الضاحيّة الجنوبيّة وبلاد جبيل ودّعت الشيخ حيدر عوّاد

08/01/2011
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

عصر يوم الأحد في الثالث من شهر تشرين أوّل عام 2010م، الموافق 24 شوّال 1431هـ، ودّعت الضاحيّة الجنوبيّة وبلاد جبيل بحزن شديد الراحل الكبير الشيخ حيدر إبراهيم عوّاد إلى مثواه الأخير حيث وريَّ الثرى في باحة جامع الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين(عليهما السّلام)، الغبيري، إلى جوار والديه وأشقائه الكرام: المرحوم الحاج علي، والدكتور جعفر، والحاج حسن(رحمهم الله تعالى).

أ ـ من هو الشيخ حيدر عوّاد

هو: فضيلة الشيخ حيدر إبن الحاج إبراهيم بن دندش من آل عوّاد من بلدة علمات في قضاء جبيل.

مواليد الغبيريّ عام 1939م، درس وتعلّم في مدارس جمعيّة المقاصد الخيريّة الإسلاميّة في منطقة الحرش وأكمل بها المراحل الإبتدائيّة والمتوسطة، ونتيجة لرغبته في الدراسة الدينيّة فقد توجه للدراسة في النجف الأشرف في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، وبتشجيع ومساعدة من المرحوم والده.

وقد تتلمذ ودرس لمرحلتي المقدمات والسطوح في النجف الأشرف على كبار الأساتذة من اللبنانيين والعراقيين، وذلك لمدة خمس سنوات.

ونتيجة للظروف الأمنيّة في أيام عبد الكريم قاسم والتحديات التي واجهتها النجف الأشرف، والإمام السيّد محسن الطباطبائيّ الحكيم(قده)، من الحزب الشيوعيّ العراقي وغير ذلك من قضايا فقد ترك الشيخ حيدر الدراسة في النجف الأشرف وعاد إلى وطنه لبنان ليتزوج وليعمل في تجارة قطع السيارات في الغبيريّ، وذلك في أوائل الستينيات من القرن الماضي.

ب ـ وقد وفقه الله تعالى، في الغبيريّ وخلال خمسين عاماً لإنجاز أمور كثيرة كان من أهمها:

1)       تشجيعه للمرحوم والده، وللمرحوم خاله الحاج مُحمّد جعفر عوّاد، ولإرحامه من آل عوّاد للقيام بصدقات جاريّة كثيرة كان منها مسجد الإمام زين العابدين(ع)، في الغبيريّ مع تخصيص أرض مُرفقة به لبناء حسينيّة عليها تكملة لهذا المشروع.

2)       ترميم وإعادة تأهيل مسجد ساحة الغبيريّ القديم المعروف بمسجد الإمام المهديِّ(عليه السّلام)، مع بناءه طابقين صغيرين مرفقين له كقاعتين للتدريس والمحاضرات، كما كان للمرحوم الشيخ حيدر الفضل في رفع أوّل آذان في هذا المسجد فيه الشهادة الثالثة بالولاية لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السّلام)، بتشجيع وأمر من آية الله الشيخ حسين معتوق(قده).

3)       المساهمة في كثير من أعمال البرِّ والإحسان في بلدته علمات، وتشجيعه لشقيقته الحاجة أم حسين على بناء مسجد لبلدته علمات قرب المركز الصحيّ الإجتماعيّ، والحسينيّة، وقلم المحكمة الشرعيّة في البلدة.

4)       تعاونه مع الإمام السيّد موسى الصدر في تأسيس المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى، وفي تأسيس حركة أمل، وغيرها من أعمال.

5)       التعاون مع الإمام السيّد موسى الصدر، ومع الإمام الشيخ مُحمّد مهديّ شمس الدين(قده)، ومع آية الله الشيخ عبد الأمير قبلان في تأسيس روضة الشهيدين، ومجمع الإمام الشيخ شمس الدين الثقافيّ، ومجمع الإمام السيّد موسى الصدر الثقافيّ.

6)       التعاون مع المرحوم والده في تقديم عقار، وبناء منزل عليه للمُقدس آية الله الشيخ حسين معتوق(قده)، كإمام لمدينة الغبيريّ.

7)       التعاون مع المرحوم والده في بناء غُرفتين في المدرسة العامليّة اللبنانيّة في النجف الأشرف، وفي بناء منزل في النجف الأشرف ووقفه لطلبة العلوم الدينيّة، حسب التفصيل المرعي الإجراء في هذه الوقفيّة الكريمة.

ج ـ إنجازات أخرى:

وللمرحوم الشيخ حيدر عوّاد إنجازات أخرى كثيرة أهمها ما يلي:

1)       إقامة الشعائر الحسينيّة في مسجد الإمام زين العابدين(ع)، وإحياءُ المناسبات الدينيّة به، وَحُبُّه للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتشجيعه للتبليغ الدينيّ.

2)       وقوفه الدائم إلى جانب كبار علماء المسلمين الشيعة في بيروت والضاحيّة في صراعهم الفكريّ مع بعض التيارات المناقضة للإسلام وللتشيع، ولعروبة لبنان، ووقوفه إلى جانب المقاومة في كفاحها ضد العدو الإسرائيليّ (2).

3)       كان منزله في الغبيري دار ضيافة لبعض العلماء والخطباء والشعراء العراقيين الذين كانوا يقصدونه لقضاء حوائجهم من المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى أو لغرض تحصيل الإقامة على الأراضي اللبنانيّة. وقد أدركت في ضيافته الشاعر العراقي الكبير المرحوم الشيخ عبد المنعم الفرطوسي وولده فضيلة الشيخ حسين.

4)       إحياءه للسُنّة في محافظته الدائمة على الصلاة والنوافل والأوراد والأدعيّة، وفي رفعه للآذان بصوته الجميل والرخيم، وَحُبُّه لمكارم الأخلاق ومحافظته عليها.

وفي الختام لا يسعنا إلاّ التوجه إلى الله تعالى بالدعاء أن يرحم الفقيد الكبير برحمته وأن يحشره مع مُحمّد وآل مُحمّد وَحُسن أولئك رفيقاً، وأن يُلهم أشقاءه الحاج عادل، والحاج وجيه، والدكتور محمود، والحاجة أم حسين، وولديه الحاج مُحمّد والأستاذ علي، وبناته وأصهرته، وابن عمه سماحة رئيس المحكمة الشرعيّة الجعفريّة العليا المدير العام العلاّمة الشيخ حسن عوّاد، وآل عوّاد الكرام، الصبر وَحُسن العزاء، آمين.

(رئيس التحرير)