أخطأت مرتين

26/09/2013
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

شعر: الأستاذ علي خميس

أَخــطـأتُ مَــرَتيـن

فبعــد أَن لُـفِظتُ بِالـعَـراءِ

مُـمـلَـقـاً مِـن بـطـنِ حُـوت

سَــغِــبَـاً ..

أكـادُ أَن أَمــوت

فــقَـد دَخَـلـتُ ذاتَ مَــرَةٍ

جَــنّــتُـكِ الزَرقــاء

وَلَــوّحـــت’ لــي خَــوخَــةٌ

يــانِعَــةُ القِــطاف

فَــــصاحَ بِــيَ الـرشـيدُ

اقـــطُــفها يــا غُـلام

اقـــطُــفها ...

ودَعــنا نســتريـــح

وَخُـــذ خــراجَ غَيــمَـتِيَ الـتي

تـَــــهـمِـي دنــانيرَاً

بأرضِ ألواق واق

قُــلـتُ اعـفِـنـي ...

فُــدِيــت يا أَمــير

فَــأِنَني مولايَ إن قَـطَـفـتُها أضـيع

ولا أُريــد أن يمسـخُـني الـرحمنُ راقِـصاً

بمــوسِــم القــطاف

أو مُــهـرِجـاً بِِـحانــةِ العبيــــد

وتــاجِـراً بِبَـندَرِ الـرقـيق

من فوره تحولَ الـرشــيد

هِـزَبراً كاسِـراً وصــاحَ بالــسياف

اضــرب جنـان هـذا الجـاحد الـزنـديق

واصـلبهُ شــهراً بالعـــراء

وأَفـــرِد النَــطعُ لِقَـطعِ رأسِـــه

لولا اعـــتراضٍ مِـن مُــنجِـــمَ الأمـــيرِ

من حيـــــنه إذ قالَ يـــا مولاي

إننـي ضَــربتُ الـرملَ والأبــراجَ والنجومَ

وجاءني الجـوابُ

منَ حضــرةِ الأسيـــادِ قـائـلـين:

إنـه نــذيـرُ شُــــؤمٍ للبلادِ والعبــادِ

أن تقتـلوه – يعنـي - السـندباد

والأمـر متـروكٌ إليـك يا مولاي

ويـوماً دخــلتُ الخـورنق الجــديد

أستــطلع وَهـــمَ البُـــلهاء

هتـفَ الســلطانُ بِـأعلى صـوتٍ

من بـالـباب مـن الشــعراء

فــأجـاب الحـاجِـب مـزهـواً

مَــرحي .. مَــرحي... يــا مولاي

كــثرٌ يــبغون عـطاء جـلالتكم

وأومـأ لي البـوابُ بِخُنصِــرِهِ

فـتراجعـتُ ... وقلــتُ اعـذرنـي يـا هـــــذا

لا قــدرةَ لي بالــرقصِ

أَنـــا كهــلٌ ...

وكَــذا لا تحضـرني الكلـماتُ

فاغتـــاظ ... وقـال: أبـا نواس

أدخــل بَـدَلَ الصُعلـوكِ

وجــد من بعـض عَطــاءاتِكَ

شيئـاً من دِنٍ مُــعَتَـقَةٍ

ووصــالٍ كــعابٍ رومِــية

أو ذاتِ رنيــنٍ خــلاب

وتــوجـه نحــوي مُنتَـهِـراً

مـن أنـتَ تـكونُ أيـا صُعــلوك؟

أَتَحـسَبُ نفسَـكَ أخـا «النعـــمان»؟

أم أنتَ الخِضــرُ ؟

أم أنت إبــنُ «المنصــور الحـلاج «؟

أم ماذا؟

حتـى تَتَــــرَفّـــعَ عن مُـجالسَـةِ السُـــلطان؟