بلاد جبيل والمدارس الرسميّة

08/01/2011
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

أ ـ إعلان وزير التربيّة:

أعلن وزير التربيّة والتعليم العاليّ معالي الدكتور حسن منينمة في مؤتمر صحافي يوم الإثنين في: 16آب 2010م عن: إقفال 78 مدرسة رسميّة وثلاث ثانويات، ودمج بعضها بمدارس أخرى مجاورة أو قريبة جغرافياً من أجل تأمين بيئة تعليميّة صالحة وتوفير الهيئة التعليميّة الكافيّة والإدارة القادرة. وجاءت الخطوة في إطار الخطة الخمسية لتطوير التعليم العام وتحسين نوعيته.

ويشمل القرار 2500 طالب و679 مُعلماً في الملاك بالإضافة إلى مئة معلم مُتعاقد.

وقد شمل هذا القرار المدارس التاليّة في قضاء جبيل:

1ـ قرطبون الرسميّة المختلطة المتوسطة، في بلدة قرطبون وهي من ضواحي مدينة جبيل الجنوبيّة، عدد

تلامذتها: 38.

عدد الأساتذة:29.

2ـ مشمش الرسميّة المختلطة في بلدة مشمش في أعالي جرود جبيل، عدد تلامذتها: 48.

عدد الأساتذة: 24.

3ـ جدايل الرسميّة المختلطة في وسط شمال جبيل، عدد تلامذتها: 13.

عدد الأساتذة:6.

4ـ لحفد في أعالي جرود جبيل، عدد التلامذة: 13.

عدد الأساتذة: 6.

وقد لاقى هذا الإعلان المفاجئ إستنكار أولياء الطلبة بشكل عام، وأهالي القرى الجرديّة بشكل خاص.

ب ـ مع الأستاذ كميل حيدر أحمد:

أمام هذا توجه رئيس تحرير مجلة إطلالة جبيليّة لصديقه القديم والمُربي الفاضل الأستاذ كميل دعيبس حيدر أحمد مدير متوسطة كفرسالا الرسميّة سابقاً ـ والذي قضى من حياته أكثر من أربعة وأربعين عاماً في خدمة التعليم الرسميّـ بالأسئلة التاليّة:

س1: ماذا يعني لجنابكم هذا القرار التربويّ المفاجئ أمام الغلاء الفاحش في الأقساط المدرسيّة في المدارس الخاصة؟ وغلاء المواصلات؟ وكيف يواجه المواطن الجبيليّ الفقير هذا القرار؟

إنَّ هذا القرار التربويّ يحتاج إلى مُعطيات كثيرة وملّحة ليكون له الوقع الإصلاحيّ الذي تصبو إليه الوزارة وألاَّ يكون هذا القرار مُجحفاً بحقِّ القرويين الجبيليين ولا سيما الفقراء منهم الذين لا يستطيعون دفع الأقساط الباهظة التي تتطلبها المدارس الخاصة عدا عن أنَّ الطرقات في قرى قضاء جبيل صعبة المسالك وبدل المواصلات إليها باهظ.

س2: هل يجوز إنعاش خزينة الدولة على حساب المواطن الذي لا يتجاوز دخله الشهريّ خمسمائة ألف ليرة لبنانيّة، وأمام هذا الغلاء الفاحش؟

بظل الغلاء الفاحش، والضرائب المفروضة المتصاعدة، والبطالة المتفشيّة، والدخل المتدنيّ للمواطن، وإنحطاط الوضع الإقتصاديّ في البلاد لا يجوز إطلاقاً تحميل المواطن أعباءً جديدة تثقل كاهله وتدمر حياته وتزيده فقراً وعوزاً.

س3: كيف يتمكن المواطن في القرى الجرديّة أيام الشتاء من تأمين المواصلات المدرسيّة لأبنائه بعد صدور هذا القرار؟

إنَّ القرار الأخير الذي يتضمن إغلاق المدارس في ظل إنعدام شبكة الطُرق الصالحة لإنتقال الطلاب إلى مدارسهم الجديدة التي تبعد عن مساكنهم مسافة لا يستهان بها ولا سيما في أيام فصل الشتاء المثلجة والباردة، وفي ظل إنعدام وسائل النقل المناسبة يصعب على المواطن تأمين نقل أولاده إلى المدارس المستحدثة ولا سيما الأطفال الصغار منهم في صفوف الروضات عندما لا يستطيع المواطن تحمل نفقات هذا الإنتقال. 

س4: نشرت صحيفة السفير نقلاً عن الدوليّة للمعلومات في عددها الصادر في:4/10/2010 جدولاً رقم:2 ـ حول المدارس الرسميّة التي يَقلُّ عدد طلابها عن خمسين ولم يشملها قرار الوزيرالآنف الذكر وهي تشمل المدارس الجبيليّة التاليّة:

1) تجمع روضات مشّان الرسميّة.

2) ثانوية جبيل الرسميّة فرع حصارات.

3) نهر إبراهيم المتوسطة المختلطة الرسميّة.

4) علمات الرسميّة المتوسطة المختلطة الرسميّة.

حيث يضيف هذا القرار إلى المواطن الجبيليّ الفقير حُزناً جديداً إلى أحزانه اليوميّة، ويجعل من التعليم في بلاد جبيل حكراً على أبناء الأغنياء، فما هو جوابكم؟

هذا الأمر عائد للسياسة التربويّة والتعليميّة التي تعتمدها الدولة حيث أنّها تقوم بإغلاق بعض المدارس في القرى ولا تعمل بالحكمة القائلة: كُلُّ من أغلق مدرسة فتح سجناً فإذا كان هناك من إصلاح أيها  المسؤولون المحترمون لا يكمن في إغلاق مدارس القرى المحرومة والمقهورة مادياً ومعنوياً إنّما الإصلاح يعود إلى أسباب هجرة أهل القرى من قراهم لذلك لا يجوز معاقبة الشعب مرتين مرة في إهمال قريته وحرمانها من المشاريع الحيويّة المُنعشة ومرة على نتائج ما أحدثه هذا الإهمال المتماديّ.

بربّكم قولي لي ما الذي هَجَّرَ القرويين من قراهم أليس سياسة الحرمان والإهمال؟

مع العلم أنّ القرويّ الذي هجر بيته وأرضه تأكلها الأشجار البريّة ويعشعش فيها الشوك والبلان بدل أن يستثمرها صاحبها زراعياً أو غير ذلك، لقد خسر ريعها مع تناقص الموارد الإقتصاديّة اللبنانيّة، ويا للعجب ما ذنب تلامذة القريّة القابعين في قريتهم المهملة حتى تقوم الدولة بإغلاق مدرستهم وتشريدهم بعيداً عن مساكنهم في هذه الأوضاع المقلقة.

أيّها المسؤولون إنَّ المشكلة تكمن في السياسة الإنمائيّة المعتمدة من قبل الدولة وكلنا نعرف وضع قرانا فلو تأمنت وسائل العيش الكريم في قريته لما هجرها وبذلك يتضاعف عدد تلامذة مدرستها أضعافاً وأضعافاً.

من هنا تبدو قرارات إغلاق المدارس في القرى ظالمة وَمُجحفة بحقِّ القرويين لأنّهم يتحملون قصاصاً على ذنب لم يقترفوه أصلاً لا طوعاً ولا رغبة إنّما قسرياً. وخير مثال لذلك مدرسة مشمش المختلطة الرسميّة في أعالي جرود جبيل، وما يعانيه طلابها من صعوبة الإنتقال إلى المدارس الأخرى التي يفصلها عنها مسافات بعيدة في أيام الشتاء القارس مع رداءة الطرق في هذه المنطقة الجرديّة النائيّة.  

أمَّا التعليم فلا يجوز حصره في الطبقات الثريّة والقادرة على تسديد الأقساط المدرسيّة الباهظة التي تعجز بقيّة الطبقات الشعبيّة عن دفعها ولا سيما الطبقة الفقيرة والطبقة الوسطى إذا ما كان قد بقيّ هناك من طبقة وسطى في ظل هذا الوضع الإقتصاديّ المؤلم فنتساءل أين أصبح التأريخ الموحد الّذي يُنميّ الوحدة الوطنيّة لدى الأجيال الطالعة؟

ولماذا لا تهتمُّ الدولة في إنشاء هذه الثانويات في المدن التي تفتقر إليها ولا سيما في مدينة جبيل التي يتضاعف عدد تلامذتها مع تضاعف عدد سكانها مع العلم أنّ هذه المدينة بحاجة ماسّة إلى وجود ثانويّة رسميّة للبنات إسوةً بسائر المدن اللبنانيّة الكبرى.

مسكين المواطن اللبنانيّ الذي يعانيّ الأمرين ولا من مُعين من الضرائب المتصاعدة ومن النفقات المختلفة المفروضة عليه حكماً والتي تثقل كاهله وتحرمه من حياة كريمة وأضف إلى ذلك ما يعانيه من قلق على حياته وحياة عائلته وخوف على مستقبل أولاده الذين يصعب توفير العمل لهم في وطنهم أم أنّهم يلحقون أمثالهم المهاجرين الشباب الذين باتوا يفتشون عن وطن آخر إنّها خسارة للوطن الحبيب ولأهلهم بصورة خاصّة.

ب ـ مع ثانوية المعيصرة الرسميّة:

كما ورد لهيئة التحرير توضيح من رئيس تحرير هذه المجلة بصفته رئيساً للجمعيّة العائليّة للأعمال الخيريّة لعائلة آل عَمرو مالكة العقار رقم:528 في منطقة المعيصرة العقاريّة والذي  تشغله ثانوية المعيصرة الرسميّة، ورئيس لجنة أصدقاء ثانوية المعيصرة  الرسميّة، رداً على الدولية للمعلومات التي أوردت تحقيقها صحيفة السفير في: العدد الصادر في بيروت، يوم الإثنين في:4/10/2010م، والذي ورد فيه تقرير عن وضع المدارس الرسميّة التي لا تستوفي شروطاً مُعينة ولم يشملها قرار الوزير بالإقفال أو الدمج، حيث ورد إسم متوسطة المعيصرة الرسميّة المختلطة وأنَّ عدد تلامذتها ستة في المرحلة الإبتدائيّة وعدد المعلمين سبعة.

إنَّ الجمعيّة العائليّة للأعمال الخيريّة لعائلة آل عَمرو مالكة مبنى الثانويّة الرسميّة وبعد إستمزاج رأي إدارة الثانويّة تبيّن لها: أنّه ليس في المعيصرة مدرسة إبتدائيّة أو تكميليّة وإنّما هناك ثانويّة رسميّة تتضمن المراحل الثلاث: إبتدائي، متوسط، ثانوي.

لأنَ القرار رقم: 576/م/2000 تأريخ:12تشرين أوَّل سنة 2000م، الصادر عن معالي وزير التربيّة والتعليم العالي، الأستاذ محمد يوسف بيضون قد دمج المرحلة المتوسطة وضمها إلى ثانويّة غزير الرسميّة وألحق أفراد الهيئة التعليميّة بالثانويّة.

ولأنّ القرار رقم:30/م/2002م، تأريخ الخامس من كانون الثاني سنة 2002 قد دمج المرحلة الإبتدائيّة وضمها للمرحلة الثانويّة.

ولأنّ المرسوم الجمهوريّ رقم 9990 تأريخ:15 نيسان سنة 2003م، قد أنشأ ثانوية المعيصرة الرسميّة مُستقلة عن ثانويّة غزير الرسميّة، وبذلك تصبح المدرسة الرسميّة في المعيصرة بموجب المرسوم الآنف الذكر: ثانوية المعيصرة الرسميّة بمراحلها الثلاث ولا وجود لإبتدائيّة أو متوسطة.

كما إنتهز رئيس التحرير هذه المناسبة لتقديم شكره، وشكر أولياء الطلبة لمدير الثانويّة الرسميّة الدكتور حسن إسماعيل حيدر أحمد، ولأساتذتها الكرام على جهودهم التربويّة، وعلى نسب النجاح العاليّة التي حققها طلاب الثانويّة في إمتحانات البريڤه، والبكالوريا الرسميّة حيث بلغت هذا العام نسبة 90٪ كما بلغ عدد الطلبة من أبناء المعيصرة، وقرى الفتوح، وبلاد جبيل الذين نالوا شهادات البريڤه، والبكالوريا الرسميّة بها منذ وجودها كمتوسطة رسميّة، وكفرع لثانويّة غزير الرسميّة، وكثانويّة مستقلة بعد ذلك مائة وستين طالباً من مسلمين ومسيحيين.

ج ـ مع متوسطة قرطبون الرسميّة:

كما ورد لهيئة التحرير توضيح آخر من رئيس تحرير هذه المجلة بصفته إماماً لمسجد الإمام عليّ بن أبي طالب Q، في مدينة جبيل، وبصفته أوّل من وجه كتاباً رسمياً إلى فخامة رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة العماد ميشال سليمان بواسطة معالي الوزير الدكتور عدنان السيّد حسين يطلب فيه من فخامته إلغاء القرار الوزاريّ بإلغاء متوسطة قرطبون الرسميّة، وإنشاء ثانويّة رسميّة للبنات في البناء الآنف الذكر، وذلك في تأريخ:12/9/2010م، وقد أرفق الكتاب الآنف الذكر مع العريضه التي قدّمها الوفد الجبيليّ لمعالي وزير التربيّة والتعليم العالي الدكتور حسن منيمنة في:2/3/2010م. بالموضوع الآنف الذكر، وقبل صدور قرار الإلغاء من معاليه، بأربعة أشهر.

 

فخامة رئيس الجمهورية اللبنانيّة العماد ميشال سليمان المحترم

بواسطة معالي الوزير الدكتور عدنان السيد حسين المحترم.

 

الموضوع: طلب إلغاء القرار الوزاري بإلغاء متوسطة قرطبون الرسميّة،

               وإنشاء ثانوية رسميّة للبنات في البناء الآنف الذكر.

 

نعرض لفخامتكم حاجة مدينة جبيل وضواحيها إلى إستقبال أعداد كبيرة من الطلبة والطالبات للمرحلة الثانوية كل عام وعدم قدرة بناء الثانوية الرسميّة لإستقبال المزيد منهم لضيق المكان.

كما أنّ هناك نواحي وتقاليد إجتماعيّة عند الجبيليّن تحتمُّ الفصل بين الجنسين في سن المراهقة، وحيث أن مدينة جبيل بحاجة ماسة لوجود المزيد من المؤسسات التربويّة الرسميّة التي تُعلّم الأجيال حُبَّ الوطن والوحدة الوطنيّة فقد قمت بالتعاون مع وجهاء المدينة والأستاذ زياد حوّاط بكتابة لائحة طالبين فيها من معالي وزير التربية والتعليم العالي الدكتور منيمنة إنشاء ثانوية رسميّة للبنات في بناء متوسطة قرطبون الرسميّة القريب من بناء الثانويّة الرسميّة القديم.

كما قدَّمنا تلك اللائحة إلى معاليه مع وفد جبيلي في:2/3/2010م وقد وعدنا معاليه بدراسة الطلب والجواب عليه!!.

وبعد طول إنتظار ومراجعة فوجئنا بقرار وزاري بإلغاء متوسطة قرطبون الرسميّة ضارباً عرض الجدار بآمال وأمان أبناء المدينة وأولياء الطلبة والطالبات.

لــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــذلك

نأمل من فخامتكم الإيعاز لمن يهمه الأمر بإبطال القرار الوزاري الآنف الذكر، وإصدار مرسوم جمهوري بتحويل بناء متوسطة قرطبون الرسميّة إلى ثانوية رسميّة للبنات بناءً على إقتراح الأهالي وموافقة معالي وزير التربية والتعليم العالي عليه حسب الأصول المرعيّة الإجراء. وحتى تبقى جبيل في عهدكم الكريم مركزاً للإشعاع التربوي والثقافي٪.

جبيل في:12/9/2010م

الموافق:4 شوّال 1432هـ.

وتفضلوا بقبول الاحترام

د. يوسف محمد عمرو

إعداد: (هيئة التحرير)