متوسطة كفرسالا الرسميّة المختلطة(عمشيت)

3/11/2011
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

 

بقلم الأستاذ كميل حيدر أحمد

 

يا مركبَ الإنقاذ سِرْ في قومنا

برِّد ظلامَ الليلِ عمَّا حولَنَا

عجِّلْ خُطَاك قبل إقدام البلا

تستنحلُ الأحقادُ في أطفالنا

 عرِّج على العلم الذي يعلو بنا

فوق الصُرُوْحِ الصفر في نَيْلِ المنى

 

المدرسة إدارة ومعلم وتلميذ ومبنى فإذا أصيب أحد أعضائها بالشلل فشلت في مهمتها ولا سيما المبنى الذي يشكل العنصر المهم جداً في هذا العصر العلميّ والتكنولوجيّ المتطور حيث بات العلم يتجاوز المعلومات النظريّة إلى الأعمال التطبيقيّة إستناداً إلى وسائل الإيضاح المختلفة والمختبرات المجهزة لمساعدة الطالب على الإستيعاب بسرعة وعمق.

وبات العلم تحت السنديانة كما كان قديماً لا يُجْدِي نفعاً ومن هذا المنطلق نعرّج على متوسطة «كفرسالا الرسميّة المختلطة» القائمة في حيِّ من أحياء بلدة عمشيت التي أنشئت على أثر بيع المرحوم الحاج محمد نكد حيدر حسن عقارات يملكها إلى جماعة الشعب الكادح بمعظمه الذي بنى عليها مساكنه المتواضعة ورغب في تعليم أولاده بالمستطاع المادي حيث بدأت إبتدائيّة يديرها المدير المسؤول محمد ديب حيدر أحمد وقد بذل مجهوداً كبيراً ونشاطاً مشكوراً.

وأُقيمت لاحقاً في بناء يملكه السيّد حميد محمد نكد حيدر حسن يتألف من عدّة غرف ومن طابقين منفصلين وملعب صغير غير مصوَّن ومراحيض بدائيّة جداً. ومن سوء حظها وقعت الحرب الأهليّة في سنة 1975م، التي عرّضها لإحتلال معظم مبناها الصغير من قبل المهجرين لمدة ست سنوات تقريباً وهجرَّت بعض سكان الحي المذكور مع أولادهم إلى أماكن أخرى وذلك نتيجة للضغوط التي مورست عليهم من البعض وهيمنة المسؤولين الحزبيين القسريّة ممّا أَجبر مدير المدرسة حينها كميل حيدر أحمد بالتعاون مع أفراد الهيئة التعليميّة حينذاك على أجراء تعديل في دوام العمل لتتمكن الهيئة التعليميّة من تعليم جميع الصفوف حفاظاً على متابعة التدريس وعلى وجود المدرسة كذلك وخدمة لأوضاع أهالي الطلاب الماديّة الصعبة التي لا تسمح لهم بتحمل نفقات إرسال أولادهم إلى مدارس أخرى من جهة، وتشبثاً بصيانة العيش المشترك والوحدة الوطنيّة من جهة أخرى، حتى لا يتخلى الفقراء من الشعب اللبنانيّ مهما طال الزمن عن هذه المدرسة مهما تبدَّلت الأوضاع والظروف ورغم كل هذه المعوقات والظروف السائدة قسريّاً خرَّجت هذه المدرسة أجيالاً وطنيّة منهم من أنهى دراسته الجامعيّة ومنهم من توجه إلى أعمال مختلفة في قطاعات عديدة على الرغم من أن معاناة هذه المدرسة ما زالت مُستمرة إلى اليوم وبصورة أقسى تماشياً مع ركب التطور العلميّ والتكنولوجيّ القائم.

تنوَّعت محاولات مدير المدرسة لتوسيع البناء حيناً بمراجعة المسؤولين بوزارة التربيّة الوطنيّة ولم يلق أُذناً صاغيّة وحيناً آخر مع مالك البناء لإضافة بناء أو إنشاء بناء جديد تمهيداً لرفع قيمة الإيجار.

علماً أنّ وضع المالك المادي لا يسمح له بذلك، عندها بادرت إدارة المدرسة إلى تقسيم كل غرفة كبيرة من المبنى إلى غرفتين بأخشاب مجوّفة ومانعة للصوت وأحدثت صفوفاً متوسطة تدريجياً وازداد عدد طلابها حيث تجاوز المئتين تقريباً وكان ذلك قبل وجود المهجرين، غير أن المشكلة المُزمنة في ضيق المبنى وإصلاحه أو إنشاء مبنى جديد وفني ومعاصر والحاجة ما زالت قائمة ولا سيما مع تطور الأيام حيث تفتقر هذه المدرسة إلى غرفة للمختبر وغرفة للمعلمين وغرفة للإجتماعات ومراحيض حديثة وملعب مصون أمّا المبنى الموجود فيقتضي له إصلاح شامل ومن الأفضل إنشاء مبنى فني جديد يتلاءم مع كل هذه المعطيات الأساسيّة لإقامة مدرسة في ظل هذا العصر. وبعد بلوغ مدير المدرسة سن التقاعد القانوني بقيت المدرسة بمسؤولية الناظر سركيس يوسف مدة وجيزة حيث إستلمت إدارتها السيدة فريدة قبلان أبي حيدر واستمر وضع البناء في حاله القديم رغم توالي الأيام وتطور الأزمان.

مما يدفعنا إلى التوجه نحو المسؤولين في وزارة التربيّة الوطنيّة والتعليم العالي وإلى أصحاب العقارات أو إلى من يهمه الأمر من الجهات الخيريّة طالبين إنشاء مبنى جديد يتلاءم مع القواعد الفنيّة لتطبيق البرامج التعليميّة الحديثة خدمة للأجيال الطالعة ورغبة في مواكبة التطور العلميّ والتكنولوجيّ والثقافيّ والحضاريّ في هذا الوطن مع الإشارة إلى أن سكان الحي الآنف الذكر لا تؤهلهم أمكاناتهم الماديّة شراء عقار لأجل هذه الغاية النبيلة أو إنشاء بناء جديد.

جبيل في15/9/2011م.