جبيل مواقع ومواقف

18/1/2013
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

عمر بهيج اللقيس

أتحف صديقنا الأديب الأستاذ عمر بهيج اللقيس المكتبة اللبنانيّة، بكتابه الجديد «جبيل مواقع ومواقف»، هو مؤلف من 124 صفحة من الورق الجميل والطباعة الفاخرة، الطبعة الأولى 2012م. (منشورات اللقيس). وهو يتضمن مُقدّمةً للمؤلف مع بعض الكلمات التي قيلت عن مدينة جبيل لناديا تويني ترجمة يولند بيروتي وللأستاذ غابي صفير ترجمة يولند بيروتي، ومن أربعة عشر فصلاً تضمن بعضها بعض العناوين الفرعيّة الفريدة والجميلة وهي على الشكل التالي: 1) جبيل من أقدم المدن. 2) الأماكن والصروح الدينيّة. 3) الثروة المائية والزراعيّة في جبيل. تكلّم به أيضاً عن عنوانين: جرِّ المياه في جبيل والقطاع الزراعي في جبيل. 4) التجارة والصناعة في جبيل. 5) الكهرباء في جبيل. 6) السياحة في جبيل. تكلّم به أيضاً عن خمسة ابواب حول ميناء جبيل. وشاطئ جبيل، ومتحف الشمع، وأحياء جبيل، وعن الفنان الجبيلي طوروس سيرانوسيان. 7) سرايا جبيل. 8) المواقع الإجتماعيّة في جبيل وهو يتفرع إلى سبعة أبواب وهي: المستشفيات، الجمعية الخيريّة المارونيّة، مصلحة الإنعاش الإجتماعيّ، المركز الإسلاميّ، دار الرعاية الإسلاميّة، الصليب الأحمر، وكاريتاس جبيل. 9) الوجود الإسلامي في جبيل مع الإستشهاد بأسماء لمعت كان التعايش رائدها. 10) التواصل بين أبناء جبيل وهو يتضمن الكلام حول: أحداث 1958، ميناء جبيل، السوق القديم، قنطرة السوق القديم، وقناطر ثلاث. 11) المجلس الثقافيّ في بلاد جبيل. 12) النشاط المسرحي في جبيل. 13) التربية في جبيل. 14) بلدية جبيل حيث تكلّم فيه أيضاً تحت العناوين التالية: قرارات أصيلة، وجبيل والتوأمة، وعن رئيس بلدية جبيل الأستاذ زياد حوّاط. ثُم ختم كتابه بكلمة للمحامي الأستاذ محمد نديم اللقيس وبأبيات شعريّة للشاعر الشعبيّ إسماعيل أحمد برق عن مدينة جبيل.

مميزات هذا الكتاب:

يمتاز هذا الكتاب الفريد بالموضوعيّة والتوثيق لموضوعاته الآنفة الذكر بإلقاء الضوء على مدينة جبيل خلال أكثر من أربعة آلاف عام بإيجاز شديد يستطيع صاحب الإختصاص أو القارئ العادي أن يستفيد منه ويأخذ منه النظرة الصادقة عن الوحدة الوطنيّة التي امتازت بها هذه المدينة الوطنيّة العريقة. كما يستفيد منه زُوّار هذه المدينة الجميلة.

غير أن ما قام به صديقنا العزيز(حفظه الله تعالى)، كان بحاجة إلى لجنة من المؤلفين وأصحاب الإختصاص للنظر فيه ومراجعته وإبداء الرأي به قبل إخراجه للنّاس. لذلك سوف نورد بعض الملاحظات السريعة في قراءَتنا هذه تكملة لبحث المؤلف. راجياً من الله تعالى، أن يأخذ بيده نحو المزيد من العطاء والتحقيق إنّه سميع الدعاء حميد مجيد، آمين.

الملاحظة الأولى: حول أحياء جبيل

المقابلة مع المختار أسعد غصن من ص: 59 ولغاية ص: 61 فيها بعض الأخطاء، إنّ حي الأرمن معروف عند المسلمين في المدينة وخارجها بحي جامع الخضر(ع)، الذي كان يزار من قبل المسلمين وغيرهم للدعاء إلى الله تعالى وطلب الحاجات والوفاء بالنذور. ولا زال المسجد الآنف الذكر قائماً لغاية تاريخه حيث تمَّ تشييده في سنة 1199هـ، الموافق لعام 1784م. وقبل حلول الجالية الأرمنيّة الكريمة مدينة جبيل بمائة وأربعين عاماً (1).

2 ـ كما أن حي حارة جهجاه هو نسبة إلى حاكم مدينة جبيل في أوائل القرن الثامن عشر الميلادي والذي لا زالت آثار قصره موجودة بها لغاية تاريخه. وهو من أبرز معالم هذا الحي الجميل. مع جامع النور الحديث الذي بُني في أواخر القرن العشرين.

3 ـ والصورة الموجودة في هذا الباب في الصفحة 59 هي لحي مار يوسف في المدينة وأبرز معالمه الحديثة جامع الإمام عليّ بن أبي طالب(ع)، ومتوسطة رسول المحبة(ص) التابعة لجمعية المبرّات الخيريّة وليس لحي حارة جهجاه كما جاء في تعريف الصورة الآنفة الذكر.

4 ـ الصورة الموجودة في الصفحة رقم: 61 عن سوق جبيل القديم تظهر به قلعة جبيل. ويظهر به أيضاً مدخل المقبرة الإسلاميّة القديمة في المدينة.

الملاحظة الثانية: المواقع الإجتماعيّة في جبيل!

لم يذكر بها المواقع الإجتماعيّة الإسلاميّة التاليّة:

أ ـ المؤسسة الخيريّة الإسلاميّة لأبناء جبيل وكسروان والمرخص لها بموجب علم وخبر رقم: 282/أد في 30/10/1986م. حيث اتخذت هذه المؤسسة من منزل العضو البلدي في مدينة جبيل المرحوم الحاج محمود جعفر المولى(رحمه الله تعالى)، مركزاً مؤقتاً لها لمدينة جبيل وضواحيها بصفته رئيساً للجنة أصدقاء المؤسسة الخيريّة الإسلاميّة لأبناء جبيل وكسروان قامت المؤسسة بالتعاون معه بعدّة نشاطات ثقافيّة وإجتماعيّة وخيريّة في المدينة. ومع بعض المحسنين الكرام، أهمها: 1) ـ إقامة ندوتين فكريتين في قاعة لاسيته دال في سنتر البعيني في جبيل ما بين سيادة المطران بشارة الراعي مطران جبيل والمستشار القاضي السيد محمد حسن الأمين حول نظرة الإسلام والمسيحيّة إلى الإنسان. وما بين سماحة الدكتور الشيخ محمد جعفر شمس الدين والقاضي الشيخ زكريا غندور حول الوحدة الإسلاميّة في ذكرى مولد النبيِّ مُحمّد(ص). وذلك في أوائل التسعينيات من القرن الماضي. وكذلك إقامة مجلس عزاء حسينيّ في تلك القاعة بمناسبة ذكرى أربعين شقيقه المرحوم فهد جعفر المولى وبحضور العلاّمة الشيخ عبد الأمير قبلان في شهر آب 1992م. وإقامة ذكرى أسبوع الإمام الخوئي{، في 11 آب 1992م. في القاعة الآنفة الذكر. وغيرها من أعمال إجتماعيّة وخيريّة أهمها كان قيامه بإخلاء بناء المحكمة الشرعيّة الجعفريّة القديم من شاغليه وترميمه وفرشه. إلى أن فقدناه(رحمه الله تعالى)، وفقدته جبيل في 19 آذار 1993م. إثر نوبة قلبيّة حدثت معه. وقد تعاونت المؤسسة الآنفة الذكر ورئيسها العلاّمة الشيخ محمد حسين عمرو مع أنجاله الكرام في إحياء ذكراه العطرة بمناسبة ذكرى مرور أسبوع على وفاته وفي ذكرى أربعينه. وفي مشروع المركز الصحي الإجتماعيّ الجديد في حي كفرسالا ـ عمشيت وغيرها من أعمال(2).

ب ـ الرابطة الثقافيّة في جبيل المرخص لها بموجب علم وخبر رقم 103/ أد في 23 آب 1999م.

وقد اتخذت من منزل المرحوم الحاج خليل برق في مدينة جبيل مركزاً رئيساً لها ولا زالت أوراقها وسجلاتها بعد وفاة رئيسها المرحوم الأستاذ عبد العزيز بك أبي حيدر في 10/11/2010م. بحوزة أمين سرها الدكتور صادق حسين برق حفيد المرحوم الحاج خليل برق. ومن أبرز شخصياتها في بلاد جبيل د. وفيق ابراهيم، د. حسن حيدر أحمد، د. جمال المولى، د. شهاب كنعان، د. جمال نون وغيرهم من الشخصيات.

وللرّابطة الثقافيّة في جبيل أعمال كثيرة منها مساعدة أهالي بعض القرى المحرومة في قضاءَيْ جبيل وكسروان بإنشاء رخص للبلديات والتعاون مع الوزير السابق جان لويس قرداحي والأستاذ السيد مصطفى الحسينيّ بالترخيص بإنشاء مسجد الإمام عليّ بن أبي طالب(ع)، في جبيل وغيرها من أعمال ثقافيّة وإجتماعيّة على صعيد القضاء(3).

ج ـ جمعية المبرّات الخيريّة وجامع الإمام عليّ بن أبي طالب(ع)، في جبيل.

حيث ذكر المصّنف في كتابه الآنف الذكر ما يلي: [« في هذا الإطار قرر أئمة الطائفة الشيعيّة، بناء مسجد ومركز إسلاميّ أسوة بباقي الطوائف. كانت البداية بهمّة القاضي الدكتور الشيخ يوسف عمرو الذي أقام حفل إفطار في منزله ليلة 28 شباط 1994م. على شرف سماحة آية الله العظمى المرحوم محمد حسين فضل الله الذي استجاب لطلب أعيان المدينة من الطائفة الشيعيّة. وتمّ شراء العقار في حي مار يوسف قرب المحكمة الجعفريّة في جبيل بإسم جمعية المبرّات الخيريّة وتمّ وضع حجر الأساس لمسجد الإمام عليّ بن أبي طالب في ذكرى المولد النبوي الشريف في 16 حزيران 2000م. وافتتح المسجد المذكور برعاية العلامة السيد فضل الله وفاعليات جبيليّة من جميع الطوائف المتواجدة في المدينة»](4).

والصواب هو ما ذكرناه بالتفصيل في العدد الأول من مجلة «إطلالة جُبيلّة» الصادرة في أيلول 2010م. حيث تكلّمنا عن ذلك بالتفصيل تحت عنوان:[«المركز الإسلاميّ في جبيل واحة عطاء» حيث قلنا:» هذه المدينة كان لها في قلب سماحة آية الله العظمى السيّد محمد حسين فضل الله{، الحظ الأوفر في إهتمامه وفي إستجابته لطلب أعيانها. منه بناء مسجد ومركز إسلاميّ كبير أسوة بباقي الطوائف الأخرى في المدينة، وكانت بداية الوعد الكريم في حفل الإفطار الذي أقامه القاضي الدكتور الشيخ يوسف محمد عمرو على شرف سماحته في منزله في الغبيري ليلة 19 رمضان 1414هـ. الموافق 28 شباط 1994م(5)»]. والّذين حضروا ذلك اللقاء التاريخي كانوا من أعيان المدينة وكان على رأسهم المرحوم الحاج محمود جعفر المولى مع وفد من أبناء المدينة ضمَّ الأستاذ كميل حيدر أحمد والمهندس محمد محمود المولى والسيّد ماجد فهد المولى. ومن وجهاء المنطقة المرحوم الحاج علي محمود عوّاد (أبو سامي) والمرحوم الحاج كامل حسن كنعان والمرحوم الحاج الأستاذ محمد علي ابراهيم والمرحوم السيد عبد الله محمد الحسينيّ والمحامي الحاج حسن مرعي برّو والدكتور علي راغب حيدر أحمد والدكتور شهاب كامل كنعان والحاج حسين أسعد والمهندس جهاد حيدر أحمد والحاج أكرم برق والصحافي محمد علي رضى عمرو وبعض العلماء والفضلاء من أبناء بلاد جبيل وفتوح كسروان وهم: الشيخ محمد حسين عمرو والشيخ جمال رميحي كنعان والشيخ حسين شمص والشيخ رضوان كامل المقداد والشيخ حمد محمد الحاج يوسف والشيخ محمد أحمد حيدر وغيرهم. ولم يكن هذا الإجتماع للأئمة من أبناء الطائفة الشيعيّة كما ذكر الأستاذ اللقيس وإنّما كان لبعض الأعيان والفاعليات الإجتماعيّة من أبناء المنطقة.

كما أنّ الذي شجّع الحاج محمود جعفر المولى وأعيان المنطقة على الطلب من سماحته(رحمه الله تعالى) هو قيامه من خلال جمعية المبرّات الخيريّة على بناء عدّة مراكز إسلاميّة في شمال لبنان وفي قريتي المعيصرة وزيتون فتوح كسروان. والمساهمة في مشروع المركز الإسلاميّ في عين الغويبة في جرود بلاد جبيل والسعي لإيجاد مركز إسلامي في منطقة جبيل الوسطى. وقد تحقق هذا الحلم بوضع حجر الأساس للمركز الإسلاميّ التابع لجمعيّة المبرّات الخيريّة في بلدة الحصون ـ سقي فرحت في 13/11/1999م. كما ذكرنا أيضاً في المجلة الآنفة الذكر أعمال جمعية المبرّات الخيريّة والثقافيّة في المدينة والتي كان أهمها إفتتاح مدرسة رسول المحبة(ص)، في جبيل بمناسبة ذكرى ولادة الإمام عليّ بن ابي طالب(ع)، في 15 رجب 1429هـ. الموافق 20 تموز 2008م. وغيرها من أعمال خيريّة وثقافيّة.

د ـ مؤسسة العلاّمة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله{، للشؤون الإجتماعيّة.

وهذه المؤسسة كانت رافد الخير لكثير من المساعدات الإجتماعيّة والصحيّة والماليّة للأرامل والأيتام وذوي الحاجات الخاصة في بلاد جبيل وفتوح كسروان من خلال القاضي الدكتور عمرو في البداية كمساعدات رمزيّة وصغيرة لبعض العوائل ومن ثُمّ من خلال الدكتور الحاج علي راغب حيدر أحمد. وفي التسعينيات من القرن الماضي كانت من خلال المسؤول في المؤسسة الحاج حسين أسعد «أبو علي» وقد استأجرت المؤسسة الآنفة الذكر مكتباً مؤقتاً لها في الطابق الأرضي من بناية شقير قرب متوسطة رسول المحبة(ص) حي مار يوسف ـ جبيل، وكانت ذروة أعمالها ما قامت به من أعمال إنسانيّة وخيريّة ومساعدات عينيّة وماليّة خلال العدوان الإسرائيليّ على لبنان في شهر تموز 2006م. وغيرها من أعمال كان أبرزها تكفل الأيتام في متوسطة رسول المحبة(ص)، جبيل، وغيرها من أعمال البرّ والإحسان في مدينة جبيل وضواحيها.

هـ ـ كما لم يتكلّم عن جمعية «اللقاء الوطني» في جبيل المؤسسة بموجب علم وخبر رقم: 428/ أد في 8/12/1992. وكان من أبرز مؤسسيها: د. جورج تارك، د. طوني ضو، د. زخيا الخوري، د. عاصم الحسامي، أ. محمد حيدر أحمد، أ. سمعان سمعان، الأب انطوان سليمان، أ. بولس هاشم وغيرهم وقد قام هذا اللقاء بنشاطات وطنيّة كثيرة أهمها: إزاحة الستار عن تمثال العالم اللبنانيّ حسن كامل الصبّاح في متحف الشمع ومشاركة اللقاء في ندوة بموضوع «السينودس والتعليم في لبنان» في 22 آذار 1996م. ومشاركة اللقاء الوطني في مساعدة ضيوف بلاد جبيل الهاربين إليها من العدوان الصهيونيّ على لبنان في 16/4/1996م. وفي عدوان تموز 2006م. وغيرها من مواقف وطنيّة. ورئيس هيئة هذا اللقاء في أيامنا هذه الأستاذ صادق برق وأمين السر الدكتور طوني ضو.

الملاحظة الثالثة: أسماء لمعت كان التعايش رائدها

تحت هذا العنوان تكلّم المصنّف عن الزعيم جميل حسين الحسامي وعن الوزير السيد أحمد الحسينيّ وعن المهندس لويس قرداحيّ. وقد أجاد في ذلك وأفاد ولم يتكلّم عن والد الزعيم جميل الحساميّ إمام المدينة في المنتصف الأوّل من القرن العشرين. الشيخ حسين أحمد الحساميّ المتوفى عام 1946م. حيث كان(رحمه الله تعالى)، الأب الروحي للمسلمين من السُنّة والشيعة في المدينة(6).

وكذلك لم يتكلّم عن الشيخ عثمان الحساميّ العضو في القائمقاميّة النصرانيّة عن المسلمين السُنّة في جبل لبنان وكذلك لم يتكلّم عن زميله العضو الشيخ حسن صالح همدر في القائمقاميّة الآنفة الذكر عن المسلمين الشيعة في جبل لبنان واللّذين عُينا في عام 1845م(7).

وكذلك لم يتكلّم عن الزعيم الجبيليّ الكبير والمعارض للإستعمار الفرنسي للبنان. محمد أفندي الحاج محسن أبي حيدر من قرية الحصون والذي كان مع أكثريّة زملائه في مجلس متصرفيّة جبل لبنان يعارضون الإنتداب الفرنسي في لبنان وكانوا يؤيدون أطروحة الأمير فيصل بن الحسين في الوحدة العربيّة وفي محاربة الإستعمار الفرنسيّ في لبنان وسوريا. قال عنه فارس سعادة في الموسوعة النيابيّة في لبنان:[«مُحمّد الحاج محسن أبي حيدر شيعي من الحصون. إنتخب سنة 1903 عضواً في مجلس إدارة متصرفيّة جبل لبنان عن الطائفة الشيعيّة في كسروان وفي 9 آذار 1909م. أُعيد إنتخابه مرّة ثانية ينافسه حمود ناصر. وظلَّ نائباً حتى سنة 1915م. يوم حلَّ جمال باشا مجلس الإدارة ونفى بعض أعضائه وعند إنتهاء الحرب 1918م. ودخول الحلفاء إلى لبنان أُعيد مجلس الإدارة السابق، ولكن بعض أعضائه ومن بينهم محمد محسن حكم عليهم بالنفي لإتهامهم بمؤامرة ضد الفرنسي فأصاب مُحمّداً ثماني سنوات»](8).

وقد تكلّمت عنه(رحمه الله تعالى) في العدد الثاني من مجلة «إطلالة جُبيليّة» الصادر في كانون الثاني 2011م. وعن نفيه إلى جزيرة سردينيا الفرنسيّة لمدّة ثمان سنوات مع بعض زملائه وعن الإستقبال الشعبيّ الذي لاقاه في الحصون من أهالي بلاد جبيل بعد رجوعه من المنفى، وعن معاناته وصبره وتحمله الصعاب لمعارضته الإستعمار الفرنسي في لبنان.

وكذلك لم يتكلّم عن ابن مدينة جبيل وشيخها وقاضيها الكبير المرحوم حمود أفندي ناصر والذي يحمل مع أُسرته الكريمة سجل 19 في المدينة. والذي عاصر ثلاثة عهود وهي: المتصرفيّة والإنتداب والإستقلال. وقد شغل أيام المتصرفيّة منصب مدير ناحية المنيطرة وعضويّة محكمة كسروان والبترون وفي أيام الإنتداب شغل منصب حاكم صلح الهرمل وعضو محكمة الكورة ومن ثُمّ عُيِّن قاضياً لمحكمة مرجعيون في 12/2/1923م. ومن ثُمّ رئيساً لمحكمة صور في 23/4/1923م. ومن ثُمّ رئيساً لمحكمة حاصبيا في 3/6/1029م. ولغاية إحالته على التقاعد في 26/5/1930م. وقد عمل بعدها في المحاماة وتسجل في نقابة المحامين في 14/6/1931م. ولغاية تقاعده من المحاماة في عام 1951م. وقد توفاه الله تعالى في 2/9/ 1958م. كذلك لم يتكلّم عن أبنائه وهم: 1) الرئيس عبد الله والذي شغل عدّة مناصب في القضاء العدلي كما شغل في أواخر أيامه رئيساً لديوان المحاسبة. 2) السفير حكمت والذي شغل في آخر ايامه منصب مدير العلاقات الخارجيّة في وزارة الخارجيّة. 3) الأستاذ عبد الجليل الذي شغل في آخر أيامه منصب مدير لخزينة الدولة اللبنانيّة في وزارة المالية وبعد تقاعده شغل منصب مستشار لحاكم مصرف لبنان وكذلك كان (رحمه الله تعالى)، من مؤسسي المجلس الثقافيّ لبلاد جبيل. وأمّا باقي أولاده (رحمهم الله تعالى) وهم: 4) موسى. 5) وعبد المجيد. 6) ومُحمّد. 7) وأحمد رضى، فقد شغلوا عدّة وظائف إداريّة في حياتهم وكانوا من وجهاء مدينة جبيل وقرية الحصين في فتوح كسروان(9).

كذلك لم يتكلّم المصنّف عن سماحة المفتي الجعفريّ الممتاز لبيروت وجبل لبنان العلاّمة السيّد حسين الحسينيّ{ وهو إبن مزرعة السيّاد. والذي كان دائم التردد على مدينة جبيل والنزول في ضيافة نسيبيه المرحوم فضيلة الشيخ أحمد حسين سليمان برق والمرحوم الحاج خليل برق. وكذلك لم يتكلّم عن زياراته لمسجد السلطان عبد المجيد وصلاته إماماً للمسلمين في هذا المسجد المبارك(10).

وكذلك لم يتكلّم عن فضيلة المرحوم الشيخ أحمد حسين سليمان برق والد الشاعر الشعبيّ الأستاذ إسماعيل برق والذي استوطن مدينة جبيل في عام 1932م. كمأذون شرعيّ من قبل المحكمة الشرعيّة الجعفريّة في بيروت وكإمام للمسلمين الشيعة في المدينة ولغاية وفاته عام 1961م. وبتأييد ومباركة من سماحة المفتي الجعفريّ الممتاز لبيروت وجبل لبنان العلاّمة السيّد حسين الحسينيّ(11).

وكذلك لم يتكلّم عن إبن مدينة جبيل البّار الحاج محمود جعفر المولى العضو البلدي في مجلس مدينة جبيل منذ عام 1951م. ولغاية وفاته في 20 آذار 1993م. والذي له دور كبير في عضويّة حزب الكتلة الوطنيّة اللبنانيّة وإفشاء روح الوحدة الوطنيّة بين الأهالي وفي مشروع المركز الإسلاميّ وجامع الإمام عليّ بن أبي طالب(ع)، التابع لجمعية المبرّات الخيريّة في المدينة. وفي تحريره لمبنى المحكمة الشرعيّة الجعفريّة في المدينة من المحتلين وترميم ذلك البناء وفرشه وتجهيزه وافتتاحه في عام 1992م.

وفي وضع ميثاق عنايا الشهير مع صديقه المحامي جان حوّاط في 21 أيلول عام 1975م. وقد طلب منه العميد ريمون إده الترشح لدورة إنتخابات عام 1972م. بإسم الكتلة الوطنيّة فاعتذر عن ذلك(12).

وكذلك لم يتكلّم عن إبن مدينة جبيل البّار الأستاذ أنيس محمد حيدر المولود في مدينة جبيل عام 1928م. وهو من مؤسسي المجلس الثقافيّ لبلاد جبيل وقد شغل منصب مسؤول تربويّ في مصلحة التعليم الخاص في وزارة التربيّة. ومن خلال صداقاته الكثيرة مع العائلات الجُبيليّة ومحبتهم له فقد ترشح للإنتخابات النيابيّة عن المقعد الشيعي في بلاد جبيل ضد معالي الوزير السيّد أحمد الحسينيّ في أوائل الستينيات من القرن الماضي وقد زاره المرحوم صبري بك حمادة وطلب منه العزوف عن الترشح مؤقتاً إحتراماً للسيّد أحمد الحسينيّ وتاريخه الوطنيّ. وبعد استشارته(رحمه الله تعالى) لعائلته آل حيدر أحمد وللأصدقاء وافق على طلب الرئيس حمادة(13).

وكذلك لم يتكلّم عن المرحوم الأستاذ عبد العزيز بك أبي حيدر رئيس الرابطة الثقافيّة في جبيل وأمين سر محافظة شمال لبنان والذي شغل منصب محافظ الشمال بالوكالة عدّة مرّات وعن أياديه البيضاء في إرساء الوحدة الوطنيّة والعيش المشترك في بلاد جبيل وشمال لبنان(14).

وكذلك لم يتكلّم عن المرحوم الرئيس القاضي أديب علاّم وصديقه العلاّمة الرئيس الشيخ حسن عوّاد وهما من مؤسسي لجنة المتابعة لبلاد جبيل في منزل الرئيس علاّم في عين الدلبة في 27 شباط 1976م. بموجب وثيقة وميثاق شرف موقعة من اثنين وعشرين شخصيّة مسيحيّة وإسلاميّة من أطياف المجتمع الجبيليّ للمحافظة على العيش المشترك والوحدة الوطنيّة في بلاد جبيل(15).

وقد صادق أهالي بلاد جبيل على تلك الوثيقة الكريمة وعلى منحهم الثقة للعلاّمة الشيخ حسن عوّاد وصحبه الكرام من أعضاءِ اللجنة الكريمة في اجتماع حسينيّة برج البراجنة.

وكذلك لم يتكلّم عن القاضي الرئيس وفيق سليم الحساميّ النائب العام في المحكمة العسكريّة في بيروت وهو من مواليد مدينة جبيل سنة 1926م. والمتوفى سنة 1990م(16).

كما لم يتكلّم عن القنصل السيّد حسين إبراهيم اللقيس الذي كان يمثل جمهوريّة البرازيل أيام الدولة العثمانيّة في متصرفيّة جبل لبنان وكان مركزه مدينة جبيل(17).

وكذلك لم يتكلّم عن رجل البرِّ والإحسان الحاج محمد خير داود بلوط والذي وفقه الله تعالى، لترميم وإصلاح جامع كفرزبونا ووقف عقار في حي مضاميط في مدينة بلاط لبناء مسجد وحسينيّة به. وغيرها من أعمال.

الملاحظة الرابعة: إهمال العلماء والرحالة الّذين زاروا مدينة جبيل

كما أنّ المصنّف لم يتكلّم أيضاً عن العلماء والرواة وأهل الحديث والفقه وأصحاب التصانيف الذين نبغوا من مدينة جبيل خلال أربعة عشر قرناً والّذين أَرّْخ لهم فضيلة الدكتور عمر عبد السلام تدمري في موسوعته عن علماء المسلمين في لبنان خلال أربعة عشر قرناً. كذلك لم يتكلّم عن الرحالة المسلمين وغير المسلمين من الّذين زاروا مدينة جبيل خلال تاريخها الطويل.

الملاحظة الخامسة: لم يتكلّم عن الصحافة والصحف والصحفييّن في مدينة جبيل

وأهمها كان صحيفة «لسان الحال» ومجلة «النديم» ومجلة «الروابط» ومجلة «إطلالة جُبيليّة» وغيرها من صحف ومجلات. كان لها الدور الكبير في الرأي العام الجُبيليّ.

الملاحظة السادسة: دار الإفتاء الجعفريّ ومتوسطة رسول المحبة(ص)، وغيرها من مؤسسات

كما أنّ الأستاذ اللقيس في الصفحة 121 من كتابه في حديثه عن المراكز الروحيّة في جبيل لم يذكر دار الإفتاء الجعفريّ في المدينة برئاسة المفتي الجعفريّ لبلاد جبيل وكسروان العلاّمة الشيخ عبد الأمير شمس الدين والواقعة في الطابق الثالث من بناء المحكمة الشرعيّة الجعفريّة في المدينة كما لم يتكلّم عن المؤسس لوظيفة مُفتٍ في بلاد جبيل وكسروان وهو الإمام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين{، وتعيينه لأوّل مُفتٍ في هذه البلاد وهو العلاّمة الشيخ حسن عوّاد في أوائل التسعينيات من القرن الماضي. كما لم يذكر جامع الإمام عليّ بن أبي طالب(ع)، التابع لجمعيّة المبرّات الخيريّة، كما لم يذكر في الصفحة الآنفة الذكر تحت عنوان قاعات للمحاضرات ومسارح. مشروع الحسينيّة الكبير والمركز الإسلاميّ في المدينة قرب المسجد الآنف الذكر التابعين لجمعيّة المبرّات الخيريّة والذي سوف يفتتح قبل نهاية هذا العام إن شاء الله تعالى.

كما لم يذكر متوسطة رسول المحبة(ص) في جبيل التابعة لجمعيّة المبرّات الخيريّة. في معرض حديثه عن التربيّة في جبيل في الصفحات: (103 ـ 104 ـ 105 ـ 106 ـ 107) وهذه المدرسة التي افتتحت في 20 تموز 2008م. للعام الدراسي 2008 ـ 2009م. تُعطي أجمل الثمار وأفضل الخريجين لبلاد جبيل وهي تعتمد أحدث الأساليب السمعيّة والبصريّة من وسائل تربويّة وعدد طلابها في أيامنا هذه قرابة 240 طالباً وطالبة، كما لم يتكلّم عن مديريها الأستاذ زهير الحيدريِّ ومن ثمَّ الأستاذ محمد سليم. كما لم يتكلّم عن التعليم الرسميّ في المدينة وتاريخه وعن المتوسطات الرسميّة وعن ثانويّة جبيل الرسميّة والتي كان من خِريجيها في الستينيات من القرن الماضي فخامة رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة العماد ميشال سليمان.

الملاحظة السابعة: ماذا عن العائلات الإسلاميّة في المدينة

تكلّم المصّنف حول العائلات السُنيّة في المدينة في الصفحة 75 فأحسن وأجاد ثُمّ تكلّم في الصفحة 76 عن العائلات الشيعيّة في المدينة بعد قيام الأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير بحصار المدينة وحرقها عام 1618م. وطرده لسكانها وخلوها من السكان عدا ابن الحساميّ الذي بقي ساكناً في المدينة وهو جدُّ عائلة آل الحساميّ السُنيّة التي نمت وتكاثرت في جبيل إلى أن حلّ فيها مشايخ آل حمادة وتملكوا سهلها وقسماً كبيراً من أملاكها التي أصبحت أكثريتها إلى أهل عمشيت الّذين ربطتهم بهم علاقات تجاريّة. فاشتروا منهم أراضي جبيل. ثُمّ تكلّم عن الشيخ جهجاه حمادة حاكم المدينة والحي المنسوب إليه فيها وعن العائلات الشيعيّة في المدينة والصواب هو ما يلي: أ ـ العائلات التي لها سجلات قيد في نفوس المدينة هي: آل بلوط وفروعهم آل المولى، آل مشرف، آل بو قاسم، آل عسّاف، آل خزعل.

وآل حيدر أحمد وفرعاهم: آل حيدر، وآل الحيدري.

وآل ناصر، وآل مرعي، وآل شقير، وآل الشوّاني، وآل الحلانيّ، وآل الحسينيّ.

ب ـ العائلات التي هي من سكان المدينة وأصحاب الأملاك والعقارات فيها ولكن سجلات نفوسهم في القرى وهم: آل حمادة، آل شمص، آل عوّاد، آل الغداف، آل كنعان، آل برق، آل زعرور، آل أبي حيدر، آل الحاج حسن، آل عمرو وغيرهم من العائلات.

وختاماً نتمنى لصديقنا الأديب الأستاذ اللقيس أن يأخذ بالملاحظات السبع الآنفة الذكر في الطبعة الثانيّة من كتابه إن شاء الله تعالى.

(رئيس التحرير)