المياه الآسنة في بلاط

16/2/2012
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

شادي نصر الدين

 ليست بلاط البلدة الوحيدة في جبيل، التي تعاني منذ بداية الفورة العمرانية في المنطقة منتصف الثمانينيات، من مشكلة تسرب المياه الآسنة. ففي جوارها بلدات تعاني المشكلة نفسها، إلا أن طبيعة تربتها الكلسية تجعل المشكلة فيها أكثر وضوحا. فالسائرعلى طريق بلاط الرئيسية والطرق المتفرعة منها، إلى الشوارع السكنية يستوقفه جريان المياه الدائم عليها. في وقت يصعب عليه، في غير حيّ تحديد، ما إذا كانت المياه هي مياه شفة صرفة، ناتجة من تسرب في الشبكة القديمة، أم أنّ مياهاً آسنة تخالطها، علماً أن مصلحة المياه تتأخر أكثر من أسبوعين لردم الحفر، التي تحفرها لإصلاح أعطال في الشبكة. وبات على قاصد بعض شوارع بلاط أن يعبر الطريق كمن يعبر حقل ألغام.

في باله ألا تطأ قدمه مجرى مياه آسنة. السكّان يسألون: «ألا يكفينا ضيق صدورنا بالهموم المعيشية، لتضيق أنفاسنا بالروائح الكريهة المنبعثة من الجور الصحية؟». يقول أحد سكان بلدة بلاط «اسمع تفرح، جرب تحزن» ويشرح:  فلا نسمع سوى الوعود والوعود «السخيّة» من المسؤولين بمعالجة المشكلات البيئية التي يعاني منها المواطنون أشدَّ المعاناة، ولا سيما مشكلة المجارير لماذا المواطن يكون دائماً الضحية؟ وإلى متى ستستمر هذه الكارثة التي حلّت بنا؟».