مجلة - إطلالة جبيليّة- مستقلة

18/1/2013
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

منذ ما يقارب العامين، إنطلقت مجلة (اطلالة جبيليّة )، في ظروف مرت وتمر بها أُمتنا الإسلامية، قد تكون استثنائية ومفصلية في تاريخ الصراع القائم منذ أمد بعيد بين الحقِّ والباطل.

وكان همنا وبتوجيهات سماحة الدكتور القاضي الشيخ يوسف محمد عمرو، تجديد الوعي بمورثات الدين وقضاياه وفي أساسها القيم الأخلاقية.

كما كان همنا من خلال اصدار المجلة، خلق اداة فكرية اعلامية قادرة على ملء الفراغ الذي يكتنف ساحتنا، لا سيما منها المناطق الجبيلية والكسروانية، التي تختزن في باطنها ماضياً وحاضراً ومستقبلاً لشخصيات جاهدت وناضلت من أجل الحفاظ على صيغة العيش المشترك، والتي ما زالت حتى يومنا هذا أنموذجاً يُحتذى به في تجسيد الوحدة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد .

ولكي نحقق هذه الأهداف، كانت توجيهات صاحب إمتياز المجلة القاضي عمرو إنتهاج منهاج متميز قادر على تلبية الإحتياجات الفكرية والثقافية والإجتماعية والتربوية والإنمائية، دون أن نغفل أهمية السعي الى التغيير والتطوير، حسب مقتضيات المرحلة ومتطلباتها، فَشَرَعْنَا بالتركيز على تاريخ البلدات الجبيلية والكسروانية، بالإضافة الى إلقاء الضوء على بعض الشخصيات الإسلامية والمسيحية التي لعبت دوراً مُهماً في تأكيد وحدة الصف الوطني بين جميع اللبنانيين .

ولعل التزامنا بالثوابت الإسلامية، وانطلاقاً من القيم الحضارية التي انبثقت من تعاليم نبيّ الرحمة والأخلاق محمدP، ومن مدرسة أهل البيت(ع)، كان هو العامل الرئيسي الذي لفت الأنظار الى مجلة (إطلالة جبيليّة)، فضلاً عن اللغة الشفافة التي اتّسمت بها موادُّها وموضوعاتها، حيث لاقت استحسان القارىء، لا سيما أنها اصبحت مصدراً مُهّماً لتاريخ بلدات وشخصيات جبيلية وكسروانية.

ولا أخفيكم القول أَنَّ مشروع المجلة كان حلماً تحول الى واقع مجسد وأمنية خرجت من عالم الأُمنيات الى عالم الواقع، بعيداً عن الرؤى الايديولوجية التي تظن نفسها انها تمتلك الحقيقة والوعي دون غيرها، والفضل بذلك يعود لصاحبها القاضي عمرو، الذي فتح أبواب مجلته لكل أبناء قضاءي جبيل وكسروان.

اذن مجلة (إطلالة جبيلية) مجلة فكرية اسلامية دينية اجتماعية مُستقلة، وأن ابرز دوافع صدورها تتمثل في قناعة صاحبها وهيئة التحرير فيها، أن الفكر يحتاج الى مزيد من المنابر الفكرية الراقية التي تصنع مِساحة حُرّة للكتابة الجادة الموضوعية، البعيدة كل البعد عن التجريح والإبتذال والإسفاف، والتي تسهم في ترسيخ الوعي الفكري لدى القارىء، والتي تعيد الأمل الى المسار الحضاري لهذه الأمة المسكونة باليأس والإحباط، والتي تسهم أيضاً في إزالة العوائق التي تكبل الفكر وتعطل الإجتهاد.

إنّ مجلة (أطلالة جبيلية) سعت منذ صدورها ولا زالت تواصل سعيها الى صناعة مناخ أخلاقي وفكري إيجابي، بعيداً عن السلبية، لأنها مؤمنة أن ثقافة النهوض والتجديد يقتضيان رؤى ايجابية، لا يجدي فيها النقد العدمي والسوداوية المدمرة.

انطلاقاً من هنا فقد رسمت المجلة استراتيجيتها من خلال إشاعة ثقافة التعايش والحوار بين الأديان والمذاهب والثقافات، وبلورة الخطاب الإيجابي المستنير لتنشأ أجيال تمتلك وعياً تنتفي فيه الإزدواجية بين الثقافة التقليدية والحديثة، وبلورة رؤى اسلامية أخلاقية وحضارية سمحة تتعمق في وجدانها أن الوطن للجميع، بعيداًُ عن دوامات جدل السياسة وصراع المصالح، وما يخلفه ذلك الصراع من ضياع للوقت والمال، والفرص لبناء مجتمعات متقدمة تختفي منها المظاهر السلبية كالأُمية والبطالة والفقر والإسفاف الأخلاقي وغيرها من العلل والآفات.

وختاماً لا نملك إلاّ أَن نُسجّل الشكر لكل من ساهم ودعم وساند مجلتنا، داعين الله أن يوفقنا في استكمال هذه المسيرة ببركة خالق السماوات والأرض والنبيِّ مُحمّد والسيّد المسيح وجميع الأنبياء والأوصياء والصديقين والشهداء(عليهم أفضل الصلاة والسّلام). وكفى بربِّك هادياً ونصيراً.

عضو هيئة التحرير:

محمد علي رضى عمرو