مولد النبي (ع)

09/04/2011
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

صلّوا معي من عمقِ الأكْبُدِ

إِلاّ لربٍّ واحدٍ لَمْ نَسْجُدِ

صلّوا لخالِقِ أرضنا وسمائِنا

صلّوا إلى العليِّ الأوحدِ

صلّوا فَيَسْمعَ رَبُّنا صلواتِنا

صلّوا لقرآنٍ نقيّ الموردِ

 للأرضِ للأفلاكِ صوتاً واحداً

اللهُ أكبرُ يا خلائقُ رَدّدي

في البدء كانت أرضُنا في عَيْشِها

والناسُ عاشوا في نَعِيمٍ مُسْعِدِ

لكنما الأطماعُ فيها مُذ بَدَتْ

بدأوا بعيشٍ مؤلمٍ وَتَنَكَدِ

مِنْ شَرّهِمْ مِنْ بُغْضِهِمْ من كُفْرِهِمْ

عاشوا جميعاً في جَحِيْمِ تَشَرّدِ

قد نكّلوا من بُغْضِهِمْ في بَعْضِهم

والكلُّ بينَ مُوَسْوِسٍ أو مُلحدٍ

والكونُ ضجَّ بسوئيهم وَقَبِيحِهِمْ

والأرضُ مرّتْ في زمانٍ أسودِ

كي لا تَظِلّ الأرضُ في مأساتها

والشّعْبُ يحيا في حياةِ تَجَدّدِ

بَعَثَ الإلهُ مُخَلّصاً من عِنْدِهِ

طِفلاً صغيراً في زَوايا المزْوَدِ

هذا المسيحُ  الحقُّ مُجّدَ إِسمُهُ

في دِيْنِهِ أبَدَ الزمانِ سأقتدي

من آمنوا في دينِ عِيْسى تابعوا

سَيْراً على ذاتِ الخُطى والمَقْصَدِ

نبذوا التَعَصّبَ بالأخُوّةِ آمنوا

ساروا على الدربِ الصحيحِ الجَيّدِ

أمّا الّذينَ تَنّكّروا لإلههِمْ

لَمْ يؤمنوا في ربّ كونٍ سَرمديّ

بعبادةِ الأصنامِ في أوثانِهِمْ

ظَلوا بعقلِ مشعوذٍ وَمُعَرْبِدِ

كَيْ لا يطولَ الشرّ من أوثانهم

كي يُهتدى مَنْ أمسُهُ لم يهتدِ

وُلِدَ النبيُّ مُحَمَدٌ في مكةٍ

يا مكةً في العزّ أنتِ تفرّدي

هَتَفَتْ شعوبُ الشرقِ من أعماقها

نِعْمَ الولادةُ نِعْمَ يَومُ المولِدِ

في يومِ مولِدِهِ نَبيّاً مُرشداً

يا أًمَّةَ الإسلامِ دَوْماً عيّدي

هذا هو الدينُ الذي بقناعةٍ

قد عَلَّمِ الإنسانَ حبَّ المعتدي

هذا هو الدينُ الذي في سَيْفِهِ

يقضي على أوثانِ دينٍ مُفْسِدِ

هذا هو الدينُ السماويّ الذي

أعْمَتْ مبادئُهُ عيونَ الحُسّدِ

هذا هو الدينُ الذي من أجلنا

أنوارُهُ سَطَعَتْ بأعلى الفَرْقَدِ

هذا هو الدينُ الموجّهُ شَعْبَنا

إلاّ لنشرِ رسالةٍ لَمْ يُوْجَدِ

دينُ التسامحِ والمَحَبّةِ والرضى

دينُ الأخُوّةِ في زمانٍ مُلْحِدِ

دينٌ على الإرشادِ ثَبّتَ رُكْنَهُ

يا حَبّذا دينُ النبيّ المْرشِدِ

يا أيها الناسُ الكرامُ جَمِيْعُكُمْ

في قَرْنِنا العشرينَ قرنِ السُؤْدُدِ

كي تُدْفَنَ الحربُ التي أوزارُهَا

من كلّ أقطارِ الدّنى لَمْ تُطْرَدِ

كي يُدْفَنَ الفَقْرُ الذي من جوعِهِ

ماتَ الكثيرُ وما لَهُمْ من مُسْنِدِ

كي يُدْفَنَ الظلمُ الذي من قَهْرِهِ

مُسْتَعْبِدٌ يقسو على المُسْتَعْبِدِ

كي يُدْفَنَ الحِقْدُ المميتُ لِقَلْبِنا

كي تفهموا يا ناسُ غايةَ مَقْصَدي

كي تكسبوا طُهْرَ السماءِ وَعَطْفَها

صلّوا على دينِ النبيِّ مُحمّدِ

الأستاذ بشارة السبعلي