من كلمات أمير المؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب(ع)

18/1/2013
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

من كلمات أمير المؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب(ع)

في نهج البلاغة

وَقَالَ(ع): أَلاَ وَإِنَّ مِنَ الْبَلاَءِ الْفَاقَةَ. وَأَشَدُّ مِنَ الْفَاقَةِ مَرَضُ البَدَنِ. وَأَشَدُّ مِنْ مَرَضِ الْبَدَنِ مَرَضُ الْقَلْبِ. أَلاَ وإِنَّ مِنَ النِّعَمِ سَعَةَ الْمَالِ، وَأَفْضَلُ مِنْ سَعَةِ الْمَالِ صِحَّةُّ الْبَدَنِ، وَأَفْضَلُ مِنْ صِحَّةِ الْبَدَنِ تَقْوَى الْقَلْبِ.(1)

أمير المؤمنين(ع)، يشير بذلك إلى أن الفقر عند الفرد أو الجماعة هو بلاءٌ ومصيبة يجب أن يُحارب بالتعلم والعلم والإهتمام بالموارد الأساسيّة للرزق بإستصلاح الأراضي وغيرها ممّا جاء في عهده(ع)، لواليه مالك بن الحارث الأشتر لما ولاه مصر. وبالصبر على طلب الرزق الحلال وترك الكسل والضجر والحسد والطمع. كما يجب على وُلاة الأمر العدل بين النّاس وترك الظلم، لأنّ ظلم الولاة وجورهم هو من أسباب الفقر والهجرة وترك النّاس لعقاراتهم وإستصلاحها والعناية بها.

وأشدُّ من الفقر بلاءً هو الأسقام والأمراض التي تسيطر على الفرد أو على الجماعة بسبب الجهل وترك النظافة وتلوث المياه وإنتشار الأمراض الساريّة والمُعديّة. وعدم إهتمام ولاة الأمر بذلك.

وأشدُّ من الفقر والمرض عند الفرد أو الجماعة هو مرض القلب أي النفاق. والنفاق هو الخيانة للعقيدة أو للأمّة أو للوطن. أو التجسس للأعداء. وهو المرض الذي سيطر على ابن أبي سلول وجعله يُغري قومه من الأنصار بالإنقلاب على رسول الله(ص)، وتصّدى له ولده وأفشل مخططه وقد حكى الله تعالى، ذلك عنه في قوله تعالى: }يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ{ سورة المنافقون، آية 8.

 

وأن من نعم الله تعالى على الفرد أو الجماعة هو سعة المال والرفاهيّة الإقتصاديّة التي نستطيع بها محاربة الجهل والمرض.

ومن نعم الله تعالى على الفرد أو الجماعة الصحة العامّة والقضاء على الأمراض المعديّة والساريّة.

وأفضل من ذلك كله هو محبة الله تعالى، ورجاء ثوابه والخوف من عقابه، والثقة به تعالى، على كل حال حيث تسيطر التقوى على العقل والقلب وحركات الجسد والأفعال والأعمال.

إذ أن تقوى الله تعالى من الفرد أو الجماعة يقضي على الحسد والنميمة والحقد والكراهيّة والبغضاء بين النّاس وتسيطر روح التسامح والعدل والإنصاف بين النّاس حتى يكون قوله تعالى، هو ديدن الجماعة وهي قوله تعالى:}إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ{ سورة النحل، آية 90