مَشّـان

14/7/2011
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم الدكتور عبد الحافظ مشرف شمص

مشّان. أنشودة الأناشيد هي.. نغمة الحساسين المغرّدة.. بسمة الصُّرود الهائمة والسُهوب السَّاجدة أمام هيكل ومذبح عروسَيْ النّهر المقدّس حيث عرش جمال عشتروت التي سحرت أَنام الزّمان في حِضْنِ الزّمان، وعرش أدونيس المعطر بالسّحر والعنفوان.. ملتقى الأُخوّة ومجمع الأوفياء، شمص ـ سُعيّد، حيث الجيرة والغيرة والحسّ الوطني الموّحد، في أرض الآباءِ والأجدادِ، والأحفادِ.. منها المروءات وحَمَلة الرّايات مُوحّدة الغايات ومؤنسة  الجماعات...

مشّان، أيّتها العزيزة الغاليّة، كم نحن بحاجة للتعبُّد في صومعتك التي منحها الله آيات الوحدة والإيمان حيث النّواقيس على أرضك المقدّسة، والجبال والوهاد والنهر العظيم المقدّس، تُجاور المآذن الرَّحمانيّة الرّبانيّة وتُعلي إسم الإله الواحد الذي بارك أرضك وجبالك وسماءك.. كم نحن بحاجة إلى وعي أبنائك وإلى جهودهم في سبيل إرساء دعائم المحبّة والوئام والإيمان بالوطن الواحد الموحّد؟ وكم نحن بحاجة إلى ترسيخ تلك الدّعائم والنهوض بما يوحي بدوام المحبّة ويشدّ أواصر الإلفة التي تُوائم بين البشر في أي زمان ومكان...

مشّان، أُمنية المحبين المخلصين التي نأملُ أن تتحقق وأن تتوحد جهود أبنائك جميعاً، وأخصُّ بالذكر أهلنا آل شمص الّذين لم تتوحّد كنيتهم بعد رغم ضرورة التّوحيد.. فالعرقيّة والجُبيّة هي السَّائدة!! فهل يجوز أن ينسى المرء كنيته كإبن عائلة معروفة وينتسب في هوّيته لغيرها، ليُعرف في ما بعد بكنية جدّه؟؟؟ هناك أكثر من عشرة أَجباب، أذكر منها.. حمزة، حمّود، قاسم، فيّاض، أحمد، عقيل، حسين، الحاج، ضاهر، مشرف الخ... من هنا وإنطلاقاً من مبدأ التلاقي والإلفة العائليّة والأُسريّة، يمكن أن ندعو إلى العودة إلى الجذور إلى الجَدّ، الذي هو ناصيف ومن ثُمّ لُقِبَ بـ شمص، لقوّته وجبروته... ولا يجب أن ننسى جبّ دندش وناصر الدين وعلّوه وعلاء الدين وكركبا الخ... هذه الأجباب أخذت هويّاتها منحى آخر، بحيث يقولون أن أصلنا من آل شمص... وفي مُقبل الأيام سيكون لكلّ جبّ في مشّان وفرحت وفرات وزبدين وفتري ويحشوش وكفرسالا وغيرها من القرى عائلة مستقلة.. وهذا يُسبّب ضرراً فادحاً يُصيب جميع أفراد العائلة التي تعتبر أكبر العائلات اللبنانيّة إلى جانب إخوتنا آل زعيتر الكرام.

إنّنا نكرّر رجاءنا، ولنا كبير الأمل بأنَّ أهلنا في مشّان وفي غيرها، إعادة النظر في هذه القضيّة المهمّة وإجراء المقتضى القانوني لأجل إعادة تسجيل إسم العائلة الشمصيّة في سجلاتهم بدوائر النفوس كما في بقيّة الدَّوائر، كالشهادات والافادات وسندات التمليك وغير ذلك رحمةً بأبنائنا وأحفادنا وبمستقبلهم، والمحافظة على وحدتهم وقرابتهم وعلى حقّهم في الإنتساب إلى العائلة الأُمّ، وإن شاء الله، لن يُخيّبوا رجاءنا.