الـسمفونية الثالثة

25/02/2014
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

 

شعر: الأستاذ علي خميس

ذاتَ ليلةٍ مِنْ ليالي الخَريفِ

التَقَيتُكِ في مَرْفأِ الذاكِرة

سَهَرْنا طَويْلاً مع الذكريات

َولَمّا تَكُنْ لَحْظَةٌ عابرة

تَعَرّيْتُ قُدّامَكِ حتى غَدَوتُ

كصِعْلوك يا دُرّتي الطاهِرة

يا غيمةً أبْحَرَتْ في سَمائي

ولم تَكُ مِنْ حِيْنِها ماطِرَة

جِلْيانُ لماذا جَعَلْتِ حياتي

تُرى صَفْقَةً خاسِرَة؟

جِلْيانُ لماذا قَراراتُ عُمْرُكِ

عَشْوائِيَّةً جائِرَة؟

جِلْيانُ لِماذا تُرَى قَتَلتِ

كِيوبِيْدَ في لَحْظَةٍ عابِرَة؟

ِجلْيانُ لِمَ بُعْتِ هذا التَعيسَ

بِلا شيءّ في صَفْقَةٍ خاسِرة؟

جلْيانُ يا حَسْرَةً في الفُؤادِ

يا زَنْبَقَةً غَجَريَّةً ماكِرَة

سَتَبْقى سَكاكينُكِ تُجَرِّحُني

وَتَصْلُبَني عَيْنُكِ الساحِرَة

جلْيانُ يا خمرةً مُعَتّقَةً

شَرِبْتُكِ في حانَةٍ عامِرة

وإذ لم نَحظَ إلا مَقْعَدَاً واحِداً

وإن نَدِيماً رأى نَظْرتي حائِرة

أِخْلى لِيّ مَقْعَدَهُ قائِلاً:

«أَتَمنى لَكُما لَيْلَةً ساهِرة»

وظل الصقيعُ يَهْمي نديفَاً

ويكسي ألدنا حُلةً باهرة

وتُدفئني أحاديثُ حُبُكِ

وتُسْكُرني ريحُك العاطِرة

أيا فرحة لم يَسَعْها فُؤادي

ومَرّتْ سَريعاً كما الطائِرة

ونَجْمٌ أتى فَجْأةً واخْتَفى

وأُرْدِفْتُ مَعْرَكَةً جائَرة

وبِـ «برادِفُردِ» تََقََصّيْتُ دَرْبَكِ

فَما اهْتَدَيْتُ إلى سِكة قاطِرة