المساحات الخضراء في بلاد جبيل إلى أين؟

24/5/2012
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

تواجه المساحات الخضراء في عدد من قرى قضاء جبيل خطر التشوه واليباس، نتيجة غزو قديم متجدد يتمثل بإعادة تشغيل عدد من المرامل وإستحداث مرامل جديدة، لا سيما في قرية بزيون، ما يطرح أسئلة تبدأ بمن أعطى التراخيص ولمن؟ ومن يستثمر وكيف؟ خصوصاً أن الجرف والنقل في نشاط مستمر ليلاً ونهاراً... ولا تنتهي بالسؤال عمن يحمي نهش الأحراج في القرية تنتظر الإستثمار التنموي ولا تحتاج «تنمية» إستثمار المرامل والفتك بالمواقع الطبيعية ومنها»عين - الوادي».
المرامل القديمة لا تزال بصماتها شاهدة على تشوه آلاف الدونمات في تلك المناطق. وما كان يروج عن إستصلاح للأراضي لم يكن سوى بدعة للاستفادة على حساب الطبيعة والبيئة والجماعة في القرى التي فقدت بعض مساحاتها الخضراء نتيجة عدم الإيفاء بالوعود التي قطعت من مشغلي المرامل آنذاك.
سنوات والجرافات تنهش في منطقة بزيون الواقعة بين بلدتي فرحت و الحصون قاضمة آلاف الدونمات الحرجية على بعد مئات الأمتار من عيون المياه لا سيما المجاري المائية التي تغذي «عين بزيون»، حيث مئات أشجار الصفصاف  والصنوبر، والظلال التي يتفيأ فيها أهالي القرية يومياً لا سيما خلال فصلي الربيع والصيف.

جميع المواطنين متضررين من غبار المرامل ومن تخريب الطريق الرئيسة التي تعبرها عشرات الشاحنات الفارغة والمحملة بالرمول يومياً.

مواطنو القرى في بزيون وفرحت والحصون أعربوا عن قلقهم إزاء ما كان يتعرض له الطريق الرئيسي الذي يشكل المنفذ الوحيد لهذه القرى، الأمر الذي دفع بوزارة الأشغال في الحكومة السابقة إلى إقرار إعادة تأهيله وتزفيته. ولكن هذا القرار للأسف بقي حبراً على ورق ولم ينفذ، وما زالت مئات الحفر والانخسافات ترسم على هذه الطريق.

ما يحصل في القرية  هو عملية تشويه صارخ للبيئة الخضراء ولها تداعيات سلبية على مستقبل تلك المنطقة إذا ما إستمر غياب أجهزة الرقابة وغياب الدولة والوزارات المعنية لا سيما البيئة عن وضع المخطط التوجيهي»، و»خطر مضاعف على المدى البعيد، في ظل غياب القانون الحاسم الذي ينظم هذه المسائل ويراقبها»، ومن المؤكد أن الرقابة أمر ضروري، وعلى الجهات المعنية من سلطات محلية أن تتنبه إلى المخاطر المستقبلية وتكثيف الرقابة الذاتية للحفاظ على البيئة بكل مقوماتها ومكوناتها، لأن الخطر الداهم على البيئة اليوم يأتينا من كل حدب وصوب ويجب وضع خطة ردع بيئية تحمي المساحات الخضراء في قضاء جبيل كجمعيات بيئية أن تساهم في حماية البيئة وتوفير مقومات حمايتها».
والحل اليوم هو  «إنشاء شبكة أمان بيئية» في المنطقة لحماية المدى الأخضر الذي يُعد إستثنائياً في القضاء.

شادي محمود نصر الدين