يا أجمل الأوطان
بقلم بشارة السبعلي
يا موطني يا أجملَ الأوطانِ
|
ثبَّتُ فيكَ حقيقةَ الإيمانِ
|
ونظمتُ حُسنَكَ في الفصيحِ قصائداً
|
هاكَ المديحَ يطوفُ في الأوزانِ
|
عشنا بأرضِكَ أنفةً وكرامةَ
|
وتمتَّعتْ بجمالِكَ العينانِ
|
والقلبُ يخفُقُ عزَّةً محبّةً
|
كدنا نموتُ لشدة الخفقانِ
|
فلقدْ تعلَّقْنا بحبِّكَ دائماً
|
كتعلُّقِ الأرواحِ في الأبدانِ
|
مرَّتْ سنينٌ قاسياتٌ مُرُّها
|
ما كانَ ذاكَ المرُّ في الحِسبانِ
|
ها قد تخطَّيْتَ المصاعبَ كلَّها
|
ودفَنْتَ كلَّ مسبِّبِ الأحزانِ
|
يا موطني أنتَ الجمالُ بعينهِ
|
كم منظرٍ بربوعِكَ استهواني
|
السحرُ فيكَ مرتلُ ألحانهُ
|
يا ما أحيلى السحرَ في الألحانِ
|
وحدائقٌ كمْ قد تفيضُ بخيرها
|
وهدوءُ جوٍّ أسفلُ “الوديان”
|
وتلالُكَ الخضراءُ كمْ أحببتُها
|
أبداً ستبقى مسرَحَ الغزلانِ
|
جزءٌ من الإبداعِ نحن أموطني
|
وخلودُنا جزءٌ من الأزمانِ
|
ولقد هَتَفْتُ أموطني بقاعةٍ
|
في حبٍّ أرضِكَ إنني مُتفانِ
|
ذهبٌ شواطئُكَ الجميلةُ كلُّها
|
يا دقَّةَ الإبداعِ في الشطآنِ
|
فينيقيا منها الحضارةَ وزَّعتْ
|
للشرقِ للإغريقَ للرومانِ
|
يا سهلُ فيكَ مواسمٌ دفَّاقَةٌ
|
من دُونها ما حيلةُ السكانِ
|
يا أيُّها الجبلُ الأشمُّ ويا منىً
|
في الكونِ مجدُكَ ما لَهُ من ثانِ
|
يا أرزةً فوقَ الجبالِ تمرَّدَتْ
|
يحميكَ بطشُ رجالنا الشجعانِ
|
بيروتُ يا أمَّ المباهجِ والهنا
|
قد ذُقتِ في التدميرِ شرَّ هوانِ
|
غدكِ المنيرُ تبسَّمَتْ طلاَّتُهُ
|
فاستبشري بإعادةِ العمرانِ
|
يا أهلنا بجنوبنا لا تيأسوا
|
ثوروا على التهجير والطغيانِ
|
حتى تحرَّرَ أرضُنا بدمائكم
|
إياكُمُ أن ترضخوا للجاني
|
يومُ المعاركِ لا مَحَالَةَ قادمٌ
|
إذ ما تعطَّلَ مدفَعُ الميدانِ
|
سِلّوا من الأغصانِ نصلَ سيوفكم
|
أو حاربوا بحجارةِ الصوَّانِ
|
أبناءَ لبنانَ العزيزِ جميعَكُمْ
|
بِوفَاقِنا علَّقتُ كلَّ رِهاني
|
سيروا بإخلاصٍ وضَحّوا دائماً
|
كي نبنيَ الأخلاق في الإنسانِ
|
أملي بكمْ أن تصنعوا من جَهْدِكم
|
شهداً كذاكَ الشهدِ في القُفرانِ
|
أملي بكمْ أن تُسهموا بمحبَّةٍ
|
ببناء هذا الموطنِ الفتَّانِ
|
والدينُ نعمةُ ربنا وسمائِهِ
|
والطائفيّةُ سوءَةُ الشيطانِ
|
أديانُنا ببلادِنا إنْ وُحِّدَتْ
|
فخرُ البلادِ بوحدةِ الأديانِ
|
فالدينُ للهِ العلي وأرضُنا
|
لجميعنا ذي الأرضُ يا إخواني
|
فليبْقَ بيرقُنا عزيزاً شامخاً
|
وليبقَ عيشُ العزِّ في لبنانِ.
|