ماذا عن فروع الجامعة اللبنانيّة في بلاد جبيل؟

11/10/2012
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

لقاء مع الدكتور نوفل نوفل

بقلم الأستاذ شادي نصر الدين 

 

جبيل لها الحقُّ كغيرها من المناطق اللبنانية بالعلم والتعلم وببناء الصروح الجامعيّة تماماً كغيرها من مدن لبنانيّة. حيث كانت صرخة الأهالي مدوية عبر مطالبتهم بإنشاء فروع للجامعة اللبنانية في القضاء. ففي جبيل أكثر من 1500 طالب جامعي، من مُختلف قرى وبلدات القضاء، يواجهون معاناة كبيرة لتلقي العلم والحصول على الإجازات الجامعية. ويدفعون مالاً، وصحة، وأعصاباً، ووقتاً، في سبيل العلم. ولأن «أهل جبيل هم أهل علم وثقافة وتربية وأهل الحرف، على مدار التاريخ، قرروا ألا يصمتوا عن حقِّ مكتسب لهم». من جبيل المدينة ومن أعالي القضاء ووسطه وساحله يتوجه الطلاب يومياً إلى جامعاتهم، شمالاً نحو طرابلس، وجنوبا نحو العاصمة بيروت. ومن الأهل من يرزح تحت عبء أقساط الجامعات الخاصة، كي يوفروا على أولادهم مشقة الانتقال إلى مناطق لبنانيّة بعيدة.

منذ سنوات طويلة تتجه أنظار الجبيليين نحو مبنى» المعهد المهني في بلدة إده» للإستفادة من  المساحات غير المشغولة، إلا بقسم قليل منه، وهي أرض واسعة ومتعددة، وقد تكون صالحة لأن تكون مركزاً للفروع الجامعيّة المقترحة حيث تبلغ مساحتها 25000م2  وهي ملك وزارة التربيّة والتعليم العالي حتى  يستفيد منها أبناء جبيل والجوار فيوفر عليهم الكثير من التكاليف المادية. وكان فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان قد شجع وبارك إفتتاح فرع الجامعة اللبنانية – كلية العلوم في بلدة عمشيت، وكذلك بإفتتاح فرع آخر في بلدة نهر إبراهيم وتحديداً معهد العلوم التطبيقية – CNAM - واليوم ننتظر مباركته وإيعازه لمن يهمه الأمر بإفتتاح سائر فروع الجامعة اللبنانيّة ومختلف الإختصاصات الجامعية في بلاد جبيل أي في بلدة إده الساحليّة.

وفي 19 آب 2009 أقام المركز الإسلامي في جبيل التابع لجمعية المبرّات الخيريّة إحتفالاً في مسجد الإمام علي بن أبي طالب في مدينة جبيل بمناسبة وضع حجر الأساس للمركز الإسلامي برعاية المرجع العلاّمة السيّد محمد حسين فضل الله (قده) وحضر الإحتفال رئيس الجمعية العلاّمة السيّد علي فضل الله ممثلاً راعي الإحتفال كما حضر النائب الحاج عباس الهاشم ووفود دينيّة وحزبيّة وتربويّة وبلديّة ونوادٍ ومخاتير قرى وشخصيات. وفي هذا الإجتماع  طرح إمام المسجد القاضي الدكتور يوسف محمد عمرو قضيّة ضرورة وجود فروع للجامعة اللبنانيّة في جبيل إسوة بسائر المدن الفينيقيّة الأخرى كما طرحها في مناسبات أخرى كثيرة من خلال إحتفالات المركز الإسلاميّ أو في خارجه كان آخرها في اللقاء الوطني الروحي في قاعة انطش «مار يوحنا مرقس» في جبيل في 28 آذار 2012م. ومن خلال مقابلة مع الأستاذ كميل حيدر أحمد في العدد الرابع من هذه المجلة(1). ومن هذا المنطلق كان لقاء «إطلالة جبيليّة» مع سعادة الدكتور نوفل نوفل رئيس المجلس الثقافي في جبيل حول هذه القضيّة.

أ ـ الدكتور نوفل يوسف نوفل

مواليد : 6- 4 – 1969 ( ترتج). جبيل، زوجته: الدكتورة جانيت رشيد، أولاده: ماريا، كارل، يارا، ديفا، وراين، الأب : يوسف نوفل، الأم : رحيل يوسف واكد.

نال الدكتور نوفل إجازة في الصيدلة من برشلونه ـ اسبانيا، عام 1997، وتسلَّم رئاسة المجلس الثقافي في جبيل في تموز 2010، لجدارته واختيار الهيئة العامّة له لما يمتاز به من صفات وطنيّة وثقافيّة. 

 ب ـ تتألف الهيئة الادارية للمجلس الثقافي في بلاد جبيل من 12 عضوًا:

الرئيس : الدكتور نوفل نوفل. نائب الرئيس: نمر نمر. أمين السر: زياد أبي فاضل. أمين الصندوق: إيلي رزق. منسّق اللجنة الثقافية : يوسف أبي عقل. ممثل لدى الحكومة : ماري تريز سيف. علاقات عامة:  طانيوس نصّار. محاسب : جوزيف ضاهر. منسّق اللجنة التربوية : فوّاز حيدر. منسّق لجنة الصحة والبيئة : د. وديع أبي شبل. منسّق اللجنة الإعلامية : نخلة مرعب. منسّق لجنة الإنشاءات والتجهيز: مختار جبيل جورج حبيب. المدير الإداري : الرئيس السابق للمجلس الثقافي – توفيق صفير.

تحدّث الدكتور نوفل عن المجلس الثقافي فقال: تأسس  المجلس الثقافي في جبيل عام 1965 ، وهو مجلس متعدد الإنتماءات، يجمع مختلف الأحزاب والطوائف والمذاهب، لا يتعاطى السياسة بشكل مباشر، إنّما يناقش الفكر السياسي، يرعى النشاطات ويرعى توقيع الكتب، يشارك في معظم الندوات، وله مؤلفاته الخاصة، .... والمعروف أن المجلس الثقافي في جبيل يضمُّ كبار الشعراء والأدباء والنواب  منهم: د. وليد خوري والوزير السابق المهندس جان لويس قرداحي، رئيس المجلس الدستوري دكتور عصام سليمان، الشاعر جورج شكور، زياد ابي فارس، انطوان رعد وكبار من رجالات الفكر والادب قد رحلوا. وغيرهم من الشخصيات الجبيليّة.

ج ـ وعن أهم إنجازات المجلس مؤخراً يقول:

ـ إصدار الجزء الثالث والجزء الرابع من «ادباء بلاد جبيل الراحلون»، حيث تمَّ التركيز على أهم الأدباء والشعراء الراحلين في بلاد جبيل من شمالها إلى جنوبها. وبخاصة الذين لم تسلّط الاضواء على نتاجهم.

ـ تكريم القاضي الدكتور عصام سليمان (رئيس المجلس الدستوري).

ـ حفل تكريم للشاعر والكاتب عصام حداد في بلدة عين كفاع.

ـ تكريم الأب جوزيف دكاش ومناقشة حول أهم كتاباته في دير مارسركيس وباخوس في قرطبا بالتعاون مع رئيس بلدية قرطبا ورئيس إتحاد بلديات جبيل فادي مارتينوس.

ـ مباراة في فن الإلقاء الشعري ضمن مئوية سعيد عقل، للمرحلتين التكميلية والثانوية بين مدارس جبيل وكسروان وعاليه بالتعاون والتنسيق مع لقاء الاثنين- كسروان ونادي عاليه الثقافي الاجتماعي.

ـ أمسيات شعرية: بمناسبات عديدة.

ـ يطالب المجلس الثقافي في جبيل بما يلي:

الحفاظ على هوية جبيل وذاكرتها، مدينة الحرف والوحدة الوطنيّة.

مطالبة وزارة الثقافة بالمساعدات المالية ورعاية أعمال المجلس الثقافي الجبيلي. ويقول أيضاً: للبلديات دور فعال بإحتضان المشاريع الثقافية ولكن ضمن إمكانيات محدودة لذا من الضروري أن تساهم وزارة الثقافة بتنمية النشاطات الثقافية الهامة لمدينة جبيل وضواحيها ودعمها.

ومن ناحية آخرى تحدث رئيس المجلس الثقافي في بلاد جبيل الدكتور نوفل نوفل عن أهمية وجود فروع للجامعة اللبنانية في جميع إختصاصاتها في قضاء جبيل. كما أخبرنا عن أحد لقاءاته مع فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان حيث تمنى فخامته أن تُعتمد اللامركزية الإدارية في لبنان ووعد فخامته بإفتتاح فروع للجامعة اللبنانية في جبيل بكافة اختصاصاتها مستقبلاً إن شاء الله تعالى. ويَعتبر الدكتور نوفل أن أبناء جبيل مظلومون فلا جامعات رسمية لديهم إذ يضطرُّ الطالب الجبيلي للإلتحاق بالجامعات الخاصة والتي تتجاوز أقساطها الإمكانيات الماديّة المتاحة أو للالتحاق بالفروع الرسميّة للجامعة اللبنانيّة في طرابلس أو في بيروت!!. وبمساعي فخامة رئيس الجمهوريّة وبمباركته تمَّ إفتتاح فرع العلوم في بلدة عمشيت وكذلك معهد العلوم التطبيقيّة ـ CNAM ـ في بلدة نهر إبراهيم. إلى جانب الكليتين القديمتين للهندسة الزراعيّة والطب البيطري في غزير ـ فتوح كسروان. والأمل كبير إن شاء الله تعالى، بتعزيز الفروع الأربعة الآنفة الذكر وإنشاء فروع أخرى في المستقبل في أيام فخامته أطال الله بعمره وجعله رمزاً للوحدة الوطنيّة وللثقافة والعلم في لبنان.

 

وكان القاضي الدكتور عمرو قد طالب بذلك لأوّل مرّة في إحتفال المركز الإسلاميّ في جبيل التابع لجمعية المبرّات الخيريّة في 21/7/2008م. بمناسبة ذكرى ولادة الإمام عليّ بن أبي طالبQ، وإفتتاح مدرسة رسول المحبة(ص)، في جبيل.