العشائر والعائلات الإسلاميّة في متصرفيّة جبل لبنان آل الحسينيّ

العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

الحلقة الخامسة

بقلم السيّد محمد يوسف الموسوي

 

أ ـ مع التنوخيين أمراء الغرب وآل الحسينيّ:

مما في جعبتنا عن السادات وأسماء أعلامهم في جبل لبنان ما هو مدون مقروء عن إسم السيّد الشريف إبراهيم بن إسماعيل بن المحسن الحسينيّ العراقي(1) الذي إتصل بالأمير ناصر الدين الحسين بن سعد الدين خضر بن نجم الدين محمد أمير الغرب والذي بدوره كان مُغرماً بحيازة الكتب وهو الشاعر وله ديوان شعر فشغف بحيازة الكتب ونسخها من ذلك أغلب ديوان شعر المتنبيّ وهي نسخة من أقدم النسخ لهذا الشاعر ومن بين كتبه دواوين شعر وتواريخ(2)، فقصده النّاس ومدحه الشعراء. منهم الشريف إبراهيم بن إسماعيل الحسينيّ(3)، خمس له مقصورة أبي بكر بن دريد وجعل التخميس مديحاً في المذكور وفي والده(4)، سعد الدين وللشريف إبراهيم ديوان شعر في مدائحهما(5)، وصنّف أيضاً ـ أي الشريف إبراهيم ـ لناصر الدين كتاباً من أنزه الكتب وأحسنها فرجة أتى فيه بنوادر وملح ولطائف وكل معنى نفيس سماه رياض الجنان ورياضة الجنان(6). وكما أشرنا كان هذا الأمير شهيراً مولعاً بالعلوم واتصل به عدد من العلماء منهم أيضاً الشيخ بهاء الدين محمود خطيب بعلبك وشيخ البلاد الشاميّة في الخط المنسوب درجاً يحتوي على الأقلام السبعة كتبه على ورق حرير وجعله هدية إليه.

ومنهم محمد بن علي العزي شاعر السلف كان له كتابة منسوبة وشعر فائق قد عُدَّ أنّه من طبقة صفيِّ الدين الحلي(7).

وكان هذا الأمير التنوخي ممّن لعب دوراً في منابذة العداء لأهالي كسروان وجاهر في معاداتهم وشارك في حربهم، ففي أيام ناصر الدين هذا في أوائل مُحرّم سنة خمس وسبعمائة (1306م.) كان فتوح كسروان فقصد الجبل ومعه أقاربه وجمعه. فقتل منهم الأمير نجم الدين محمد وأخوه شهاب الدين أحمد ولدي الأمير جمال الدين حجي في نهاء الخميس خامس شهر محرم المذكور بقرية نيبيه(8) من كسروان وقتل معهم من أهل الغرب ثلاثة وعشرين نفراً. وكانت وقعة نبيه المذكورة وقعة رديئة لأنّ أهل كسروان تجمعوا وقاتلوا بها وكان هناك مغارة إجتمعوا فيها بعد القتال. وذكر أن عدد أهل كسروان بلغ أربعة آلاف راجل فهلك منهم بالسيف خلق كثير والذين سلموا منهم تفرقوا في جزين وبلادها وفي البقاع وبلاد بعلبك(9).

 

ومن الكتب التي صًنّفَتْ في أخبار جبل لبنان وهو البقعة الجغرافيّة الممتدة قبالة الساحل اللبنانيّ بتفصيل وشرح قليل نلمح إسم كتاب «سير المتصوفين المسلمين في جبل لبنان من القرن الأوّل إلى السابع الهجريّ ـ السابع إلى الرابع عشر الميلاديّ» تأليف يوحنا صادر دكتور في اللاهوت ـ دكتور في علم الآثار وتاريخ الفن(10). طبع دار صادر ـ بيروت.

ب ـ مع قرية حراجل الكسروانيّة:

وفي كتاب «تاريخ الملك الظاهر» تأليف عزالدين محمد بن علي بن إبراهيم بن شداد 684هـ / 1285م نلمح ونقرأ في تاريخ سنة اربع وسبعين وستمائة 674هـ إسم أحمد بن الشيخ الإمام الفقيه العالم جمال الدين عبد الله بن عبد الملك بن أبي أسامة الحلبي، الشيخ الإمام العالم الفاضل، مفيد الدين. توفي في مستهل جمادى الأولى بقرية حراجل من جبل لبنان، من أعمال بعلبك، ومولده في العاشر من شهر رمضان سنة سبع وثلاثين وستماية، كان علاّمة في علم الأصول وعلم المنطق والعلوم الحكميّة وتصّدر وصنّف. كان إشتغاله في علم الأصول على والده وفي علم المنطق على الشيخ شمس الدين خسر وشاهي العجمي والشيخ فخر الدين بن البديع البندهي، إشتغل في ذلك في شهور سنة خمس وخمسين وعمره إذ ذاك ثماني عشرة سنةM(11).

وفي مثل هذه الفترة يطالعنا العينطوريني(12) وهو يؤرخ في كتابه مختصر جبل لبنان عن قريب الفترة الزمنيّة التي تعرض وتطرق إليها إبن شداد بزيادة قليلة من العينطوريني يقول: والمتاولة إمتدوا إلى جرد البلاد ـ كسروان ـ مثل حراجل وميروبا وفاريا وما يليها.

ولعلّه هو المترجم في كتاب «الوافي بالوفيات»(13) حيث ترجم لأحد أعلام حراجل تحت رقم (752) «مفيد الدين الأحواضي الشيعي» محمد بن الجمال بن أبي صالح عبد الله بن أبي أسامة مفيد الدين الأحواضي رأس الشيعة الغلاة وقدوتهم، مات بقرية حراجل من جبل الجرد وقد قارب الأربعين سنة أربع وسبعين وست ماية، وكان كثير الفنون لكنّه أحكم المنطق والفلسفة.

ومن محاسن هذا البيت المعطاء أنّ أب هذا العالم كان انُيط به صفة شيخ الشيعة والمقتدى به عندهم، والمشار إليه في مذهبهم، هكذا نسب إلى صاحب كتاب «ذيل مرآة الزمان» الشيخ اليونيني قطب الدين موسى ت 726هـ. 1326م.. حسب ما أورده صاحب كتاب «جبل عامل ما بين الشهيدين» الشيخ جعفر المهاجر، وعند التتبع في طبعتين من الذيل هما منشورات المجمع الثقافي في أبو ظبي تحقيق د. حمزة عباس وطبعة دار الكتب العلميّة تحقيق كامل سلمان الجبوري. نعم ورد أسماء كثيرين باسماء فلان الحلبي الشيعي وسواه وكان المطرز ترجمته من علماء حراجل مرة أخرى المختص بهذه الترجمة حلبي الأصل حصراً وبالتالي فالتدليل على ترجمته... هو والده لم تكن متوفرة لكن من طيّات الترجمة نقتطف أنّه مشار إليه بصفة العلم بل وأعلم العلماء حسب منطوق العبارات التي أتت في نعته.

في هذه البيئة الجبليّة الكسروانيّة، إنخرطت أُسر وعائلات ذات طابع دينيّ أُفقياً وعامودياً تحمل في مغاليقها إرتباطات ثقافيّة ودينيّة عالية، أنتجت وأثمرت شخصيات سجلها لنا التاريخ بفعل ما تركته لنا من آثار وتأثيرات، فمن خلال الإطلاع على بعض المخطوطات ذات القيمة التاريخيّة العاليّة وهي تعليقة على احدى ذخائر كتب علم الأنساب للسادة الطالبيين وأخبرت لنا وكشفت لنا عن مدى ومستوى ما كانت قد بلغته تلك المنطقة الجغرافيّة المتراميّة الأطراف والضيقة مقارنة مع مثيلاتها من البلدان والأمصار والبقاع قد ضاقت بذخائر وكنوز المكتبات القيمة ذات المخطوطات القيمة التي ذهبت ضحيّة طغيان وغطرسة الجهل والتعصب المذهبيّ الضيّق لمجرد مخالفتها هوى السلطة وهوس السلطان فانبرى هؤلاء بالتماس فتوى من إبن تيميّة، الذي لم يتأخر في تلبية الطلب سيّما إذا علمنا أنّه كان ساعياً ومحرضاً لتلك السلطات المملوكيّة عبر صنع كتلة من المزاعم المغلوطة تمهيداً لشنِّ تلك الحرب الضروس التي كان من نتائجها طرد سكان المنطقة وحرق محاصيلها الزراعيّة وإستباحة الحرمات وهتك الأعراض وإهانة الكبير والصغير على حد سواء وعدم إستثناء أي مكون بشري من رجل أو امرأة، وهو أمر سبّب حالة من الإستياء تطورت إلى إنفجار الموقف وإنهياره بسبب دخول أطراف أخرى من البدو وجنود مصريين وفلسطينيين ومن دمشق.

ج ـ النسب الشريف لذراري السيّد زيد الشهيد(رض) في لبنان.

تحقيق نسب السادة آل الحسينيّ الأجلاء: أشرنا، وتوسعنا في ما مضى حول فروع عديدة من أعقاب وذراري سيّدنا زيد الشهيد (رضوان الله عليه)، والآن نفرد الحديث حول أحد الفروع الكريمة والشريفة من ذراريه ممّن أنجبت وتفرعت وأينع ثمار شجرتها المباركة بكريم وجليل ما أفاضت وأفاءت علينا من الظلال ولا شك ولا غرابة بمن إمتدت وتشبعت وتشعبت جذوره إمتداداً وإتصالاً بأصل الشجرة الطيبة الطاهرة النبويّة والعترة الفاطميّة والسلالة العلويّة والذريّة الحسينيّة المباركة أن تنتج من الفروع الطيبة الطاهرة العطاء الثرِّ الثمين وتتهاطل علينا سحائب البركات من هاطل غيثها فأزهرت وأبهرت وأبرزت للملأ صنعها الطيب الغزير وقد سعدت حظوظي برؤية الأديب الألمعي والمؤرخ والجغرافي الخبير عيسى إسكندر المعلوف وهو من هو الغني عن التعريف والتشهير في كتابه كما إختاره هو بقلمه الأخبار المرويّة عن الأسر الشرقيّة أو بإنتقاء سبطه من إبنته فواز طرابلسي محقق ومعلق الكتاب بإسم «تاريخ الأسر الشرقيّة» لبنان ـ البقاع، جزء السابع، ط. رياض الريس للكتب والنشر، ط. أولى، شهر كانون الثاني سنة 2009م. بإختياره وانتقائه إحدى مواد كتابه، غزارة وشرارة ضوء. بإبراز مشجرة السادة الأشراف آل الحسيني الكرام مع تمام النّص الوثائقي القديم المعتبر وحريٌّ بنا أن نقف على أسماء الأعلام الواضعين خطوطهم الشريفة المنيفة على بحر النسب الشريف إستشعاراً منهم إلى إنتساب أصحاب المشجرة إلى أصل الشجرة النبويّة والعترة الفاطميّة والسلالة العلويّة والذريّة الحسينيّة والفروع الزيديّة والقناديل الهاشميّة أسماء السادة العلماء المصادقين وبيان بعض أحوالهم.

قال المعلوف في ص 477، ج7 من تاريخه المذكور. مصادقات نسب السادة في المنيطرة وشمسطار وقفت عليه وعنه نقلت وعليه إعتمدت.

1ـ الحمد لله رب العالمين، وبعد فقد وقفت على هذا النسب الشريف المبارك فوجدته موافق للصواب من غير شكل ولا [أريث]- [ولا ريب] فقبلته وأرضيته وأجزته وارتضيته وأنا العبد الفقير كمال الدين بن محمد بن حمزة الحسينيّ نقيب الأشراف بدمشق الشام.

2ـ تصديق حمزة بن محمد الحسينيّ نقيب الأشراف بدمشق الشام.

قاله جامعه الفقير إلى عفو ربّه الغنيّ به محمد الموسويّ: أمّا الأوّل والثاني فكلاهما من أُسرة واحدة وأمّا الأوّل منهما فأقدم من الثاني والأوّل هو جد للثاني والأسرة هي السادة نقباء دمشق آل حمزة الحمزاوي ذريّة السيّد إسماعيل الأعرج إبن مولانا حضرة الإمام أبي عبد الله الصادقQ، وهذه الأسرة الكريمة لا تكاد تخلو مشجرة شريفة علوية النشوء من تصديقاتهم، فتصاديقهم هي اليوم تحلُّ محل تصديق الأمن العام على جواز سفر وصحته من الغش والتزوير وتالياً ليس لمشجر ليس عليه تصديقاتهم من الحظ شيئاً في التجول والإنتقال من بلد إلى آخر تماماً هو هكذا، ليس له من حظ الروح والسوح في بلدان العالم الإسلاميّ في العصور المملوكيّة والعثمانيّة إلاّ إذا مهرته تصديقاتهم وهو دليل صحة قويّة مُلازمة لثبوته وهؤلاء النقباء كانوا علماء نسّابين عارفين بما يكتبون وكان من حظ كاتب وجامع هذه السطور أنني ممن فاز أيضاً بوضع هؤلاء النقباء على مشجرة نسبي القديمة وسيكون لنا كلام وحديث عنها في وقتٍ لاحق.

وقد أثنى عليهم العلماء وأرباب التراجم ومدحهم الشعراء الأوّل منهما رأيته وضع ختمه وتصديقه على مشجرة شريفة لبيت يُعرف بآل شحادة الحريري، آل أمرهم إلى دمشق وكانوا سابقاً من سكان بعلبك ينتهي نسبهم مرتفعاً إلى السيّد جعفر الخواري إبن مولانا حضرة الإمام موسى الكاظمQ، والثاني وجدته مصدقاً على مشجرة السادة آل الموسوي في بلدة مقنة من بني عمنا ذراري السيّد الأمير يوسف الموسويّ الحائريّ الضرير في آخر عمره المتولد في كربلاء حائر الحسينQ، والمتوفى في بلدة قمهز في جبل كسروان وهناك مشجرات عديدة كتبت منذ عدّة قرون نرى على صحائفها تصديقات هؤلاء السادة النقباء واحتفظ في محفوظاتي بمجموعة مشجرات قديمة نديمة وجدت عليها أختامها وشهاداتهم..

3ـ الحمد لله تعالى وصلواته وسلامه على نبيه تتوالى. وبعد فقد وقفت على هذا النسب العظيم الشريف المنزه عن السقط والتحريف فرأيته مطابقاً للأصل المنيف المتصل بحضرة الإمام الجليل الأمين عليّ بن الحسين سيّد العابدين فأمضيته وأجريت فيه قلم القبول واثقاً بصحته مُعتمداً على ما حرفه الثقات العدول راجياً من الله سبحانه وتعالى أن يحشرني في زمرة آل بيت الرسول وأن يبلغني كل مأمول. وأنا العبد الفقير إبراهيم بن أبي الحسن بن علوان الحسينيّ نقيب السادة الهاشميّة بالديار البعليّة غفر له ولأسلافه. الختم.

4ـ تصديق محمد بن إبراهيم بن ابي الحسن العلواني الحسينيّ نقيب السادة الهاشميّة بالديار البعليّة بمدينة بعلبك وايالتها غفر له ولأسلافه . الختم.

5ـ تصديق أحمد بن محمد بن الحسن الحسينيّ وختمه.

6ـ نظر في هذا النسب السيّد محمد ابن السيّد حسن ابن السيّد محمد بن ترحير(ربما ترجم) [قلت ترجم هو الصحيح] ونظر فيه محمد ابن الحاج يوسف الموصلاني(بدون أختام).

7ـ علوان بن علي الحسينيّ الموسويّ الإبراهيميّ نقيب السادة الأشراف ببعلبك المحميّة. الختم.

8ـ تصديق أحمد بن محمد بن حسين بن العويط بدون أختام.

9ـ تصديق محمد بن العويط بلا ختم.

10ـ تصديق أحمد بن محمد بن (طانوس) كذا عبد الفقراء. بلا ختم

11ـ فخر الدين بن نور الدين العباسي ربما بلا ختم بل هو العباسي وانظر ترجمته في الهامش.

12ـ تصديق آخر بدون توقيع ولا ختم.

13ـ تصديق علي بن محمد بن أحمد بن خليل القري بحرم نبي الله نوحQ، بلا ختم. وهو في الكرك.

14ـ لما عرض علي هذا الكتاب وطلب مني قلم الصواب قبلته وأمضيته وأنا أضعف خدام الشريعة الشريفة محمد بن حسن القاضي بمدينة صفد عفا الله تعالى عنها. الختم.

15ـ لما عرض علي هذا النسب الشريف وجدته نصب فمي. حرره أفقر الورى السيّد تقي الدين نقيب الأشراف في صفد.

16ـ بخط أشبه بالثلث متوسط هو:(صلّى الله على مُحمّد وآله وصحبه وسلّم) هذا نسب أظهر من الشمس وأبني
[
وأبين] من أمسى [أمس] لا شك فيه ولا شب