سُلْطانُ العَصْر

18/5/2017
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم الشاعر الدكتور الأستاذ عبَّاس فتوني([1])

فَغَرَ الزَّهرُ ثَغْرَهُ نَشوانا

يَنْثُرُ البِشْرَ مُفْعَمًا رَيْحانا

واكْتَسَتْ ساحَةُ الرَّجاءِ وُرُوداً

تَحْتَفي بالوَليدِ في شَعبانا

يا لَشَعْبانَ فِيهِ قِسْطٌ وعَدْلٌ

مِنْ مُحَيَّا المَهْدِيِّ شَعَّ وبانا

يا لَشَعْبانَ أَثْكَلَ الجَوْرَ مَرآ

هُ، وَطَيْفُ الصَّلاحِ أَحْيا رُؤَانا

ضَمَّ بَدرَيْنِ أَشْبَعا لَيلَةَ النِّصْـ

ـفِ ضِياءً، وأَشْعَلا الأَكْوانا

أَيمُنُ اللهِ ما تَوَلَّدَ بَدْرٌ

دُونَ مَهْدِيِّنا، ولا الكَوْنُ كانا

وُلِدَ النُّورُ يَوْمَ مَولِدِهِ، حَيْـ

ـثُ حَباهُ الرَّحْمَنُ قَدْرًا وَشانا

هَذِهِ سُرَّ مَنْ رَأَى، بُورِكَتْ خَيْـ

ـرَ مكانٍ، أَراهُ سَرَّ الزَّمانا

سَبِّحِي اللهَ يا ثُغُورَ البَرايا         

أَطْلِقِي الحَمْدَ، واشْكُرِي الرَّحْمانا

أَطْرِبي الأَرْضَ بِالصَّلاةِ، فَهَذا

حُجَّةُ اللهِ كالضُّحَى وافانا

آيةُ المَنِّ وهْوَ في المَهْدِ يَتْلُو

ها كَعِيسَى إِذْ رَتَّلَ الفُرْقانا

هُوَ سُلْطانُ عَصْرِنا، يَحْكُمُ العا

لَمَ عَدْلاً، أَعْظِمْ بِه سُلْطانا

صاحِبَ العَصْرِ كَمْ يَطُولُ انْتِظارٌ؟

أَنْتَ في غَمْرَةِ الأَسَى مُرْتَجانا

حَكَمَ اللهُ أَنْ تَكُونَ كَشَمْسٍ

خَلْفَ سُحْبٍ، نَهْواكَ آنًا فآنا

          [1] بمناسبة ذكرى مولد سلطان العصر والزمان المهديّ المُنتظر نجل الإمام الحسن العسكريّ (عليهما السّلام)، في سامراء في الخامس عشر من شهر شعبان سنة 255هـ. الموافق لعام 868م.