أضواء في كلمات

3/11/2011
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم الأديب الدكتور عبد الحافظ شمص

الإلفة

يتآلف النّاس على الوفاء، فيصبحون أصدقاء ورفاق درب ومسيرة، يؤمنون بنفس القيم والمبادئ الموّحدة التي تجعلهم قوّة فاعلة.. وفي حال تباينت تلك القيم وتخلخلت مقوّماتها وَجَمَحتْ معاييرها، تَفَّرق الرّفاق والإخوان وَتَباعَد الوفاء وتبعثرت الجهود وخسرت القضيّة، أي قضيّة، أَهمّ عناصر بقائها ودوامها...

القوة والمنعة

القوّة والمنعة والمسامحة، أَهمّ مكوّنات الحياة مَنْ تَمتّع بأصالتها، حفظ نفسه ووطنه من كلّ نازلة.. فهي التي تحدّد ماهيّة الرّجال ومواقفهم في جميع مراحل حياتهم، والتي تجعل المجتمع قويّاً ومنيعاً. لا يتأثرّ بأيّ عاصفة مهما كانت شديدة.. فالقوّة التي ينعم بها الله على عباده. إنّما هي عنوان حياة وّأّمل ورجاء، تُرسّخ مبادئ الحق ومعاني  الحبّ في كلّ القلوب، وتنهض بالمجتمع، بإضافة السّجايا الحميدة النّابعة من أصالةٍ راسخةٍ ووفاء وإخلاص لمن هم أقرب إلى بعضهم بعضاً من حبل الوريد، يحلمون بوطن عظيم يجمعهم ويوّحد صفوفهم وَيُقوّي جهودهم من أجل الإنتصار على كلّ ما يُفرّق أو يُهدّد...

المعرفة

التَّوْق إلى المعرفة، طَوَفانٌ لمّاح، بأَخيلةٍ وتشابيه تتناسل في مسالك الحياة كمصابيح مُدلاّة، تتفرّع بالنّبض المتوتّر الأصيل من غير ضنك أو ملل، تحقيقاً لدهشة الوصول إلى تلك المعرفة التي هي حاجة كيان، والتي تبني سماك شخصيّة الفرد في جميع الأمكنة والأزمنة وتبرزه في بيئته ومجتمعه، وتُدخله إلى القلوب.

 

الذات والحركة

وعندما يفكّر الإنسان ويدرس واقعه بشكل صحيح، يحمله حُسّن تفكرُّه إلى مطارح الوعي من غير أن تتنازعه الغِيَر والأهواء ويكون قد حقّق ما يمكن تحقيقه لذاته الإنسانيّة أوّلاً، ولغيره من روّاد الحركة المتواصلة والمتشابكة سنابلُها بمضامين تقدّميّة متأصّلة بأَخيلة الدَّاعين إلى معرفة ما يدور في فلك الحياة اليوميّة لأيّ مجتمع من المجتمعات الحضاريّة وبذلك تكتمل دورة الحياة بأسبابها وَمُسبّباتها تحقيقاً للغاية المتوخّاة.

الإرادة

الّذين يحترمون إرادة الإنسان التي هي من صُنْع الله وحده، سبحانه وتعالى، يعيشون حالة مُرْضية.. ولا يكلّفهم هذا الإحترام سوى مروءةٍ ذهنيّةٍ متوقّدة تصل ما انقطع وَتُقَرّب بين الأخ وأخيه والصّديق وصديقه، وبين الأهل وأبنائهم.. وهؤلاء لا يعرفون ولا يشعرون بالغربة عن وطنهم وعن مجتمعهم لأنّهم في قلوب الجميع يؤمنون بإنسانيّة الإنسان وبحقّه في الحياة الحرّة والكريمة.

الفكر والكتابة

بداية، واحتراماً لنهج الكتابة والفكر، لا بُدَّ من الإشارة إلى عناوين ثلاثة..

ـ الكلمة تبقى ملكك أَيها القارئ اللبيب قبل أن تَتفوّهَ بها أو تُدونّها.. وتُصبح للآخرين وفي متناول الجميع بعد نشرها...

الإنسان ليس كاملاً ولا أفكاره مُقدّسة، وإنّما، وبشكل عام، يتعيّن عليه أن يعمل ما بوسعه، لتحقيق هدف مهمّ، وهو الوصول إلى الكمال...

يبقى أن الحياة ومواقفها وتوّجهاتها وسلوكها.. كلّها وجهات نظر في شتىّ المجالات، لا أكثر...

قضايا المجتمع

وعند البحث في قضايا المجتمع، لا بُدّ من الإشارة إلى ارتباطه الوثيق بحركيّة المجتمعات الأخرى وتطوّرها وتغيّراتها المستمرّة في إطار التغيير الإجتماعي وحتميّته وديناميكيّة الجماعات المفترض أن تقوم بالخدمة  العامّة لتحقيق الأهداف الموضوعيّة.

وطالما أننّا في صدد إيصال فكرة ولو موجزة، فلن نغوص كثيراً في المفاهيم والنّظريّات الإجتماعيّة والفلسفيّة والتطوّرات الحاصلة في العالم، إنّما سنكتفي بِقَدْرِ ما تفرض الموضوعيّة بحثه في قضايا مجتمعنا اللبناني العظيم والتي تُوجب على كلّ فردٍ من أفراد المجتمع أن ينسى نفسه وينظر إلى ما يصلح، ويفيد هذا المجتمع بكلّ فئاته.