يا أجمل الأوطان

16/2/2012
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

 

 

 

بقلم بشارة السبعلي

 

 

يا موطني يا أجملَ الأوطانِ

 

ثبَّتُ فيكَ حقيقةَ الإيمانِ

 

ونظمتُ حُسنَكَ في الفصيحِ قصائداً

 

هاكَ المديحَ يطوفُ في الأوزانِ

 

عشنا بأرضِكَ أنفةً وكرامةَ

 

وتمتَّعتْ بجمالِكَ العينانِ

 

والقلبُ يخفُقُ عزَّةً محبّةً

 

كدنا نموتُ لشدة الخفقانِ

 

فلقدْ تعلَّقْنا بحبِّكَ دائماً

 

كتعلُّقِ الأرواحِ في الأبدانِ

 

مرَّتْ سنينٌ قاسياتٌ مُرُّها

 

ما كانَ ذاكَ المرُّ في الحِسبانِ

 

ها قد تخطَّيْتَ المصاعبَ كلَّها

 

ودفَنْتَ كلَّ مسبِّبِ الأحزانِ

 

يا موطني أنتَ الجمالُ بعينهِ

 

كم منظرٍ بربوعِكَ استهواني

 

السحرُ فيكَ مرتلُ ألحانهُ

 

يا ما أحيلى السحرَ في الألحانِ

 

وحدائقٌ كمْ قد تفيضُ بخيرها

 

وهدوءُ جوٍّ أسفلُ “الوديان”

 

وتلالُكَ الخضراءُ كمْ أحببتُها

 

أبداً ستبقى مسرَحَ الغزلانِ

 

جزءٌ من الإبداعِ نحن أموطني

 

وخلودُنا جزءٌ من الأزمانِ

 

ولقد هَتَفْتُ أموطني بقاعةٍ

 

في حبٍّ أرضِكَ إنني مُتفانِ

 

ذهبٌ شواطئُكَ الجميلةُ كلُّها

 

يا دقَّةَ الإبداعِ في الشطآنِ

 

فينيقيا منها الحضارةَ وزَّعتْ

 

للشرقِ للإغريقَ للرومانِ

 

يا سهلُ فيكَ مواسمٌ دفَّاقَةٌ

 

من دُونها ما حيلةُ السكانِ

 

يا أيُّها الجبلُ الأشمُّ ويا منىً

 

في الكونِ مجدُكَ ما لَهُ من ثانِ

 

يا أرزةً فوقَ الجبالِ تمرَّدَتْ

 

يحميكَ بطشُ رجالنا الشجعانِ

 

بيروتُ يا أمَّ المباهجِ والهنا

 

قد ذُقتِ في التدميرِ شرَّ هوانِ

 

غدكِ المنيرُ تبسَّمَتْ طلاَّتُهُ

 

فاستبشري بإعادةِ العمرانِ

 

يا أهلنا بجنوبنا لا تيأسوا

 

ثوروا على التهجير والطغيانِ

 

حتى تحرَّرَ أرضُنا بدمائكم

 

إياكُمُ أن ترضخوا للجاني

 

يومُ المعاركِ لا مَحَالَةَ قادمٌ

 

إذ ما تعطَّلَ مدفَعُ الميدانِ

 

سِلّوا من الأغصانِ نصلَ سيوفكم

 

أو حاربوا بحجارةِ الصوَّانِ

 

أبناءَ لبنانَ العزيزِ جميعَكُمْ

 

بِوفَاقِنا علَّقتُ كلَّ رِهاني

 

سيروا بإخلاصٍ وضَحّوا دائماً

 

كي نبنيَ الأخلاق في الإنسانِ

 

أملي بكمْ أن تصنعوا من جَهْدِكم

 

شهداً كذاكَ الشهدِ في القُفرانِ

 

أملي بكمْ أن تُسهموا بمحبَّةٍ

 

ببناء هذا الموطنِ الفتَّانِ

 

والدينُ نعمةُ ربنا وسمائِهِ

 

والطائفيّةُ سوءَةُ الشيطانِ

 

أديانُنا ببلادِنا إنْ وُحِّدَتْ

 

فخرُ البلادِ بوحدةِ الأديانِ

 

فالدينُ للهِ العلي وأرضُنا

 

لجميعنا ذي الأرضُ يا إخواني

 

فليبْقَ بيرقُنا عزيزاً شامخاً

 

وليبقَ عيشُ العزِّ في لبنانِ.