يـــــا جيشَ لبنان

26/09/2013
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم الشاعر بشارة السبعلي

مُهداة إلى الجيش اللبناني

 

انفضْ جناحَكَ واعلُ في الأجواءِ

وارفعْ بيارقَنا على الجوزاءِ

واجعلْ جنونَ الريحِ ظهرَ مطيّةٍ

فيهِ يتمُّ تجاوزُ العلياءِ

واركبْ مطيّتكَ العظيمةَ وانطلقْ

من قلبِ بيروتٍ إلى الفيحاءِ

واذهبْ إلى صورَ الأبيّةِ قُلْ لها

لا تركعي للجبنِ والجبناءِ

عرّجْ على تلاّتِ راشيّا التي

حَفَظَتْ صنيعَ رجالِها السجناءِ

واذهبْ إلى صيدون وانبشْ مجدّها

وارقبْ شموخَ جبالنا الخضراء

وانظرْ جبيلَ وشطّها وحروفَها

واذكرْ بعنجرَ غضبةَ الأُمراءِ

واسألْ بعلبكَ عن حضارةِ شعبِنا

تنبيكَ قلعتُها عنِ العظماءِ

هذي بلادي والشموخُ شموخُها

يا جيشَنَا بجنودِهِ البُسلاءِ

حاكتْ لكَ الأمجادَ خزَّ ردائِها

فالبسْ، رداءَ المجدِ خيرَ رداءِ

يا جيشَ لبنانَ الأبيّ بلادُنا

طيبُ المياهِ وروعةُ الأفياءِ

الشرقُ يغلي والمخاطرُ حولنا

أنواؤها للقهرِ والإيذاءِ

يا جيشَ أنتم وحدَكمْ بصمودِكم

عنها رَدَدْتُّمْ هجمةَ الأنواءِ

أهديتُمُ أرواحَكم لبلادِكُمْ

إهداؤكم ذا قِمّةُ الإهداء

يا بانيَ الأوطانِ وحّدْ شَمْلنا

إنَّ التضامنَ قوةْ الضعفاءِ

لبّيكَ يا وطني إذا ناديتنا

إنَّا نهبُّ لصرخةٍ ونداءِ

يا عمدةَ الوطنِ الصغير ودِرْعَهُ

أنتمْ سياجُ الأرزةِ الشمّاءِ

أنتمْ حمايَتُنا وفيكمْ دائماً

سنلوذُ في السرّاءِ والضرّاءِ

لولا وجودكُمُ القدير وبأسّكُمْ

ظلّتْ بلادي في خِضَمِّ بلاءِ

لولاكُمُ كنّا نعيشُّ بفتنةٍ

شُنَّتْ بحقدِ حروبِها البغضاءِ

بوجودكُم أعلامُنا خَفَقَتْ على

تلاّتِنا في عِزّةٍ وإباءِ

بوجودِكمْ زُمَرُ البغاةِ تفكّكت

والأمنُ سادَ بكافّةِ الأنحاءِ

بوجودكم شَعَرَ المواطنُ أنّه

يحيا كريماً سيّداً برخاءِ

أنتم مشاعيلُ الكرامةِ أنتُمُ

أنتمْ سلاحُ الحقِّ للضعفاءِ

أنتم بلادي أنتمُ استمرارها

إذما بلاها الدهرُ بالأرزاء

يا جيشنا احذرْ ما يُكادُ لشعبنا

من نيّة الأعداءِ والعملاءِ

كم مرّة يا جيش كم من مرّة

لبنان مرَّ بنكبة نكباءِ

قُصِفَتْ مدائِنَهُ استبيحتْ أرضُهُ

دُكّتْ قُراهُ بآلةٍ حمقاءِ

مأساتنا في كل أرضِ بلادنا

رُسِمتْ بيارقَ من دما الشهداءِ

يا جيشنا أكثرْ عديدَ جنودِنَا

خطّطْ لهمْ في حنكةٍ وذكاءٍ

درّبهُمُ أنشئهُمُ شجّعهُمُ

وجّههُمُ في حكمةٍ ودهاءٍ

رصَّ الصفوفَ من الجميعِ ليصبحوا

خيلاً تزمجرُّ في حمى الأوداءِ

سلَّ السيوفَ البيضَ في أغمادِها

جنّدْ من الشبّانِ ألفَ لواءِ

سلّحهُمُ بالراجماتِ قنابلاً

بمدافعٍ يعتزُّ فيها الرائي

وازحفْ إلى أرض الجنوبِ محرراً

أرض البطولة من أذى الأعداءِ

واشعلْ خطوطَ النّار عمق جنوبنا

في البرّ في الأجواء تحت الماءِ

وازفرْ بوجهِ الطامعينَ بأرضنا

واجعلْ ديارَهُمُ بحورَ دماءِ

في يومَ عيدكُمُ أزفُّ تحيّتي

للجُند للضبّاطِ للرتباءِ

وأقولُ والإيمانُ إيماني بكم

من عمقِ قلبي من عميقِ وفائي

أبدَ الزمانِ محبّتي لجميعكم

ولأرضِ لبنانَ الجميلِ ولائي