المشاكل التي تعترض تعليم مادة التاريخ

3/11/2011
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

 

إعداد: الأستاذ منيف موسى الشوّاني

إنّ المشاكل التي تعترض تعليم مادة التاريخ في الصف كثيرة، ويمكن عرضها بإيجاز في النقاط التاليّة:

 

1 ـ البرامج:

ـ عدم وجود إتفاق على الغاية من تعليم التاريخ بشكل واضح، ودور المادة في اعداد الإنسان والمواطن، أي إنسان وأي مواطن نريد.

ـ تعارض الإنفتاح على الحقائق السياسيّة والإقتصاديّة والحضاريّة.

ـ عدم الأخذ بعين الإعتبار الواقع اللبنانيّ.

ـ لا يفسح المجال بتكوين شخصيّة التلميذ، ويفرض عليه السلبيّة بتلقي المعلومات وحفظها، ولا يعوّده على الملاحظة والتفكير والبحث والفهم والإستنتاج.

ـ لا يراعي عمر التلميذ وحاجته حسب مراحل التعليم.

لا يأخذ بعين الإعتبار العلاقة والتعاون مع المواد الأخرى مثل: الأدب والفلسفة والتربيّة والجغرافيا، وعدم التنسيق بين مواد الإجتماعيات.

ـ عدم المرونة ليمكن تطويره حسب الحاجة.

ـ لا ينسجم مع إهتمامات الطالب اليوميّة، ولا يحسن الربط بين الماضي والحاضر.

2ـ الكتاب:

ـ عدم التقيّد بالشروط التربويّة والتعليميّة من حيث:

مستوى التلاميذ، والنص الواضح والصحيح، وإحترام الحقيقة التاريخيّة، وتأمين وسائل الإيضاح الكافيّة من مستندات وخرائط ورسوم، ومن حيث الإخراج اللائق والسعر المعقول.

ـ لا يدرّس التاريخ اللبنانيّ حقاً كل جوانبه وفي كل مناطقه.

ـ لا يركّز على الدراسة العلميّة من حيث العودة إلى المصادر التاريخيّة  ونقدها واستنتاج الحقيقة.

ـ لا يعتمد الأسلوب العلمي في البحث عن المعلومات وفي عرضها.

3ـ المعلم:

عدم تأهيل واعداد المعلم علمياً وتربوياً ووطنياً واجتماعياً، للقيام بالمهمة الصعبة والدقيقة قياماً حسناً، خاصة في مرحلة التعليم الأساسي.

ـ اعتماد الطريقة التلقينيّة والماجستراليّة في التعليم.

ـ عدم وجود تنسيق بين معلمي المدرسة الواحدة، ولا مع معلمي المدارس الأخرى.

4ـ الوضع الإداريّ:

ـ لا يوجد اتصال جدي بين المركز التربوي للبحوث والمدارس. كذلك والمدرسين بشكل خاص لأخذ رأيهم حول واقع التعليم ومتطلباته، وعدم وجود تعليمات مباشرة وغير مباشرة.

5ـ الإرشاد التربويّ:

ـ عدم وجود إرشاد تربويّ لمراقبة العمل، وإعطاء الإرشادات والتوجيهات بل يوجد مراقبة بوليسيّة من التفتيش.

6ـ وسائل الإيضاح:

ـ عدم توفر وسائل الإيضاح اللازمة في المدرسة من: خرائط واطلس تاريخي، ورسوم تاريخيّة، وآلات عرض الصور، والـﭭيديو، والآنترنت، والآلات السمعيّة البصريّة، والمستندات، والمكتبة التاريخيّة، والمجلات العلميّة التي تعالج مواضيع تاريخيّة.

7 ـ الحصص والوقت والامتحانات:

ـ قلة عدد حصص التاريخ الاسبوعيّة(ساعة واحدة) بحيث لا يمكن إنهاء البرنامج والقيام بالنشاطات اللاصفيّة وإجراء إمتحانات تقييميّة للتلميذ.

ـ إعتماد طريقة التخفيف أو الحذف بشكل بيروقراطي أدى إلى بعد شاسع بين من يقرّر وبين الواقع التربويّ التعليميّ.

ـ تثقيل العلامة القليل نسبياً، حيث ينعكس ذلك على إهمال التلميذ لمادة التاريخ.

ـ إعتماد الأسئلة في الإمتحانات على طريقة الحفظ، وليس على التحليل والملاحظة والتطبيق العملي والنقد.

أمام هذه المشاكل الكبيرة التي تعترض تعليم مادة التاريخ، وعدم نيّة السلطة السياسيّة بحلِّها لما تعانيه من تخبّط وعدم توافق، كذلك عدم الجديّة بإيجاد كتاب موحّد للتاريخ، فإنّ المدارس تخرّج تلاميذ ذوي اتجاهات غير وطنيّة تساهم بزيادة التحريض والإنقسام بين أبناء الوطن الواحد.

إنما المسؤوليّة تقع على عاتق الفئات المثقفة والواعيّة، والمسلحة بالفكر العلميّ من أجل لعب الدور الفعال الذي يؤدي إلى قناعات تربويّة صحيحة وسليمة على مستوى المجتمع بأكمله.