دع عنك ذكر الخالدين

20/04/2013
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

للشاعر العربي الكبير نزار قباني(1)

شرح وتحقيق (رئيس التحرير)

 

سأل المخالف حين أنهكه

العجب هل للحسين مع الروافض من نسب(2)

لا ينقضي ذكر الحسين بثغرهم

وعلى امتداد الدهر يُوقِدُ كاللهب(3)

وكـأنَّ لا أكَــلَ الزمـــانُ على دمٍ

 كدم الحـسين بـكـربلاء ولا شــرب 

أوَلَمْ يَـحِنْ كـفُّ البـكاء فــما عسى 

يُـبدي ويُـجدي والحسين قد احــتسب 

فأجـبـتـه ما للـحـسين وما لـــكم 

يا رائــدي نــدوات آلـيـة الطـرب 

إن لم يـكن بين الحــسين وبـيـنـنـــا 

نـسبٌ فـيـكـفـيـنا الـرثاء له نــسب 

والحـر لا يـنـسى الجـمــــيل وردِّه 

ولَـئنْ نـسى فـلـقــد أسـاء إلى الأدب 

يا لائـمي حـب الحـسين أجــــــنـنا 

واجــتاح أوديــة الضـــمائر واشرأبّْ 

فلـقد تـشـرَّب في النــخاع ولم يــزل 

سـريانه حتى تســـلَّـط في الـرُكــب 

من مـثـله أحــيى الكـرامة حـيــنـما 

مـاتت على أيــدي جــبابـرة الـعـرب 

وأفـاق دنـيـاً طـأطـأت لـولاتــــها 

فــرقى لـذاك ونـال عــالية الـرتــب 

و غــدا الصـمـود بإثـره مـتـحفزاً 

والـذل عن وهـج الحيـاة قد احتـجـب 

أما الـبـكاء فــذاك مــصـدر عـزنا 

وبه نـواسـيـهـم ليـوم الـمنـقـلـب 

نـبـكي على الــرأس المـــرتـل آيـة 

والــرمح مـنـبـره وذاك هو العـجـب 

نـبـكي على الثـغـر المـكـسـر ســنه 

نـبكي على الجـسـد السـليب الـمُنتهـب

نـبـكي على خـدر الفــواطـم حــسرة 

وعـلى الـشـبـيـبة قـطـعـوا إربـاً إرب 

دع عنـك ذكــر الخـالـديـن وغـبـطهم 

كي لا تــكون لـنـار بـارئـهـم حــطب 

الهوامش:

الشاعر العربيّ الكبير نزار قباني مواليد دمشق عام 1925م. من عائلة دمشقيّة عريقة أنهى دراسته الإبتدائيّة والثانويّة في مدارس دمشق. كما درس الحقوق في كليّة الحقوق في جامعة دمشق وتخرّج منها في عام 1945م. التحق بعد تخرجه بالعمل الدبلوماسي، وتنقل خلاله بين القاهرة، وأنقره، ولندن، ومدريد، وبكين. وفي ربيع عام 1966م، إستقال من عمله الديبلوماسي ليتفرغ للشعر والكتابة حيث أسس في بيروت دار نشر تحمل إسمه. وكانت ثمرة مسيرته الشعريّة إحدى وأربعين مجموعة شعريّة ونثريّة، كانت أولها «قالت لي السمراء» عام 1944م.

وافته المنيّة في لندن يوم 30 نيسان 1998م. عن عمر ناهز 75 عاماً قضى منها أكثر من خمسين عاماً في الحب والسياسة والثورة. وكان أمير الشعر الغنائي في العالم العربيّ على مدى أربعين عاماً. نقل جثمانه إلى دمشق ليوارى في ثراها في مأتم شعبيّ ورسميّ كبير.

تكلّمت في كتابي»أهل البيتR بنظرة وحدوية حديثة» حول الفرق بين الشيعة الإماميّة الاثني عشريّة وما بين الرافضة مستشهداً بكلام ابن عبد ربّه الأندلسي في «العقد الفريد» وبكلام القاضي أبي حنيفة النعمان في كتابه «دعائم الإسلام» وبالعلاّمة الشيخ أسد حيدر وبكلام الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر الشريف حيث قلت:[«وخلاصة الكلام حول الرافضة: إنّ الرافضة هم أصحاب المغيرة بن سعيد، وأنّ الإمام محمد بن عليّ الباقرL، هو أوّل من تبرأ من المغيرة وأصحابه، ولعنهم ورفضهم وأمر شيعته ومواليه بالبراءة منهم ورفضهم، وسمَّاهم بالمغيريّة الرافضة، وذلك لخروجهم عن الإسلام واستحلالهم للمحارم، وقولهم بألوهيّة أهل البيتR، وأن أولئك الرافضة المغيريّة قد انضموا إلى جماعة الشهيد زيد بن عليّL، في ثورته ضدَّ الحكم الأموي في الكوفة والعراق، طلباً للفتنة وللخلاف والشقاق بين أنصار الشهيد زيد بن عليّL، وقد نجحت حيلتهم في ذلك، ويمؤامرة من والي العراق الأموي يوسف بن عمر الثقفيّ حيث أجهضوا تلك الثورة.

كما ذهب إلى ذلك العلاّمة الشيخ أسد حيدر، وأنَّ الشيعة الإماميّة الاثني عشريّة يتبرأون من المغيرة بن سعيد، وأبي الخطاب الأجدع الملعون وأتباعهم من الرافضة الغُلاة، ومن جميع عقائدهم، وأفكارهم الإلحاديّة إقتداءً بإمامهم أبي جعفر مُحمّد بن عليّ الباقرL.

وأنّ الشيخ إبن تيميّة قد خلط بينهم وبين الشيعة الإماميّة الاثني عشريّة، غير أنّ علماء الأزهر الشريف إستطاعوا التفريق بين الشيعة الإماميّة الإثني عشريّة المعروفين بالشيعة الجعفريّة وبين