من كلمات أمير المؤمنين في نهج البلاغة

3/11/2011
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

في نهج البلاغة

الكلمة رقم: 73: وقال(ع): «مَنْ نَصَبَ نَفْسَهُ لِلنَّاسِ إِماماً فَليَبْدَأْ بِتَعْلِيمِ نَفْسِهِ قَبْلَ تَعْلِيمِ غَيْرِهِ، وَلِيَكُنْ تَأْدِيبُهُ بِسِيرَتِهِ قَبْلَ تَاْدِيبِهِ بِلِسَانِهِ، وَمُعَلِّمُ نَفْسِهِ وَمُؤدِّبُهَا، أَحَقُّ بِالإِجْلاَلِ مِنْ مُعَلِّمِ النَّاسِ وَمُؤَدِّبِهِمْ».

يُنبّْهُ أمير المؤمنين(ع)، النّاس إلى أن نزعة حُبِّ القيادة والرئاسة والزعامة موجودةٌ عند كثير من النّاس كشيء فطري. طالباً(ع)، من النّاس أن يختاروا لقيادتهم وزعامتهم الإنسان الصادق مع نفسه ومع ربِّه ومع النّاس. وصدقه المطلوب يكون بتهذيبه لنفسه وتعليمه لها على حُبِّ مكارم الأخلاق وفعلها حتى تكون سيرته بين أتباعه مطابقةً للمثل العليا للأخلاق قبل أقواله، إذ أنّ المأمومين ينظرون إلى أعمال الإمام قبل أقواله.

وكلامه(ع) للمسلمين يطابق ما جاء في القرآن الكريم من توبيخ الله تعالى لأحبار اليهود الّذين كانوا يأمرون النّاس بالبرِّ والخير ولا يطبقون ذلك على أنفسهم.

قال الله تعالى: }أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ{ سورة البقرة، آية: 44.

الكلمة رقم 81: وقال(ع): قِيمَةُ كُلِّ امْرِئٍ مَا يُحْسِنُهُ.

وبهذه الكلمة الموجزة المختصرة حدّد(ع)، ميزان التفاضل بين النّاس وبين الشعوب على أُسس الكفاءَة والخبرة وتقديم الأعلم وصاحب اليد البيضاء على غيره. ضارباً بالموازين العنصريّة والقبليّة والقوميّة عرض الجدار.

من كلمات أمير المؤمنين

الإمام عليّ بن ابي طالب (ع)

وفي أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الواحد والعشرين نرى أنّ ميزان التفاضل والإحترام عند كثير من الشعوب الأوروبيّة والأمريكيّة هو الخبرة والكفاءة والأعلميّة بينما نرى أن معظم شعوبنا الإسلاميّة لا زالت موازينها جاهليّة لا تحترم الخبرة والكفاءة والأعلميّة والسيرة الحسنة أبداً بل تحترم الطائفة أو الحزب أو القبيلة. وهذا ما نلمسه عند معظم اللبنانيين بجميع طوائفهم ومذاهبهم.

الكلمة رقم 111، وقال(ع): «لاَ يُقِيمُ أَمْرَ اللهِ سُبْحَانَهُ إِلاَّ مَنْ لاَ يُصَانِعُ وَلاَ يُضَارعُ، ولاَ يَتَّبِعُ الْمًطَامِعَ».

وفي هذه الكلمة الموجزة يبيّنُ فيها (ع)، شروط الإمام والقاضي وكل مسؤول يتاح له أن يتولى أمراً من أمور المسلمين وأهمها: العدالة والخبرة والإستقامة في الحقِّ والصدق مع نفسه ومع النّاس وتقوى الله تعالى في السرِّ والعلن حيث لا تأخذه في إقامة حدود الله تعالى لومة لائم أي لا يصانع ويداهن أصحاب النفوذ أو المال ولا يتشبه بأهل الباطل في سلوكه أي لا يضارعهم ولا يتبع الهوى ويميل مع هواه إرضاءً للشيطان...