إلى روح الصّديق الدكتور حبيب عبد الكريم محفوظ

20/4/2013
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم: الدكتور عبد الحافظ شمص

الحياة حلم قصير، يضيع مع كل ظاهرة من ظواهر الدنيا.. والعمر أيام معدودات؛ واكتناه ظاهرة الموت، أمر لا قُدرة لأي إنسان على بلوغه مهما أوتي من علم ومعرفة وقوّة.. فالكون أعظم من أن يَحُدَّه عقل.. واللهُ سبحانه وتعالى أدخل في صميم الحياة عن حكمةٍ وعبرة، مسألة التناقض. حيث كانت الثنائيّات المتناقضة سرّاً من أسرار الوجود.. الليل والنهار. الخير والشر، الشروق والغروب، والحياة والموت باعتبارهما أكثر التصاقاً بمصير الإنسان.. ومع علمنا الأكيد برهبة الموت التي لا تفضلها سوى رهبةِ التأمّل فيه والتفكّر بحتميّته، حيث أنّه في صميم نسيج كلّ مخلوقٍ على وجه الأرض منذ لحظة تكوّنه الأولى.. وهو لغة ترفض أن تشيح بوجهها.. ولا تبحث عن شيءٍ من فراغ أو عن مخلوق إلاّ في الصّميم بحيث أنّه لا يمكن أن يبقى إلى ما لا نهاية، إذ لا بُدّ من يوم يضع له حدّاً، هادِمُ اللّذات وَمُفَرِقُ الجماعات.

المرحوم حبيب محفوظ غادر الدّنيا.. أخذه الليل بهدأته.. وقد ترك فراغاً كبيراً في بيئته ومجتمعه في الهرمل وفي بيروت. وفي كلّ مكان خدم أبناءه وطُلاّبه، إن في التعليم الثانوي أو الجامعيّ...

له إصدارات عديدة، أهمها «تاريخ الهرمل» بجزءيه.. وله دراسات منشورة وغير منشورة كان لها التأثير البالغ في بناء الشخصيّة المجتمعيّة في مدينته الهرمل بشكل خاص...

فَبِقَدْرِ ما نحنُ بحاجة إليه وإلى أدبه، بِقَدْرِ ما كان حجم التأثر لغيابه (رحمه الله).