نظرة إلى قريتي الحصون وبزيون

04/07/2014
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

قرى قضاء جبيل تمتاز بجمالها الطبيعي وبالوحدة الوطنيّة والعيش المشترك بين عائلاتها. وتعاونهم في السرّاء والضرّاء والإبتعاد عن الإحقاد الطائفيّة. غير أنَّ إِهمال الدولة لقراهم خلال عقود من السنين والوزارات المختصة جعل لكل قرية من هذه القرى ملّفاً خاصاً من القضايا التي تحتاج إلى النظر والإهتمام والرعاية ممن يهمه الأمر. وسوف نتكلم عن قضيتين في هذه العُجالة كمثال لسائر القضايا والمشاكل التي تواجهها قُرانا في هذه البلاد.

جبالات الباطون في بلدة الحصون

تقع بلدة الحصون في منطقة وادي علمات التاريخيّة في قضاء جبيل، تبعد عن العاصمة بيروت 45 كلم وعن مدينة جبيل قرابة 20 كلم، تصل إليها عن طريق حالات ـ فتري أو عن طريق بلاط ـ بشلّي. ترتفع عن سطح البحر 725م. مساحتها 512 هكتاراً من الأراضي الزراعيّة والحرجيّة. فيها مجلس بلدي حديث. كما تشهد نهضة عمرانيّة وصناعيّة جيدة. يشكو أهالي البلدة من وجود مجبل باطون PCC يملكه شقيق أحد نواب المنطقة. ويسبب الكثير من التلوث البيئي للبلدة. حيث لا دوام محدداً له ويعمل في أيام كثيرة ليلاً ونهاراً. كما أن سائقي الشاحنات «الجبالات» يعملون معه ليلاً ونهاراً ويسيرون في طريق عام البلدة بسرعة فائقة غير محترمين لقوانين السير وغير مراعين للسلامة العامّة في الطرقات الضيقة للبلدة. كما يقوم أصحاب تلك الشاحنات برمي فضلاتهم ومخلفات الباطون على الطرقات العامّة، ممّا يؤدي إلى تلوث الطرقات ويترك سُحباً من الغبار على البيوت والأشجار القريبة للطرق العامّة. بالإضافة إلى الأصوات العالية وضجيج السيارات والمولدات الكهربائيّة في المركز الرئيس لهذه الجبالات.

وعند مراجعة رئيس بلدية الحصون الجديد الأستاذ حسين محسن أبي حيدر أجاب: إنّ أهمَّ ما يواجه بلدة الحصون وبلديتها من مجبل الباطون، هو السرعة الزائدة التي يقوم بها سائقو الشاحنات بالإضافة إلى عدم التزامهم بالقوانين المرعيّة الإجراء، لقيامهم برمي مُخلّفات الباطون على الطرقات العامّة نتيجة الحمولة الزائدة أو نتيجة لسوء نظافة تلك الشاحنات قبل إنطلاقها من المركز الرئيس مما يسبب تلوث الطرقات العامّة ويترك سحابة من الغبار على البيوت والأشجار المحاذيّة للطريق لذلك نحتاج إلى توظيف شرطي للبلدية للحدِّ من هذه المخالفات القانونيّة، وسوف نجري مباراة لتوظيف شرطي قريباً إن شاء الله تعالى.

كما أنّ أصحاب الجبالات قد تجاوبوا مع طلب البلدية وشكاوى الأهالي المرفوعة بواسطة البلدية. واظهروا استعدادهم في إصلاح الطريق العامّة. ونحن نسعى إن شاء الله تعالى، لتركيب مرايا على الطرقات ولتركيب كاميرات في الأماكن العامّة لمراقبة سير الشاحنات وغيرها من قضايا تهمُّ المواطن.

مرملة تضع قرية بزيون تحت رحمة الغبار

 

تقع قرية بزيون قرب بلدة الحصون الآنفة الذكر. وقد سبق لمجلة «إطلالة جُبيليّة» أن قامت بتحقيق حول هذه القرية في عددها الخامس الصادر في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011م. في الصفحات: 54 و55 و56 و57. وخلاصة القول: إنَّ قرية بزيون جَنَّة غناء من غابات الأشجار المعمرة والغطاء الأخضر، يزيدها فصل الربيع جمالاً ورونقاً وبهاء غير أن وجود المرملة على مساحة أكثر من ستين ألف متر مربع جعل من ساكنيها تحت رحمة الغبار والاتربة وضجيج الجرافات والشاحنات. وقد وصلت معاول الجرافات في هذه المرملة إلى مساحات كبيرة منها إلى عمق عشرين متراً. كما أن اهتزازت التفجير والحفر في هذه المرملة تنذر بمخاطر داهمة على المنازل القريبة منها. والشيء الأخطر من هذا قيام مالكي المرملة بتوسعتها من جديد مما يشكل خطراً على عين المياه القريبة منها. هذه العين التي كانت مصدر الحياة لهذه القرية ومصدر خيال وإلهام للأدباء والشعراء في تاريخ هذه القرية. وقد حاول أهالي القرية ومختارها رفع عرائض إلى من يهمه الأمر طالبين إيقاف العمل في هذه المرامل التي إنتهى ترخيصها منذ عام 1995 ولكن لم يصادفوا آذاناً صاغية لهم لغاية تاريخه!!.