عقيدة أهل السُنّة والأثر في المهديّ المُنتظر

18/1/2013
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

فضيلة الشيخ عبد المحسن بن حمد آل العبّاد

المدّرس بالجامعة الإسلاميّة في المدينة المنوّرة

جاء في كلامه تحت عنوان: ذكر بعض الّذين حكوا تواتر أحاديث المهديِّ ونقل كلامهم في ذلك.

1 ـ من الّذين حكموا على أحاديث المهديّ بأنّها متواترة الحافظ أبو الحسين محمد بن الحسين الآبري السجزي صاحب كتاب مناقب الشافعي المتوفى سنة ثلاث وستين وثلاثمائة من الهجرة قال رحمه الله في محمد بن خالد الجندي راوي حديث لا مهدي إلا عيسى بن مريم: محمد بن خالد هذا غير معروف عند أهل الصناعة من أهل العلم والنقل وقد تواترت الأخبار واستفاضت عن رسول اللهPبذكر المهدي وأنّه من أهل بيته وأنّه يملك سبع سنين وأنّه يملأُ الأرض عدلاً وأن عيسى(ع) يخرج فيساعدْ على قتل الدجال وأنّه يؤم هذه الأمّة وَيُصلّي عيسى خلفه، نقل ذلك عنه ابن القيم في كتابه (المنار المنيف) وسكت عليه ونقله عنه أيضاً الحافظ بن حجر في (تهذيب التهذيب) في ترجمة محمد بن خالد الجندي وسكت عليه ونقل عنه ذلك وسكت عليه أيضاً في (فتح الباري) في باب نزول عيسى بن مريم(ع). ونقل ذلك عنه أيضاً السيوطي في جزء (العرف الوردي في أخبار المهديّ) وسكت عليه ونقل ذلك عنه مرعي بن يوسف في كتابه فوائد الفكر في ظهور المهديّ المُنتظر كما ذكر ذلك صديق حسن في كتابه (الإذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة).

2 ـ ومنهم محمد البرزنجي المتوفى سنة ثلاث بعد المائة والألف في كتابه (الإشاعة لإشراط الساعة) قال: الباب الثالث في الإشراط العظام والإمارات القريبة التي تعقبها الساعة وهي أيضاً كثيرة فمنها المهديّ وهو أولها وأعلم أن الأحاديث الواردة فيه على إختلاف رواياتها لا تكاد تنحصر ـ إلى أن قال: ثم الذي في الروايات الكثيرة الصحيحة الشهيرة أنه من ولد فاطمة إلى أن قال: تنبيه ـ قد علمت أن أحاديث وجود المهديّ وخروجه آخر الزمان وأنّه من عترة رسول الله P، من ولد فاطمة بلغت حد التواتر المعنوي فلا معنى لإنكارها، وقال في ختام كتابه المذكور بعد الإشارة إلى بعض أمور تجري في آخر الزمان: وغاية ما ثبت بالأخبار الصحيحة الكثيرة الشهيرة التي بلغت التواتر المعنوي وجود الآيات العظام التي منها بل أولها خروج المهديّ وأنّه يأتي في آخر الزمان من ولد فاطمة يملأ الأرض عدلاً كما مُلئت ظلماً.

3 ـ ومن الّذين حكوا تواتر أحاديث المهديّ الشيخ محمد السفاريني المتوفى سنة ثمان وثمانين بعد المائة والألف، في كتابه «لوامع الأنوار البهيّة» قال: وقد كثرت بخروجه ـ يعني المهديّ ـ الروايات حتى بلغت حد التواتر المعنوي وشاع ذلك بين علماء السُنّة حتى عُدَّ من معتقداتهم ثم ذكر بعض الآثار والأحاديث في خروج المهديّ وأسماء بعض الصحابة الّذين رووها ثم قال: وقد روى عمن ذكر من الصحابة وغير من ذكر منهم رضي الله عنهم بروايات متعددة وعن التابعين من بعدهم ما يفيد مجموعة العلم القطعي فالإيمان بخروج المهديّ واجب كما هو مقرر عند أهل العلم ومدون في عقائد أهل السُنّة والجماعة.

4 ـ ومنهم القاضي محمد بن علي الشوكاني المتوفى سنة خمسين بعد المائتين والألف وهو صاحب التفسير المشهور ومؤلف «نيل الأوطار» قال في كتابه (التوضيح في تواتر ما جاء في المهديّ المُنتظر والدجال والمسيح) والأحاديث الواردة في المهديّ التي أمكن الوقوف عليها منها خمسون حديثاً فيها، الصحيح والحسن والضعيف المنجبر وهي متواترة بلا شك ولا شبهة بل يصدق وصف المتواتر على ما هو دونها في جميع الإصطلاحات المحررة في الأصول وأمّا الآثار عن الصحابة المصرّحة بالمهديّ فهي كثيرة جداً لها حكم الرفع إذ لا مجال للإجتهاد في مثل ذلك، انتهى. وقال في مسألة نزول المسيح(ع) فتقرّْرَ أن الأحاديث الواردة في المهديّ المُنتظر متواترة والأحاديث الواردة في الدجال متواترة والأحاديث الواردة في نزول عيسى(ع) متواترة نقل ذلك عنه الشيخ صديق في الإذاعة.

5 ـ ومنهم الشيخ صديق حسن القنوجي المتوفى سنة سبع بعد الثلاثمائة والألف قال في كتابه (الإذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة): والأحاديث الواردة في المهديّ على إختلاف رواياتها كثيرة جداً تبلغ حد التواتر المعنوي وهي في السُنن وغيرها من دواوين الإسلام من المعاجم والمسانيد ـ إلى أن قال ـ لا شك أن المهديّ يخرج في آخر الزمان من غير تعيين لشهر وعام لما تواتر من الأخبار في الباب واتفق عليه جمهور الأُمّة خلفاً عن سلف إلا من لا يعتدُّ بخلافة ـ إلى أن قال: فلا معنى للريب في أمر ذلك الفاطمي الموعود المُنتظر المدلول عليه بالأدلة بل إنكار ذلك جرأة عظيمة في مقابلة النصوص المستفيضة المشهورة البالغة إلى حد التواتر.

6 ـ وممن حكى تواتر أحاديث المهدي من المتأخرين الشيخ محمد بن جعفر الكتاني المتوفى سنة خمس وأربعين بعد الثلاثمائة والألف قال في كتابه (نظم المتناثر من الحديث المتواتر) وقد ذكروا أنّ نزول سيّدنا عيسى(ع) ثابت بالكتاب والسُنّة والإجماع ثُمّ قال: والحاصل أنّ الأحاديث الواردة في المهديّ المُنتظر متواترة وكذا الواردة في الدجال وفي نزول سيّدنا عيسى بن مريم(ع).