نعم الشهادة - إذ أتوها طاهرين

20/4/2013
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم شاعر المقاومة:الشيخ إبراهيم البريدي

نجم تربع في عروش المخلصين

أدب وعلم منبر للعارفين

عمراً قضاه مؤلفاً وموجهاً

صافي المشارب سائغاً للشاربين

ومفّسراً سور الكتاب ومبدياً

قول الحبيب موضحّاً للسالكين

فخرت كنوز المكتبات بعلمه

وتقضبت فيها براهين اليقين

لا تعجبوا إن قال قولته التي

تاهت بها الآساد من قلب العرين

إسلامنا ما كان أمر إلهنا

ورسولنا والباحثين الأقدمين

لا ما تريد فلول أمريكا ومن

يسعى إليها كالذليل المستكين

كم صحت بالآفاق شامي حرمة

فهلمَ للصلح المعزز للجبين

ووقفت مثل الطود تشمخ همة

وإليك تهفو آملات المتقين

فإذا بهم يرمون غدرة حقدهم

في مسجد الإيمان وسط الراكعين

يستشهد البوطي وحاضر درسه

نعم الشهادة إذ أتوها طاهرين

لا ما حملت على الأكف وإنما

حملتك أفئدة وروح المهتدين

يأبى له العمر المديد طوية

إلا شهيداً آية للسائلين

إن غيبوا الجسد الكبير كرامة

ستظل فينا الروح هدي السائرين

محرابكم كان السلاح مجلجلاً

وعلى مدى الأيام قطعاً للوتين

قل للذين تأوّلوا وتزيفوا

بالدين إنّا لن نذل ولن نلين

يا بئس ما فعلت يداكم جئتمو

من خزنة التاريخ أسوأ من مشين

يبقى ابن ملجمْ خالداً بجنهمٍ

والنّاس تهتف يا أمير المؤمنين

يكفي بأنكمو أنخلعتم ذلة

من ربقة الإسلام خلع الخائنين

أما هو فإلى جنائن ربه

واليوم ووريّ في جوار الفاتحين

الهوامش:

قصيدة رثاء قيلت بالعلاّمة الدكتور الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي لشاعر المقاومة فضيلة الشيخ إبراهيم البريدي. وقد إستشهد (رحمه الله تعالى) بتفجير إنتحاري في مسجد الإيمانفي دمشق مع أكثر من أربعين من تلامذته ومريديه وعشرات الجرحى في صفوف المصلين في 21 آذار 2013م. والعلاّمة البوطي من مواليد عام 1929 في قرية جيلكا التركيّة التابعة لجزيرة بوطان (ابن عمر) هاجر مع والده الملا رمضان البوطي إلى دمشق وله من العمر أربع سنوات. أنهى دراسته الثانويّة الشرعيّة في معهد التوجيه الإسلاميّ بدمشق والتحق عام 1953 بكليّة الشريعة في جامعة الأزهر حيث حصل على الدكتوراه في أصول الشريعة الإسلاميّة من جامعة الأزهر عام 1965م. عُيِّنَ مدرِّساً في كلية الشريعة بجامعة دمشق عام 1965 ثُمّ وكيلاً لها، ثُمّ عميداً لها، ثُمّ رئيساً لقسم العقائد والأديان بجامعة دمشق.

إشترك في مؤتمرات وندوات عالميّة كثيرة. وهو عضو في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلاميّة في عمّان، وعضو في المجلس الأعلى لأكاديميّة أكسفورد. وهو رئيس تجمع العلماء المسلمين في بلاد الشام. وله أكثر من أربعين مؤلفاً في علوم الشريعة، والآداب، والتصوف، والفلسفة، والإجتماع، ومشكلات الحضارة وغيرها. والشيخ البريدي بهذه القصيدة يتكلّم عن بعض مواقف هذا الأستاذ الكبير خلال أكثر من أربعين عاماً.