أين العدالة والمساواة؟

26/09/2013
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم: الحاج عبد الوهاب شقير(1)

صديقي ستتيفن بولوزStephen Poloz من بلاد باردة بعيدة تقع في أقاصي شمال كندا، جمعتني الصداقة به أثناء إقامتي القديمة في عُمان ـ مسقط، من خلال عملنا معاً في إلتزام بعض المشاريع العُمرانيّة للحكومة العُمانيّة. زارني منذ أيام قليلة في منزلي الكائن في شارع ابتهاج قدورة في محلة الرملة البيضاء ـ بيروت. فوجئت بزيارته بعد تلك السنين. وسبب مجيئه إلى لبنان على الرغم من منع دول كثيرة لرعاياها زيارة هذه البلاد؟.

رأى صديقي علامات الإستفهام على وجهي فأخبرني أنه أتى كخبير إلى لبنان ضمن بعثة من قبل البنك الدولي لدراسة بعض القضايا الإقتصاديّة، طالباً مساعدتي في ذلك!.

وقبل أن يعرف جوابي إنهال باللائمة على المسؤولين في الوزارات المختصة. وعلى الهدر في المصروفات المُقدرة. لتلك المشاريع المُلِّحة للاقتصاد، وعلى الفساد المستشري في أنحاء البلاد. وأيضاً مُتكلماً عن أخطار التلوث في الينابيع والأنهار اللبنانيّة وشواطئ البحر. وعن التلوث في كثير من المطاعم والفنادق اللبنانيّة خاتماً كلامه بسؤال كبير عن العدالة والمساواة في لبنان؟

كان جوابي: لقد تركت لبنان للعمل في العراق بعد الملك فيصل الأوّل. وبعدها إلى بلاد الخليج في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي ومن ثُمَّ هاجرت بعد سنوات للولايات المتحدة الأمريكيّة حيث أمضيت زهرة شبابي وكهولتي خارج لبنان في طلب الرزق الحلال والسعي لتربيّة أُسرة صغيرة محافظة على القيم الدينيّة والوطنيّة، لذلك آسف لا أعرف الجواب!.

ولكن سوف أُخبرك عن العدالة والمساواة في حياة الفلاحين والعمال من أبناء قريتي الصوانة في قضاء جبيل وحياة أبناء القرى المجاورة من مسلمين ومسيحيين في الخمسينيات من القرن الماضي. حيث كان القرويون في عاداتهم البسيطة والسمحة يقسمون في ما بينهم هموم الحياة. وشظف العيش ويعتبرون الأرملة واليتيم والفقير هو أمانة الله تعالى. ووصية السيّد المسيح والرسول محمد L، بينهم. والإحسان إلى اليتيم والفقير والأرملة هو تقرب إلى الله تعالى، وتقرب إلى المسيح ومُحمّدL، كما كانوا يعتبرون الكذب والسرقة والتلاعب في الميزان والمكيال والغش وأذية الجبار خيانة لله تعالى وللوطن.

كما كان زعماء لبنان وأبطال الإستقلال آنذاك يشجعون تلك المبادئ التي يقررها الدين والقيم الإنسانيّة والأخلاق. وكما كان الشعراء والأدباء وأهل الفن والطرب يتغنون بتلك المبادئ. كما كانت أقوال أمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالبQ، في نهج البلاغة يتسابق الطلاب المسلمون والمسيحيون على حفظها وإستظهارها! هذا ما قلته يا صديقي بإختصار شديد أمّا الآتي القريب أو البعيد لا أدري عنه شيئاً. اعتقد ما قلته نبذة قصيرة التعبير. وإذا جئنا نستعرض مشاكل العالم بأسره فيمكن أن تتفاوت تلك المصائب أو المشاكل فيما بينهم حسب ثقافتهم الإجتماعيّة ومستوى حياتهم المعيشية والإقتصاد والمتوفر لبلادهم. اتمنى إلى كل بلاد العالم الأمن والسلام. والأهم من هذه الظروف التي تمرُّ بها الأمم، أن يأخذوا منها العبر من أجل حياتهم وحياة الأجيال القادمة، وبلادهم تستمر بالتقدم والإزدهار والإنفتاح على الآخرين حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر.

إن الله واحد وهو الدّيان لا أحد سواه وإليه المصير.

الهوامش:

الحاج عبد الوهاب حسين شقير، مواليد 1932 ـ الصوانة ـ قضاء جبيل، تعلّم القرآن الكريم ومبادئ اللغة العربيّة على يدي المرحوم الشيخ خليل حسن سليمان شقير في البلدة ثم تابع دراسته الإبتدائيّة والمتوسطة في مدرسة الأخوة المريميين «الفرير» في جبيل، هاجر إلى العراق للعمل في مجال البناء في شركة «كات» عام 1956 كمدير أعمال لمدة عام واحد، هاجر بعدها إلى دولة الكويت وزاول الأعمال الحرّة لمدة اثني عشر عاماً وبعدها سافر إلى إمارة أبي ظبي للعمل بالأعمال الحرّة «المقاولات» لمدة عشرة أعوام، ثمّ إلى سلطنة عمان للعمل بالمقاولات لمدة عامين، ثم بعدها للولايات المتحدة للعمل بالتجارة في ولاية كاليفورنيا في سانتيغو لمدة ثلاث سنوات، ثم تابع عمله في التجارة في ولاية بوسطن في مدينة Meseshoses لمدة ثلاث سنوات بعدها في ولاية ميتشغن في مدينة ديترويت (بقي في الولايات المتحدة مدة سبعة وعشرين عاماً» بعدها عاد إلى بلدته الصوانة. رزقه الله تعالى من زوجته الحاجة سهام حسن الحسيني أربعة ذكور وهم:1ـ منذر. 2ـ رمزي. 3ـ وسيم. 4ـ ريان وجميعهم يعملون في التجارة الحرة ما بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج والعراق. 5ـ ثريا طليقة السيد قمبيز. 6ـ واسل متزوجة من السيد طارق محمد الحسينيّ. وللحاج شقير مع أشقائه الحاج سامي والحاج يوسف والحاج حسن والحاج سمير أعمال خيريّة كثيرة في بلدته الصوانة. كما له اطلالات شعريّة بالشعر الشعبيّ اللبنانيّ في بعض المناسبات.