بمحبتك يا عليّ أنار(ع) اللهُ طريقنا

20/4/2013
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم: المفتي الدكتور الشيخ سليم اللبابيدي(1)

يظنُّ كثير من النّاس أنّ الصراع بيننا وبين يهود أمر طارئ وأنّ حركتنا في فلسطين مجرد خلاف في وجهات نظر. لكن الحقيقة أنّ على كُل واحد مِنّا أن يعلم أننا نقاتل يهود أعداء الإنسانيّة نيابة عن كُلِّ البشر لأنّهم فاسدون مفسدون في الأرض ولأنّ(ع) عداوتهم ليست للمسلمين فقط إنّما للبشريّة كافة وقد حمل راية قتالهم رسول الله(ص)، بعد أن بذل لهم كل حوار وكل وسيلة لرّدهم عن أذاهم لبنيّ البشر، ولكن طبعهم بالإعتداء تفوق على اتفاقهم وكان منهم الأذى للمسلمين خاصة وللنّاس عامّة فكان القتال هو الحلُّ والطرد من جزيرة العرب هو الأسلوب الناجح معهم وكانت آخر معركة تحصنوا فيها في حصون خيبر المنيعة وقد تمكنّوا لأوّل وهلة من الإمتناع عن سيوف الحقِّ. ولكن رسول الله(ص)، أعلن لنا كيف نهزم شرهم ومكيدتهم وذلك أن قال «سأعطي الراية غداً لرجل يفتح الله عليه يحبّْه الله ورسوله ويحبُّ الله ورسوله(2). فالمنهج للغلبة عليهم ينطلق من محبة الله ورسوله لأنهم أعداء الله ورسوله وأعداء محبته ولأنّهم أعداء الإنسانيّة. وكان هذا الرجل عليّ بن أبي طالب (كرم الله وجهه) وكان في عينيه رمد مسحها الرسول(ص)، بريقه الشريف فكانت أفضل دواء.

كما قال(ص)، له: مبدأ القتال مع يهود قاتلهم حتى يكون الدين لله وتعلن لا إله إلاّ الله مُحمّد رسول الله وقال له: يا عليّ لإن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك مما طلعت عليه الشمس.

فالأساس هُدى الله عزّ وجل إلى دين الله(وإن الدين عند الله الإسلام) والطريق محبة الله ورسوله، ولو أتينا من أي طريق غيره فلا نصل وإن لكل طريق دليلاً ودليلنا إلى محبّة الله هو رسول الله (ص)، وعليٌّ(ع). وواهم من يظنُّ أنّ هذا الطريق يُسلك بغير رجل مُحب لله ورسوله حُبّ(ع)اً متبادلاً فالكثير يدعي حُبّ(ع) الله ورسوله ولكن الحديث واضح بأن هذا الرجل الذي يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله هو عليّ(ع)، فلا طريق لمحبة الله ورسوله بدون محبة وولاية عليّ(ع)، فهو كما يسمي العرف الحالي وكيل حصري لأسرع طريق لمحبة الله ورسوله(ص)، ولقتال أعدائه يهود.

ولو قلبنا المعادلة فإنّك ستجد أنّ لا نصر على يهود بدون هذا الإقتداء ولا إقامة لدولة الحقِّ بوجود يهود أعداء البشريّة، من خلال ذلك فعلى كل حريص على إقامة دولة الحقِّ أنّ(ع) يعمل على إزالة الباطل المتمثل بيهود ولا يهزم هذا الباطل إلاّ بمحبة الله ورسوله وبك يا عليّ(ع).

وإن كان البعض يظنُّ أنّ ذلك كان في ذلك الزمان؟. لكن الرواية واضحة وصحيحة « لن تقوم الساعة حتى يقاتل المسلم يهوداً فينطق الشجر والحجر يا مسلم يا عبد الله خلفي يهودي فتعال فاقتله إلاّ الفرقد فإنّه من شجر اليهود»، والفرقد اليوم يزرع من قبل اليهود في فلسطين. وهذا الأمر سوف يكون بإذن الله لرجل من أُمّة مُحمّد(ص)، ومن ذريّة الحسين بن عليِّ بن أبي طالبL؟ قد وُعدنا به من قبل رسول الله(ص): يملأ الأرض عدلاً بعد أن مُلئت ظُلماً وجوراً. وله ولأتباعه ينطق الشجر والحجر. ولكن علينا أن نعي أنّ(ع) هؤلاء القوم الّذين سوف يقومون بالذبح لأعداء الله يهود هم ممن تبعوا وبايعوا أنفسهم على محبة الله ورسوله وعلى درب واحد حصر (بك) لإنّ يهدي الله بك يا عليُّ رجلاً واحداً. فهؤلاء هم ممن سار على منهجه وعلى ولايته فبدون هذا الولاء وهذه المحبة لا ينطق حجر ولا شجر ولا نصل إلى نصر من الله على يهود ولا تقام دولة الحقِّ في الأرض فالأمل أن يأخذ الأمر من أصوله ومن منابعه. فالحمد لله الذي جعل في قلوب المؤمنين محبة الله ورسوله وآل بيته الكرام وجعل بك يا عليّ بوصلة النجاة للمحبة والهدى والرشاد.. جمعنا الله وإياكم على ذلك وجعله طريقنا للفوز والنجاة في الدُنيا والآخرة. والسلام.

 

الهوامش:

  1. مفتي فلسطين في لبنان والمهاجر وعضو مؤسس في تجمع العلماء المسلمين في لبنان.
  2. أخرج الإمام مُسلم في صحيحه بإسناده عن سهل بن سعد: أنّ(ع) رسول الله(ص)، قال يوم خيبر: لأعطينّ(ع) الراية رجلاً يفتح الله على يديه، يحبُّ الله ورسوله، ويحبُّه الله ورسوله؟.
  3. قال: فبات النّاس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها؟.
  4. قال: فلمّ(ع)ا أصبح النّ(ع)اس، غدوا على رسول الله(ص)، كُلّ(ع)هم يرجون أن يُعطاها؟.
  5. فقال: اين عليُّ بن أبي طالب!.
  6. فقالوا: هو يا رسول الله يشتكي عينيه؟.
  7. قال: فأرسلوا إليه، فبصق رسول الله(ص)، في عينيه ودعا له. فبرئ حتّ(ع)ى كأن لم يكن به وجع. فأعطاه الراية..
  8. فقال عليّ: يا رسول الله، أقاتلهم حتّ(ع)ى يكونوا مثلنا؟
  9. فقال: أنفذ على رسلك، حتّ(ع)ى تنزل بساحتهم، ثُمّ(ع) أدعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حقِّ الله فيه. فو الله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حُمرُ النعم.(صحيح مُسلم باب فضائل الصحابة/ ج2، ص 361، ط. مصر.