قراءة في كتاب ديوان الشيخ علي النّقي زغيب

24/5/2012
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

1867م ـ 1937م

دراسة وتحقيق: الأستاذ  مُحمّد علي سعيِّد

دار المحّجة البيضاء ـ بيروت ـ 2012م.

هذا الكتاب هو عبارة عن رسالة جامعيّة نال عليها محققها الأستاذ مُحمّد علي سعيِّد دبلوم دراسات عليا في اللغة العربيّة وآدابها، من كليّة الآداب في الجامعة اللبنانيّة ـ الفرع الرابع، عام 1992م. لقيامه بجمع هذا الديوان للعلاّمة المفتي الشيخ عليّ النّقي زغيب أول مفتٍ للمسلمين الشيعة في بعلبك بموجب مرسوم صادر في السابع من أيار عام 1926م.

وهذا الكتاب يتألف من 211 صفحة من القطع الكبير مجلد. قدّم له المؤرخ البعلبكي الدكتور حسن عباس نصر الله والذي قال في مقدّمته ما يلي:

[\\\\\\\" عام 1926 صار علي النّقي أوّل مُفتٍ شيعي لبعلبك وكان مُحرَّماً عليها الإفتاء الشيعي في عهود الأتراك، أحبَّ النّاس، أحبَّ الحكام اللبنانيين والفرنسيين، بادلهم الودَّ، لأجل بعلبك، ظنَّ فيهم خيراً، مدحهم، حرَّضهم على إنصاف المدينة، وضع إلى جانب بيت المديح بيتاً يُّذكر بحقوق المدينة المنسيّة، إذ قد تنفع الذكرى، وّزع أبياته، بين مديح ومطالبات إصلاحيّة بل استعادة حقوق مسلوبة.. لمدينة أهملها السلاطين، أوصلوها إلى الحرمان، ما عادت مدينة، حمل عليِّ النّقي همومها فأطلَّ إِسمها في معظم قصائده، يعرض قضاياها، ويأمل من المسؤولين إنصافها..

إنّه المفتي الذي يقضي بالحقِّ يريده لشعبه لمدينته، لمنطقته، لوطنه، لأُمَّته.

من أجل هذه العناوين هادن الفرنسيين، وتجشَّم مدحهم، وذكَّرهم بشعارات ثورتهم العادلة، لأنَّ الثورات البعلبكيّة ضد الإنتداب، لم تفلح بل حَرَمت المدينة من مركز المحافظة التي نالتها عام 1925م، وخسرتها بسبب ثورة 1926 وإحراق السرايا وصارت قضاء مع أواخر عام 1929م.

ولا تزال إلى اليوم عام 2011 مركز قضاء، وإن خدعوها بمحافظة على ورق، وحبر فاسد..

عانى الشاعر من إهمال منطقته وما ونى مطالبة نقرأ المعاناة في قوله:

في القلب كلمٌ فهل آسٍ يضمّدهُ         والداءُ يقتلُ إن يُفقد مداويهِ


 

والكتاب مؤلف من مقدّمة وفصلين وخاتمة.

تحدّث في الفصل الأوّل: عن بيئة الشيخ زغيب الثقافيّة وعن تعلّمه ووظائفه وصفاته ووفاته وعن حياته في نهاية الحكم التركي وحقبة الإنتداب.

ومما جاء في نسب الشيخ زغيب قوله:\\\\\\\" وُلِد الشيخ علي ابن الشيخ حسين بن مُحمّد بن أحمد بن زغيب بن علي بن إبراهيم بن رشيد بن دعيبس بن إسماعيل بن علي اللاكودي الجشمعي، في قرية يونين شمال بعلبك سنة 1284هـ/ 1867م، تلك القرية التي اشتهرت منذ القديم بدورها الراشد في مجال العلم وعرفت بنجمة الصبح([i]).

وقال عن تعلّمه:\\\\\\\" نشأ الشاعر الشيخ علي زغيب في بيت يجمع إلى العلم والأدب التقى والتسامح.

بدأ دراسته بحفظ القرآن الكريم، وتعلّم مبادئ الكتابة على يد والده الشيخ حسين زغيب، ثمّ قرأ الصرف والنحو فحفظ الأجروميّة واعرابها في مدرسة القرية التي كان يديرها والده.

وإذا ما حرمته الحياة ذلك الوالد فخسر به سنداً قوياً كان يعينه على سلوك درب المعرفة، شدَّ الفتى  المتعطش إلى المعرفة المُصمم على متابعة التحصيل، الرحال إلى جبل عامل لإستكمال علومه الدينيّة في قرية حناويه قضاء صور.

حيث تتلمذ على يد الشيخ مهدي شمس الدين في دراسة الأدب والنحو، وبعد مدّة من الزمن يمم ناحية دمشق والتحق بمدرسة الفرج الخطيب ولكن هذه المرة هرباً من التجنيد الإجباريّ الذي فرضته الدولة العثمانيّة على طلاب المدارس الشيعيّة آنذاك.

كما إفتتح بعيد الحرب العالميّة الأولى مدرسة في بلدته يونين وزاول مهنة التعليم لتربيّة الناشئة وتعليمهم. إكمالاً لرسالة والده العلاّمة الشيخ حسين زغيب المعروف بشمس العراقيين، والذي أسس أوّل مدرسة للفقه الشيعيّ في بعلبك سنة 1850م. دفعه إيمانه بمبادئه وتعلقه بدينه للمطالبة بإحداث دائرة للإفتاء الجعفريّ في مدينة بعلبك ليخفف الأعباء عن كواهل النّاس بذهابهم إلى بيروت وغيرها. وقد صدر مرسوم تعيينه مُفتياً للشيعة في بعلبك كأوّل مُفتٍ بعد أن كان ذلك محصوراً بالمذاهب الأربعة. وقد أَرَّخ له ذلك صديقه الشاعر يوسف الغندور المعلوف صاحب جريدة \\\\\\\"بعلبك\\\\\\\" بقوله:

لعليٍّ في بعلبك مَقامُ                     في نفوس الملا يظلُّ عليَّاً

ما توَّلى الإفتاءَ أَرَّختُ إلا                عَادَ هذا الإفتاءُ عليَّاً نقيَّاً.

وفي سنة 1927م، أوكلت إليه وزارة العدل عمل القضاء الجعفريّ، فحارب الرشوة وكل من يتعاطاها وطلب من الموظفين الإسراع في إنجاز المعاملات والبت فيها دون تأخير.

كان جريئاً يعبّْرُ عن رأيه مهما كانت النتائج خاصة عندما يتعلق ذلك بأمور بلدته، فقد ثارت ثائرته وهيج الرأي العام البعلبكي عندما سُلخ مركز المحافظة من بعلبك لتعود إلى القضاء، فقامت تظاهرات الإحتجاج التي كان يقودها الشاعر وكانت النتيجة أن كفَّ الوزير يد المفتي عن العمل، فقابل ذلك بجرأة نادرة.

توفي الشاعر الشيخ علي النّقي زغيب في مدينة بعلبك في 11 رمضان سنة 1356هـ، الموافق لتشرين الثاني 1937م.

نقل جثمانه إلى مسقط رأسه في قرية يونين في مأتم مهيب، فتداعت جميع العائلات والشخصيات للمشاركة في مأتمه إلى مثواه الأخير.

أرَخَ وفاته ابن أخيه الشيخ محمد باقر بن محمد صادق زغيب:

هذا ضريح تضمُّ المجد تربته                    فيه علي زغيب طيب العمل

بكأس درٍّ عليٌّ في تأريخه                       زَاهٍ من الحوض يسقيه الإمام عليِّ([ii]).

وفي الفصل الثاني: قّام المصنّف بدراسة شعر الشيخ زغيب من الناحيّة الفنيّة حيث قام بدراسة شعره السياسيِّ والوطنيّ. وشعره في الوصف والمناسبات والرثاء والحكمة والموعظة ونحو ذلك من فنون. ولنستعرض شاعريّة شاعرنا الشيخ زغيب في قصيدتين أنشدهما في إستقبال الشاعر اللبنانيّ الكبير خليل مطران العائد إلى مدينته بعلبك بعد غياب خمسة وعشرين عاماً أمضاها في مصر رئيساً لتحرير جريدة \\\\\\\"الاهرام\\\\\\\" وصاحباً للمجلة المصريّة ولجريدة \\\\\\\"الجوائب المصريّة\\\\\\\" كما له نشاطات ثقافيّة أخرى\\\\\\\" وذلك في 11 حزيران سنة 1924 في مرجة رأس العين.

والقصيدة الأولى من ثلاثة وثلاثين بيتاً، ومما جاء بها:

\\\\\\\" هَذَا الْخَلِيلُ مُضِيءُ اللهُ طَلْعَتَهُ

                                        كَأَنَّهُ قَمَرٌ حَفَّتْ بِهِ الشُّهُبُ

في لَحْظِهِ سِحْرُ هَارُوتَ وفي فَمِهِ

                                        دُرٌّ تَفَجَّرَ مِنْ دِرْيَاقِهِ الضَّرَبُ

قَد فَاقَ حَسَّانَ في حُسْنِ الْقَرِيضِ كَمَا

                                        فَاقَتْ على الدُّرِّ مِنْ إِبْدَاعِهِ الْخُطَبُ

يَمُرُّ ذِكْرَاهُ بِالنَّادِي فَتَنْشُقُهُ

                                        فَتِيْتَ مِسْكٍ بِمَاْءِ الْوَرْدِ يَنْسَكِبُ

إِنْ أَنْجَبَتْهُ بَنُو مُطْرَانَ لا عَجَبٌ

                                        فَهُوَ النَّجِيْبُ كَآبَاءٍ لَهُ نَجُبُوا

قَدْ شادَ لِلْعُرْبِ آثاراً عَفَتْ زَمَناً

                                        وَسَدَّ مِنْ صَدْعِهَا مَاْ لَيْسَ يَرْتَئِبُ

مَهْمَا أَقَمْنَا مِنَ التَّكْريم فَهُوَ لَهُ

                                        أَهْلٌ وّذَاكَ عَلَيْنَا بَعْضُ ما يَجِبُ([iii])\\\\\\\"].

ثم أقام الزعيم البقاعيّ مصطفى بك حيدر وليمة تكريميّة أخرى للشاعر خليل مطران دعا إليها مطران بعلبك ونائبه وجماعة من أدباء المسيحيين وأعيانهم وزعماء أل حيدر وكان المحامي الأستاذ الأرقش والشاعر الياس فياض من بيروت ممن حضر الوليمة.

وقد كُلِّفَ الشاعر زغيب بالترحيب بالشاعر المطران في تلك الدعوة المؤرخة في 14 حزيران 1924م. فأنشد قصيدة من تسعة عشر بيتاً ومما جاء بها:

ثَمِلْنَا وَلَمْ نَشْرَبْ وَكَانَتْ كُؤوسَنا

                                        كَلاَمُ خَليلٍ والْمُدَامُ هُوَ المَعْنَى

بِهَا لْمُصطَفَى نَجْلُ الْخَلِيلِ ابن حَيْدَرٍ

                                        بِطُرْقِ الْعُلَى وَالْمَجْدِ أَمْوَالَهُ أَفْنَى

هُمَامٌ حَوَى غُرَّ الخِصَالِ جَمِيعَهَا

                                        إِذا ما حَدَى الحَادي بِمِدْحَتِهِ غَنّا([iv])\\\\\\\".

كما له في الرثاء عدّة قصائد إخترنا منها قصيدته في رثاءِ الشهيد حسن بك كاظم عمرو قائمقام القرنة مُعزياً بها شقيقه محمد أفندي والحاج علي أفندي([v]) وذلك (15 ربيع ثاني 1331هـ الموافق 1912م)، وأرسلها لهما مع كتاب وهي:

نَعَى الْبَرْقُ طَوْداً لا يُزَلْزَلُ جَانِبُهْ         فَزَلْزَلَ لُبْنَانَ وَمَادَتْ جَوَانِبُهْ

نَعْيٌ أَطَارَ الْقَلْبَ عَنْ مُسْتَقَرِّهِ                     لَهْ ارْتَجَّ صَرْحُ الْمَجْدِ وَانْهَدَّ جَانِبُهْ

نَعَى مَاجِداً مِنْ آلِ حَمْدَانَ أَعْوَلَتْ                       عَلَيْهِ الْعَوَالِي يَوْمَ زُمَّتْ رَكَائِبُهْ

نَعَى حَسَناً مِنْ آلِ عَمْروِ ابْنِ وَائِلٍ               فَعَجَّتْ بِأَنْحَاءِ الْبِلاَدِ نَوادِبُهْ

نَعَى الْفَضْلَ وَالآدَابَ والْمَجْدَ وَالْعُلَى              نَعَى أَغْلَبَاً فِي الرَّوْعِ تُخْشَى عَوَاقِبُهْ

نَعَى لَيْثَ غَابٍ غَيَّبَ الْمَوْتُ شَخْصَهُ            نَعَى سَيْفَ عِزٍّ لا تُفَلُّ مَضَارِبُهْ

نَعَى شَمْسَ فَضْلٍ كَوَّرَتْها يَدُ الْقَضَا               وَبَدْرَ سَمَا مُذْ غَابَ بَانَتْ كَوَاكِبُهْ

لِتَبْكِي لَهُ الْهَيْجَاءُ والْسَّيْفُ وَالْقَنَا                  لِيَبْكِ عَلَيْه جُودُهُ وَمَواهِبُهْ

لِيَبْكِ لَهُ الْمَلْهُوفُ يَوْمَ كَرِيهَةٍ                     لِيَنْدُبْهُ مَنْ سُدَّتْ عَلَيْهِ مَذَاهِبُهْ

لِيَبْكِ عَلَيْهِ الْرَّأْيُ إِنْ حَادِثٌ دَهى                  لِيَبْكِ عَلَيْهِ عِلْمُهُ وَمَطَالِبُهْ

لِتَنْدُبْهُ أَقْلاَمُ الأنَامِ جَمِيْعُهَا                       لِتَنْدُبْهُ أَرْبَابُ النُّهَى وَمَوَاكِبُهْ

مَضَىْ حَسَنٌ وَالْمَجْدُ فِي طَيِّ بُرْدِهِ                فَلَسْتَ تَرَىْ لِلْمَجْدِ نَدِيّاً يُصَاحِبُهْ

فَتًى كَانَ سَبَّاقاً لِكُلِّ مُلِمَّةٍ                        تَهَابُ الْعِدَىْ مِنْ بَأْسِهِ فَتُجَانِبُهْ

بَكَتْهُ جِيَادُ الْخَيْلِ يَوْمَ مَفَادِهَا                     بَكَتْهُ عَوَالِيهِ بَكَتْهُ قَوَاضِبُهْ

لَئِنْ غَاْلَهُ صَرْفُ الْزَّمَانِ فَإِنَّهُ                     مَدَى الدَّهْرِ حَيٌّ بَاقِيَاْتٌ مَنَاقِبُهْ

قَضَاءٌ قضاهُ اللهُ لَيْسَ يَرُدُّهُ                       مَلِيكٌ وَلاَ تُنْجِيهِ مِنْهُ كَتَائِبُهْ

وَكُلُّ اَبْنِ أُنْثَى هَالِكٌ وابْنُ هَالِكٍ                  وَإنْ طَبَّقَتْ كُلُّ الوُجُودِ كَتَائِبُهْ

كَفانَا فَخَاراً لِلزَّمَانِ مُحَمَّدٌ                         إِذَا جَاْشَ الدَّهْرُ فَهْوَ مُحَارِبُهْ

وَقُلْ لِلْعِدَى نَوْماً عَلَى الضَّيْمِ والْقَنَا               فَإِنَّ عَلِيّاً غَاْلِبٌ مَنْ يُغَالِبُهْ

بَقِيّةُ مًجْدٍ سَلْوَةٌ عَنْ فَقِيدِنَا                        نَذُودُ الرَّدَى عَنَّا بِهمْ وَنُغَاْلِبُهْ

سَقَىْ قَبْرَهُ غَادٍ مِنَ الْمُزْنِ صَيِّبٌ                  مَلِيّاً في الغُفْرَاْنِ تَهْمِي سَحَائِبُهُ ([vi]).

وله قصيدة رثاء أخرى في صديقه المرحوم إبراهيم الحاج ديب بلوط من مواليد حربتا ووجهائها. وقد اشتهر بالكرم والشجاعة وإصلاح ذات البين حيث أنشدها على قبره في بلدة حربتا في 13 اذار/ مارس سنة 1927م. الموافق لسنة 1345هـ.

أيُّهَا الْقَاْئِمُوْنَ عِنْدَ ضَرِيْحٍ                ضَمَّ في جَوْفِهِ عَمِيْداً تَسَاْمَىْ

قَدْ دَفَنْتُمْ وَلَوْ عَلِمْتُمْ يَقِيْناً                 مَنْ دَفَنْتُمْ لَنُحْتُمُوا أَعْوَاْمَا

وَجَعَلْتُمْ لُبْسَ السَّوَادِ شِعَاْراً                وَلَذِيْذَ الْحَيَاةِ أَمْراً حَرَاْمَا

قَدْ دَفَنْتُمْ لَيْثاً وَغَوْثاً وَكَهْفاً                وَمِجَنَّاً يَوْمَ الْوَغَىْ وَحُسَاْمَا

قَدْ دَفَنْتُمْ شَهْماً كَرِيْمَ الْمُحَيّا               طَبَّقَ النِّيْلَ سِيْطُهُ وَالشَّامَ

ذِكْرُهُ فَاْحَ في البَسِيْطَةِ مِسْكاً              حَمَلَتْهُ الصَّبَا وَرِيْحُ الْخُزَاْمَى

هُوَ بَحْرٌ طَمَاْ وَهَطَّالُ جُوْدِ               فَيْضُ رَاْحَاْتِهِ تَرْوِي الأَوَامَا

كَمْ أَغَاْثَ اللَّهيْفَ مِنْ نَكَدِ الدَّهْرِ         وَأَنْكَى الْعِدَىْ وَآوَىْ الْيَتَامَى

لَيْسَ بِدْعاً إِذَا الْكِرَامُ بَكَتْهُ                فَكِرَاْمُ الأنَاْمِ تَبْكِي الْكِرَامَ

فَابْكِ  مُخيْبرَ وَانْعَى                     مَاْجِداً أَغْلَباً وَلَيْثاً هُمَاْمَا

إِنْ حَكَىْ دَمْعُهُمْ بُكَاْءَ الْغَوَاْدِيَ            كَمْ حَكَىْ جُوْدُ رَاْحَتَيْهِ الْغَمَامَا

كُنْتَ تَرْعَىْ الذِّمَاْمَ مَاْ خُنْتَ عَهْداً         أَفَلاَ رَعَىْ لَكَ الزَّمَاْنُ الذِّمَامَا

كُنْتَ تَحْمِيْ النَّزِيْلَ مِنْ نُوَبِ الدَّهْرِ       فَلِمْ لا دَرَأْتَ عَنْكَ الْحِمَاْمَا

قُمْ وَحَييِّ الْوُفُودَ وَأنْظُرْ إِلَيْهِمْ             حَيْثُ جِأْتَ تَهْدِي إِلَيْكَ السَّلاَمَا

يَاْ جَلِيْلاً حُزْنِيْ عَلَيْكَ جَليْلٌ              وَعَظِيْماً خَاْضَ الأُمُورَ العِظَاْمَا

بَعْدَكَ الْعَيْشُ لا صَفَىْ قَطُّ يَوْماً          وَنَهَاْرُ السُّرُوْرِ أَمْسَىْ ظَلاَمَا([vii]).

وفي الخاتمة تكلّم المصنّف عن حياة هذا الشاعر  الذي كان له دور كبير في نهضة البقاع الحديثة وفي عصر النهضة ومشاركته في ذلك ولولا بحث المصنّف وتعبه وتحقيقه عنه لبقي هذا الشاعر طي النسيان مع غيره من شعراء البقاع الّذين هم بحاجة للبحث عن تراثهم حيث قال:[\\\\\\\" أكدَّ نتاجه الشعري أنَّ البقاعيين لم يتوقفوا عن الفنون التقليديّة وقد تعرضوا من خلال ثقافتهم الموروثة إلى مواضيع جديدة هي الشعر الوطنيّ في سبيل حياة سياسيّة متحررة.

أمّا أهم النتائج التي لا بُدَّ من تسجيلها هنا فهي:

الكشف عن حياة شاعر نهضوي لولا ذلك لبقي طي الكتمان.

إنَّ ما أَعطاه الشاعر زغيب جدير بالدراسة، فهو لا يقلُّ أهمية عن شعراء عصر النهضة فقد قدَّم نتاجه بأسلوب سهل واضح لا يعتمد الغريب في اللفظ محافظاً على عمود الشعر العربيّ([viii])\\\\\\\"].

(رئيس التحرير)



[i] ـ المصدر نفسه، ص:23.

[ii] ـ المصدر نفسه، ص: 25ـ 26ـ 27ـ 28. بتصرف.