سُلْطانُ العَصْر
بقلم الشاعر الدكتور الأستاذ عبَّاس فتوني([1])
فَغَرَ الزَّهرُ ثَغْرَهُ نَشوانا |
يَنْثُرُ البِشْرَ مُفْعَمًا رَيْحانا |
واكْتَسَتْ ساحَةُ الرَّجاءِ وُرُوداً |
تَحْتَفي بالوَليدِ في شَعبانا |
يا لَشَعْبانَ فِيهِ قِسْطٌ وعَدْلٌ |
مِنْ مُحَيَّا المَهْدِيِّ شَعَّ وبانا |
يا لَشَعْبانَ أَثْكَلَ الجَوْرَ مَرآ |
هُ، وَطَيْفُ الصَّلاحِ أَحْيا رُؤَانا |
ضَمَّ بَدرَيْنِ أَشْبَعا لَيلَةَ النِّصْـ |
ـفِ ضِياءً، وأَشْعَلا الأَكْوانا |
أَيمُنُ اللهِ ما تَوَلَّدَ بَدْرٌ |
دُونَ مَهْدِيِّنا، ولا الكَوْنُ كانا |
وُلِدَ النُّورُ يَوْمَ مَولِدِهِ، حَيْـ |
ـثُ حَباهُ الرَّحْمَنُ قَدْرًا وَشانا |
هَذِهِ سُرَّ مَنْ رَأَى، بُورِكَتْ خَيْـ |
ـرَ مكانٍ، أَراهُ سَرَّ الزَّمانا |
سَبِّحِي اللهَ يا ثُغُورَ البَرايا |
أَطْلِقِي الحَمْدَ، واشْكُرِي الرَّحْمانا |
أَطْرِبي الأَرْضَ بِالصَّلاةِ، فَهَذا |
حُجَّةُ اللهِ كالضُّحَى وافانا |
آيةُ المَنِّ وهْوَ في المَهْدِ يَتْلُو |
ها كَعِيسَى إِذْ رَتَّلَ الفُرْقانا |
هُوَ سُلْطانُ عَصْرِنا، يَحْكُمُ العا |
لَمَ عَدْلاً، أَعْظِمْ بِه سُلْطانا |
صاحِبَ العَصْرِ كَمْ يَطُولُ انْتِظارٌ؟ |
أَنْتَ في غَمْرَةِ الأَسَى مُرْتَجانا |
حَكَمَ اللهُ أَنْ تَكُونَ كَشَمْسٍ |
خَلْفَ سُحْبٍ، نَهْواكَ آنًا فآنا |
[1] بمناسبة ذكرى مولد سلطان العصر والزمان المهديّ المُنتظر نجل الإمام الحسن العسكريّ (عليهما السّلام)، في سامراء في الخامس عشر من شهر شعبان سنة 255هـ. الموافق لعام 868م.