كاردينالٌ آخر من لبنان...

18/1/2013
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم المحامي الأستاذ رشاد المولى

انه الرابع من لبنان، بتاريخ 25-11-2012 تسلّم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي السامي الاحترام الشارات الكاردينالية باحتفال أقيم في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان.

حضر الاحتفال رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وممثل عن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وزير الاعلام وليد الداعوق بالاضافة الى 1500 لبناني من لبنان ودول الانتشار.

ترأس البابا بنديكتوس السادس عشر إحتفال تنصيب البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي كاردينالاً مع خمسة كرادلة آخرين حيث أُعطي البطريرك الراعي رتبة أسقف وهي أعلى رتبة بين الكرادلة الستة وكان الاحتفال قد بدأ بتلاوة صلاة ليتورجية ثم قرأ البابا مرسوم تنصيب كرادلة جدد بعدها الليتورجيا ثم العظة البابوية فاعلان الايمان وحلف اليمين.

بعد ذلك تقدَّم كل كاردينال بمفرده من البابا وجثا أمامه على ركبتيه ليلبسه القبعة الارجوانية ويمنحه لقب الكردينالية وكرسيه الجديد في روما وقد وضع الحبر الاعظم القبعة على رأس الكرادلة كلاً على حدة.

انه الرابع بعد الكرادلة المعوشي وخريش وصفير والثاني يصل الى سدة البطريركية بعد صفير حيث كان مطراناً لأبرشية جبيل.

شعاره ظلَّ دائماً «شركة ومحبة».

مؤمن بالشراكة بين جميع الاديان والمحبة ويجب أن لا يكون هناك أية عوائق أمام التواصل بين جميع اللبنانيين.

وكان غبطته يتمنى دائماً أن تحصل الانتخابات في موعدها وألا يكون أي عائق لكي يمارس اللبناني ديمقراطيته التي هو فريق فيها بكل ما للكلمة من معنى.

وان الرتبة الجديدة ما هي الاّ رسالة أخرى متجددة من قبل قداسة البابا على اهمية الكنيسة المارونية ودورها في لبنان وما تقوم به لتحقيق التقارب بين جميع اللبنانيين.

انه الأستاذ محاضر في مادة الحقِّ القانوني في جامعة القديس يوسف على مدى عشر سنوات من العام 1978 الى العام 1987.

أستاذ محاضر في مادة الحقِّ القانوني في كلية الحقوق في جامعة الكسليك من العام 1992 الى العام 2000.

منحه رئيس جمهورية ايطاليا في العام 1994 وسام الاستحقاق الوطني برتبة كومندور وفي العام 2007 منحه رئيس الجمهورية اللبنانية وسام الارز الوطني برتبة كومندور كما له العديد من المؤلفات أهمها سلسلة التنشئة المسيحية من أربعة اجزاء الى منشورات الزواج تعليم واجتهاد قضائي في العام 2007.

سقفه الكنيسة المارونية، مستمع ومحاور جيد ورجل اعلام ضليع، يتحلى بالشجاعة الادبية، واسع الافق والثقافة خاصة الثقافة المسيحية المشرقية والتراث الماروني، يوازن بين العلاقات والعمل الميداني، ميال الى التعامل مع عامة المؤمنين وتوسيع القاعدة الكنسية اكثر منه الى التعامل مع القياديين.

علاقته مع العلمانيين دقيقة جداً فهي يجب ان تنطلق من عقيدته الكنسية التي يعتنقها، ميال الى التطوير المؤسساتي ومواكبة العصر وانما تحت إدارة الكنيسة.

إنَّه البطريرك السابع والسبعون من مواليد حملايا قضاء المتن عام 1940 تولى البطريرك الراعي رئاسة تحرير القسم العربي في اذاعة الفاتيكان من العام 1967 الى العام 1975.

تولى منصب رئيس مدرسة دير سيدة اللويزة في بعبدا في العام 1975 بعد عودته الى لبنان.

عُين مرشداً روحياً لراهبات الزيارة في ذوق مكايل من العام 1976 حتى العام 1986 اضافة الى تعيينه قاضياً في المحكمة الروحية الابتدائية المارونية.

عُين في العام 1982 رئيساً للمحكمة الاستئنافية المارونية وفي العام 1983 عضواً في الزيارة الرسولية للراهبات المريميات المارونيات.تدرج في مناصب عدة.

وفي العام 1992 عينه البابا يوحنا بولس الثاني مُنسقاً عاماً لسينودس الاساقفة الكاثوليك الخاص بلبنان وقد استمر في مهامه حتى العام 1995. كما شهد العام 1992 انتخابه من قبل سينودس الكنيسة المارونية لعضوية اللجنة القانونية والمحكمة الخاصة بالسينودس وظل في هذا المنصب حتى انتخابه بطريركاً.

أصبح الراعي عام 2003 أمين سر السينودس الخاص بالكنيسة المارونية وفي عام 2004 مشرفاً على عمل المحاكم الروحية للأسقفيات ومنسقاً عاماً في لجان حماية العائلة الكاثوليكية في الشرق الأوسط.

في العام 2010 عينه البابا بنديكتوس السادس عشر عضواً في اللجنة الحبرية لشؤون الاتصالات الاجتماعية.

في العام 2011 جمع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي السامي الاحترام الأقطاب المسيحيين في بكركي وكان الاجتماع فاتحة اجتماعات اخرى جمعت النواب الموارنة في مجلس النواب اللبناني. تمحورت اللقاءات حول المصالحة بين الأقطاب الموارنة والتباحث في قانون الانتخابات الأصلح للانتخابات النيابية المزمع اجراؤها عام 2013 والعمل على تذليل الخلافات بين مختلف الفرقاء السياسيين في لبنان حيث انبثق عن الاجتماع لجنة فرعية للتشاور والتنسيق الدائم، وأكدَّ المجتمعون على أهمية الوحدة الوطنية وتجنيب لبنان أي حرب أهلية جديدة وأن الحوار هو السبيل الوحيد في حلّ مشكلة السلاح. كما انعقدت في بكركي قمَة روحية بين مُختلف رؤساء الطوائف اللبنانية.

دعا من فرنسا في العام 2011 الحكومة الفرنسية والمجتمع الدولي الى إعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة لنزع الذريعة من حزب الله للاحتفاظ بالسلاح.

ومن تصريحاته انه يتخوف في حال وصل الى حكم سوريا جماعات متطرفة أن يؤدي ذلك الى تهجير مسيحيي سوريا اضافة الى الانعكاسات السلبية على مسيحيي لبنان مستشهداً بأن العراق يمثل مثالاً ناصعاً عما حدث.

غير ان البطريرك اوضح في هذا الخصوص انه يؤيد الاصلاح ويدعو الحكومة السورية للقيام به مسرعة، كما دعا الى نبذ العنف الممارس في البلاد وصرَّح أنّه مع الاصلاح في العالم العربي على كل المستويات وبما فيها سوريا وأنّه ليس مع العنف من أية جهة أتى وانه ليس مع اي نظام ضد أي نظام ولا يدعم أي نظام.

وقال البطريرك ان أبرز مخاوفنا من ثلاثة امور هي الانتقال من الانظمة القائمة التي تتصف بالديكتاتورية الى أنظمة متشددة وثانياً فان الخوف هو من الاختيار بين السيئ والاسوأ كما نخشى ان نصل الى حرب اهلية لأن مجتمعاتنا مؤلفة من طوائف ومذاهب ولا يمكن أن ننسى احتمالات التقسيم الى دويلات مذهبية ضحيتها المسيحيون.