فأنصف وعدل؛ لذا أحبَّهُ النّاس وأحبَّهم.

بطريرك الشيعة في بلاد جبيل والمصلح الإجتماعيّ الأبرز في بلاد بعلبك الهرمل؛ عُرضت عليه النيابة أكثر من مرّةٍ

فأبى لأنّه ما خُلق إلاّ ليكون قاضياً.

مع أنّه كان قُطبَ الرحى في إنتخابات بلاد جبيل وكانت له اليد الطولى في تغليب مرشحٍ على آخر من الطائفة الشيعيّة في تلك  الدائرة.

أديب علاّم:

رحلت عنَّا إلى مثوى الفنا جسدا

فينا بما أسلفت باقٍ حاضراً أبدا

كالشمس نوراً ودفئاً في تواصلها

مع الحياة ولم نعدم لها مددا

وجهاً رضياً طليعاً في مناقبه

مُدعاة فألٍ لمن عند حقِّه بَعُدا

نفساً تعالت على أهوائها وأبت

إلاّ قضا الله رباً واحداً أحدا

ذِكرى تواتَرُك الأحرار مكرمةً

كالماء دفقاً وللظمآن بَلَّ صدى

ما غرَّك المال أو أغناك عن قيمٍ

فيها تجلَّيت قرماً سيّداً سندا

 

أديب علاّم

خبتُ شمسه وبقي ألقه...

ذَبُل ورداً وبقي عطره وعبقه...

هو صانع نفسه بنفسه، لا مِنَّةَ لأحدٍ عليه، وله المِنَّةَ على كثيرين

له الخلود في الدارين:

دار الدُنيا ودار الآخرة.

 

نيحا ـ البقاع

في:11/5/2011م.