وداع الاحبة - الشهيد حسين عمرو ..العامل الضحية

25/02/2014
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

بقلم: الصحافي علي جعفر(1)

«استشهد مقهوراً ومظلوماً ومريضاً. هذا قدر ابني حسين». بهذه العبارة اختصرت والدة الشهيد المظلوم حسين عمرو مسيرة حياة ابنها العامل المياوم، في بلدية الهرمل، منذ 12 عاما. في اليومين الماضيين «كان حسين يلعب مع أولاده بشكل يلفت الانتباه، وهي ليست عادته، وكأنه كان يودعهم. وفعلاً كان يودعهم لأن الله اختار له الشهادة، وهو يعمل على تأمين لقمة العيش لهم»، كما تقول الوالدة المفجوعة....

صراخها يشق الصمت، والنسوة من حولها يحاولن «التخفيف من حزنها». تهدأ لوقت قصير، لكنها تتذكر الأيام الماضية. تقول بصوت يسمعه الجميع «كان حسين لا يذهب إلى عمله يومياً دون الجلوس معي صباحاً لنشرب القهوة، ويأخذ بركتي ورضاي. واليوم (أمس) عند حصول الانفجار وقع قلبي. وانطلقت من ساعتها باتجاه مكان الجريمة للسؤال عن ولدي لكن لم أجده. وكل من صادفته في طريقي من معارفنا قال إنه لم يره. وحينها ازداد قلقي وعرفت أن هناك مصيبة قد حدثت».

الزوجة، وأولاد حسين الثلاثة محمد (10 سنوات)، وعلي (7 سنوات)، وآيات (سنتان)، لم يصدقوا الخبر.

الصدمة أثرت على وجوههم. حلّ عليهم الوجوم. كان أبلغ تعبير عن حزنهم الشديد. لكنهم مقتنعون بأن رحلة الحياة قد توقفت. وأصبح لمنزلهم شهيد يفتخر به خطفته يد الإجرام والإرهاب.

هي الحقيقة المرة، نزلت كالصاعقة على الشقيق علي. تختنق العبرات في عيونه، وهو يقول «أخي شهيد صحيح، لكن هؤلاء الأطفال ما هو ذنبهم ليفقدوا والدهم بيد المجرمين القتلة؟ ما يؤلمني أكثر أنه كان يعمل في تنظيف شوارع المدينة من أجل راحة المواطنين وجاء هؤلاء القتلة ليخطفوا حياته».

الشهيد حسين عمرو لن يبقى رقماً في لعبة الأرقام، بل سيبقى علامة فارقة في تاريخ الهرمل لبساطته ومحبته وعنفوانه، وسيبقى موته في أشرف المواقع الإنسانية خير دليل على طهر «عامل النظافة» المظلوم.