الرّدُ على من كذّب بالأحاديث الصحيحة الواردة في المهديّ

11/10/2012
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

لفضيلة الشيخ عبد المحسن بن حمد آل العبّاد المدّرس بالجامعة الإسلاميّة في المدينة المنوّرة

 

هذا الكتاب صنّفه فضيلة الشيخ عبد المحسن بن حمد آل العبّاد  للرد على كتاب صَنَّفهُ رئيس المحاكم الشرعيّة في دولة قطر الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود تحت عنوان: «لا مهديّ ينتظر بعد الرسول خير البشر» في عام 1400هـ، الموافق لعام 1980م.(1)

حيث ردّ على المغالطات والشبهات والأخطاء التي وقع بها الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود في كتابه الآنف الذكر من خلال أربعين نقطة.

قال في رده على النقطة الأولى:»سمى الشيخ ابن محمود رسالته « لا مهديّ ينتظر بعد الرسول خير البشر» وقال في ص 14: يا معشر العلماء والمتعلمين والنّاس أجمعين إنّه يجب علينا بأن يكون تعليمنا واعتقادنا قائماً على أن لا مهديّ بعد رسول اللهP، كما لا نبي بعده ـ وقال في ص 29: والحق الذي نعتقده وندعو النّاس إلى العلم به والعمل بموجبه هو أنّه لا مهديّ بعد رسول اللهP كما لا نبي بعده.

أقول:

أولاً: هذه التسمية وهي قوله: «لا مهديّ يُنتظر بعد الرسول خير البشر» فيها إطلاق يدخل فيه إنكار خروج المهديّ في آخر الزمان، ويفهم من جملة «بعد الرسول خير البشر» إنكار نزول عيسى Q في آخر الزمان، ولو كانت هذه العبارات فيها تقييد لا يفهم إحتمال إنكار نزول عيسى Q لكان بعض الشرِّ أهونُ من بعض. ثُمّ إنّ الرسالة لم تشتمل على التصريح بنزول عيسىQ إلاّ ضمن كلام أهل السُنّة الّذين أُلفت الرسالة للإنكار عليهم، بل اشتملت في ص 51 ـ على إيراد حديث فيه نزول عيسى عليه الصلاة والسلام وقتله الدجال وصلاته خلف المهديّ قال فيه الشيخ ابن محمود نقلاً عن الشيخ علي القاري في كتابه الموضوعات الكبيرة: إنّه موضوع مع أنّ الشيخ على القاري لم يقل فيه أنّه موضوع، بل قال عنه في كتابه المذكور إنّه ثابت عن رسول اللهP، كما سيأتي نقل كلامه بلفظه في رقم 22.

ثانياً: هذه الدعوة إلى إنكار خروج المهديّ في آخر الزمان دعوة إلى إنكار ما صحَّ عن رسول اللهP، من الأحاديث في ذلك، ودعوة إلى سلوك مسلك يخالف ما درج عليه العلماء من أهل السُنّة مثل البيهقيّ والعقيليّ والخطابيّ والقاضي عياض والقرطبيّ والذهبيّ وابن تيمية وابن القيم وابن كثير وغيرهم.

وقال في النقطة الثانيّة:[« قال في ص 2: إنَّ فكرة المهديّ ليست في أصلها من عقائد أهل السُنّة القدماء فلم يقع لها ذكر بين الصحابة في القرن الأوّل ولا بين التابعين»] إنتهى.

والجواب أنّ الأحاديث الكثيرة الثابتة عن رسول اللهP، في خروج المهديّ في آخر الزمان قد تلقاها عنه الصحابة (رضي الله عنهم) وتلقاها عنهم التابعون، فكيف يقال إنّه لم يكن لذلك ذكر بين الصحابة في القرن الأوّل ولا بين التابعين، وقد قال الشوكانيّ في كتابه التوضيح في تواتر ما جاء في المهديّ والدجال والمسيح كما في كتاب الإذاعة لصديق حسن خان: والأحاديث الواردة في المهديّ التي أمكن الوقوف عليها منها خمسون حديثاً فيها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر وهي متواترة بلا شك ولا شُبهة بل يصدق وصف المتواتر على ما هو دونها في جميع الإصطلاحات المحررة في الأصول، وأمّا الآثار عن الصحابة المصرّحة بالمهديّ فهي كثيرة جداً لها حكم الرفع إذ لا مجال للإجتهاد في مثل ذلك».

 

وقد جاء ردّه عليه ضمن هذا الكتاب الذي أخرجته مطابع الرشيد في المدينة المنوّرة عام 1402هـ. الموافق لعام 1982م. وكان قد نشره على حلقتين في مجلة «الجامعة الإسلاميّة بالمدينة المنوّرة» في العدد: 45، الصادر في شهر رجب 1400هـ، وفي العدد: 46، الصادر في شهر مُحرم 1401هـ، وممّا جاء في كلامه:[« وقد اقترح عليَّ عدد من المشايخ طباعة هذا البحث وفي مقدّمتهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لادارات البحوث العلميّة والإفتاء والدعوة والإرشاد وسماحة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد رئيس المجلس الأعلى للقضاء اللذان حثّاني على ذلك وسألاني مراراً عمّا تمَّ حيال طباعته.

وهذا هو البحث مع إضافات يسيرة في بعض المواضع وأسأل الله عزّ وجل أن يوفقني لخدمة السُنّة النبويّة والذبَّ عنها وعن نقلتها كما أسأله تعالى أن يوفق الجميع للفقه في دينه وتعظيم شريعته واتباعها  واتهام العقول أمامها إنّه سميع مجيب.