ماذا عن الصوم وفوائده؟

3/11/2011
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم الشيخ رضا أحمد

قال الله تعالى:

}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ{

سورة البقرة، آية: 183.

 

لقد شرّع الإسلام هذه العبادة المقدسة في شهر رمضان المبارك وأوجب على المسلمين أداءها كما أوجبها على الأمم السابقة من قبلنا كما قال سبحانه وتعالى، في الآية المباركة الآنفة الذكر.

ففريضة الصوم تعتبر أحد أركان الإسلام الخمسة وهو ضرورة من ضروريات الدين يُعد منكرها(مع الالتفات) خارجاً عن زمرة المسلمين. لا بُدّ من الإشارة أيضاً إلى أن كل الملتزمين دينياً في كل ديانة قد إعتمدوا الصيام كوسيلة لتعزيز الصحة الجسديّة والعقليّة والروحيّة ومنها الديانة الإسلاميّة.

يقول بعض الأطباء أنّ الصيام هو الطريقة الأسرع لتنظيف الجسم.

وهذا ما يؤكده مدير عيادة الطب الطبيعيّ في شمال بورتلاند الدكتور المعالج بالطرق الطبيعيّة ستيفن بايلي «Steven Baily» عندما يقول: الصيام يريح الجسد من الجهد الذي تتطلبه عملية الهضم كما أنّه يسرع عملية تحلل الخلايا الدهنيّة ما يسمح للجسد بالتخلص من القذارة المتراكمة وتوليد خلايا جديدة (2).

فما معنى الصوم: لغة: الإمساك والكف والترك فمن أمسك عن شيء وكفَّ عنه فقد صام.

وفي إصطلاح الفقهاء: هو العزم أو توطين النفس على عدم تناول المفطر في وقت معين بشرائط معينة.

علّة الصوم: في صحيح هشام بن الحكم أنّه سأل أبا عبد الله الصادقQ، عن الصيام فقالQ:«إنما فرض الله تعالى، الصيام ليستوي به الغني والفقير وذلك أنّ الغنيَّ لم يكن ليجد مسّ الجوع فيرحم الفقير لأنّ الغنيَّ كلما أراد شيئاً قدر عليه فأراد الله عزّ وجل أن يساوي بين خلقه وأن يذيق الغني من الجوع والألم ليرقَّ على الضعيف ويرحم الجائع» (3).

 

وعن الإمام الرضاQ، أنّه قال:» علة الصوم لعرفان مسِّ الجوع والعطش ليكون العبد ذليلاً على شدائد الآخرة. مع ما فيه الإنكسار له عن الشهوات واعظاً له في العاجل دليلاً على الأجل ليعلم شدة مبلغ ذلك من أهل الفقر والمسكنة في الدنيا والآخرة» (4).

ـ عظمة الصوم: نجد الباريّ عزّ وجل إسمه قد عظمَّ هذه العبادة عندما نسبها إلى نفسه كما ورد في الحديث القدسيّ عن رسول اللهP:» أنّ الصوم لي وأنا أُجزي به» (5).

الصوم من أبرز مظاهر الطاعة والخضوع لله تعالى وأظهر معالم التسليم والعبوديّة له سبحانه وتعالى، فالصائم يعبر عن خضوعه لأمر الله واستجابته لإرادته وترك شهوات النفس ورغباتها... والحديث الشريف وضّح هذه الحقيقة بقوله:» الصائم في عبادة وإن كان على فراشه ما لم يغتب مسلماً (6).

فوئد الصوم:» الصوم جُنّة من النّار وصبر ومجاهدة للنفس وإصلاح لها. يذيب الحرام من الجسد.

ـ يُقرّب من الله تعالى.

ـ يهوّن الله تعالى على الصائم سكرات الموت.

ـ الصوم أمان من الجوع والعطش يوم القيامة.

ـ يطعم الله تعالى الصائم من طيبات الجنّة.

هذه هي بعض فوائد الصوم الأخرويّة فما هي فوائده الدنيويّة:

الصيام يحرر الجسد من مهمته المضنية يومياً من خلال معالجته دفق الأطعمة اللامتناهي ما يسمح له بمعالجة الخلايا وتجديدها.

إنّ منع الجسم من الأكل لوقت محدد يمنحه الفرصة لتفكيك الدهون يقول د. فوهرمان: إنّ عملية التحلل الذاتي أو الهضم الذاتي لا تتم إلا خلال الصيام ما يسمح بالحفاظ على الأنسجة الحيويّة بدلاً من تفكيكها (7).

ـ يخفف من إجهاد القلب

ـ يخفف ضغط الدم المرتفع فيصبح أنقى خلال الصيام

ـ الصيام علاج للأمراض الجلديّة كحب الشباب والأكزيما كما يعتقد بذلك أنصار الصيام.

نصائح لصحة أفضل في شهر رمضان المبارك:

. الإكثار من أكل الخضار

. تجنُّب المعجنات والسكريات

. الإبتعاد عن المشروبات الغازيّة والأطعمة المُعلبة

. إستبدال مُنتجات اللبن بألبان قليلة الدسم

. التركيز على اللحوم البيضاء مثل الدجاج والسمك وعلى أكل الفواكه الطازجة وخصوصاً التفاح والبرتقال.

 

وتقبل الله أعمالكم

 

بناء على طلب بعض المؤمنين من إمام بلدة راشكيده ـ قضاء البترون، فضيلة الشيخ رضا أحمد عن الصوم وفوائده كتب لهذه المجلة، المقالة التاليّة.

الدليل إلى الطب البديل، مجلة شهريّة تعنى بالطب الطبيعيّ. بيروت السنة الأولى ـ العدد 8، تشرين الثاني 2008م، ص:14.

وسائل الشيعة، الحر العامليّ، ج10، ص:7.

الحر العامليّ، وسائل الشيعة، ج4، ص:3.

فروع الكافي، ج4، ص:83.

المصدر السابق، ج4، ص:19.

الدليل إلى الطب البديل. مجلة شهريّة تعنى بالطب الطبيعيّ. بيروت السنة الأولى ـ العدد 8، تشرين الثاني 2008م، ص:14.