المعالم الأثريّة في منطقة كسروان ـ الفتوح بين واديي الغابور ونهر إبراهيم

01/09/2010
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

إعداد: الأستاذ منيف موسى الشوّاني

إشراف: الدكتور: سيمون عبد المسيح

العام الدراسي: 2002 ـ 2003.

الآثار التاريخية في منطقة: كسروان(القسم الشمالي)

ـ مقدمة: تشتمل المنطقة قيد الدرس، على القرى التاليّة:

الغينة، جورة الترمس، الحصين، غبالة، حلاّن، العذرا والعذر، جورة بدران، المراديّة، يحشوش، بزحل، الزعيتري، المعيصرة، زيتون، جزاير نهر إبراهيم.

وتتبع هذه المنطقة إدارياً قضاء كسروان، وتقع في شماله، ويفصلها عن قضاء جبيل وادي نهر إبراهيم.

وتحديداً تقع قرى المنطقة قيد الدرس بين واديي الغابور ونهر إبراهيم اللّذين يلتقيان عند الساحل بالقرب من المصب، وتتسع هذه المنطقة نحو الشرق حتى إرتفاع 1150 متراً بانحدار معدل زاويته 12 لتشمل(الغينة وجورة الترمس والحصين)، التي تقع على إمتداد بلدة غبالة من ناحية الجنوب، أي جنوب شرق وادي الغابور.

ويفصل بين قرى هذه المنطقة شبكة من الأودية سلكت أربع طرقات حديثة التعبيد تلتقي عند التقاء الواديين الرئيسيين بالقرب من مصب النهر، الذي تبعد عنه ساحات هذه القرى بين6و18كلم.

وتتميز المقاطع الطولية لهذه الأودية بشدة انحدارها، ويخف عمقها كلما اتجهنا صعوداً ليتلاشى تقريباً في الأعلى حيث تسمح التضاريس بمرور الطريق الرئيسيّة الوحيدة التي عبّدت منذ الخمسينات، وهي طريق يحشوش ـ المراديّة ـ العذرا ـ غبالة ـ الغينة ـ غزير ـ الاتوستراد الساحلي. ويحول وادي نهر إبراهيم دون إكمال هذه الطريق بإتجاه أعالي جبيل.

المعالم الأثريّة

نماذج لمعالم أثريّة يعود تأريخها إلى عهود قديمة ووسيطة وحديثة، وقد وردت بمصادر ومراجع مختلفة، وجرى التثبت منها واقعياً على الأرض إستناداً إلى الصور المرفقة.

 

ـ الغينة:

ـ موقعها وحدودها: هي على مسافة 36كلم عن بيروت عبر غزيرـ الكفور، ارتفاعها عن سطح البحر من 800 إلى 1150م، يحدها شمالاً جورة الترمس، شرقاً شحتول وحياطة، جنوباً القطين وهرهريا، غرباً الكفور وغدراس.

ـ اسمها: الغينة لفظة فينيقيّة معناها(النوح والبكاء والعويل)، ومعنى اسمها تأريخياً(المصونة).

ـ آثارها: من آثارها القديمة:

رسوم أثرية لأدونيس وعشتروت، وآثارات مدينة قبعل الفينيقيّة، وكنيسة سيدة قبعل، وعين قبعل.(صور مرفقة).

 قال الأب لامنس في كتابه: تسريح الأبصار في ما يحتوي لبنان من آثار.

 بعد أن عبرنا وادي غزير اتجهنا إلى ناحية كفور، حيث تنتصب قمة مستديرة الشكل تُعرف برأس الكنيسة، وجدنا على مسافة نحو كيلو مترين منها، بجوار قرية غينة، صخرة منفردة يبلغ علوها بضعة أمتار. وللصخرة المذكورة وجهان، الشمالي والشرقي، قد نحتها القدماء فنقشوا في كل منهما ثلاث تصاوير ناتئة طمس الدهر قسماً منها، وحُطِّم قسم عمداً. وأوّل من وقف من العلماء على هذه النقوش الغريبة الأبوان اليسوعيان: بوركنو وروز في سنة 1857، ورسما صورهما في مجلة الأبحاث الدينيّة.

وجاء في نشرة متحف بيروت، عن الحفريات الأخيرة التي جرت في خرائب الغينة الأثريّة. إن العلماء والمهندسين المختصين اكتشفوا هناك أساسات ضخمة لمعبد قديم وعظيم من العهد الوثني البائد. وقد تحوّل هذا المعبد في أوائل العهد المسيحي(القرن الخامس) إلى كنيسة بيزنطيّة فخمة، فُرش معظم أقسامها بالفسيفساء الرومانيّة البديعة. ويحيط بهذه الكنيسة دور وغرف عديدة معدّة لسكن كهنة الهيكل أو الكنيسة ولاتباعهم من الشمّامسة والخدم.

ويوجد مرسوم جمهوري ينص على: إدخال نقش أدونيس في الغينة ـ كسروان، في عداد الأبنيّة التأريخيّة. وينشأ حول النصب حرم على مسافة 80 متراً من جميع جهاته.

 

غبالة:

ـ موقعها وحدودها: تقع غبالة على مسافة 42كلم عن بيروت عبر غزير ـ الكفور ـ الغينة ـ جورة الترمس، يتراوح ارتفاعها عن سطح البحر من 800 إلى 1100م، يحدها شمالاً العذرا وجورة بدران، شرقاً حدشات نهر الذهب، جنوباً جورة الترمس، غرباً الحصين وحلاّن.

ـ إسمها: مشتق من السريانيّة ـ الفينيقيّة الذي يفيد عن جبل الطين وعجنه وصنع الفخار، كون غبالة غنية بهذه التربة.

آثارها: من آثارها القديمة: كنيسة القديسين سركيس وباخوس الأثريّة.(صور مرفقة).

 يقول الأب بطرس ضو: كنيسة القديسين سركيس وباخوس الأثريّة هي أولى كنائس المنطقة، لا بل أقدمهم عهداً، ترقى إلى القرن الخامس الميلاد، فيوم قدم الناسك ابراهيم القورشي أحد تلامذة مار مارون إلى جبة المنيطرة في أوائل القرن الخامس للميلاد راح يبشّر أهاليها بالدين المسيحي يوم كانت الوثنيّة مستشريّة في تلك الأنحاء، اعتنق النّاس الديانة المارونيّة، اذ حوّلوا المعابد الوثنيّة فيها إلى كنائس كما حدث في الغينة وغبالة وأفقا. فكنيسة القديسين سركيس وباخوس وكنيسة سيدة قبعل مبنيتين على انقاض معابد فينيقيّة وثنيّة.

 ويقول الأب يوحنا صادر: إن هذه الكنيسة هي من أقدم كنائس فتوح كسروان ـ كونها مبنيّة على أنقاض هيكل فينيقي، وقد بني قسم من جدرانها من بقايا حجارة هذا الهيكل.

ـ وقد تعرّضت للهدم أثر نكبة كسروان ـ الفتوح على يد المماليك عام 1305م، وقد أعيد بناؤها عام 1560م.

ـ وفي عام 1780 تمَّ تجديد بنائها كما يذكر المؤرخ يوسف عماد.

ـ وادخلت عليها تعديلات هندسيّة في الأعوام:1910، 1926، 1942، 1965، 1996.

ـ وقد أدرجت على لائحة الجرد العام للأبنية الأثريّة في لبنان لدى المديريّة العامّة للآثار.

 

ـ زيتون وقوالة:

ـ موقعها وحدودها: هي على مسافة 35 كلم عن بيروت عبر طريق الساحلي ـ نهر إبراهيم، وعلى ارتفاع 650م عن سطح البحر.

يحدها شمالاً الزعيتري والمعيصرة، جنوباً النمورة، شرقاً العذرا والعذر، غرباً العقيبة وبقاق الدين.

ـ إسمها: زيتون كلمة عربيّة تفيد أن البقعة كانت غنية بشجر الزيتون، يوم عاد إليها السكان بعد الفتح العثماني. ذلك الزيتون بقي من العهود السابقة لزمن خراب كسروان على يد المماليك في العام1305م، وبقيت معه آثار معاصر زيت قديمة العهد. ومن المحتمل أن تكون زيتون قد نسبت إلى أحد آلهة المزروعات(سيتون) وقد حوّلها التحريف فصارت(زيتون)(12).

آثارها: من آثارها القديمة:

أطلال قصر فنيقي، نواويس صخريّة، آبار ماء محفورة بالصخر، مغاور، معاصر،(في مزرعة قواله التابعة لزيتون).

ـ ملاحظة: إن الأثارات الموجودة في قوالةـ زيتون، قد تعرّضت لنهب وتخريب وتدمير حيث أنَّ الكثير من المتطفلين ومنذ سنوات عديدة ولغاية الآن ما زالوا يحفرون في الأرض بحثاً عن ذهب مخبأ منذ القديم.

فالمطلوب الإهتمام من قبل مديرية الآثار، ووضع برنامج عمل للتنقيب عن الآثار المطمورة في هذه المنطقة، وخصوصاً أنّه لا توجد حتى الآن أية دراسات حول هذا الشأن.

السيرة الذاتيّة للباحث:

 

 

ـ منيف موسى الشوّاني ـ مواليد المعيصرة 1950م. فتوح كسروان.

ـ مجاز في التأريخ من الجامعة اللبنانيّة وشهادة الكفاءة في التأريخ من كلية التربيّة

ـ أستاذ مادة التأريخ في ثانوية المعيصرة الرسميّة(حالياً)

ـ مدرّس في مدرسة المعيصرة الرسميّة من عام 1973 ولغاية 1979م.

ـ مسؤول ومدرّس في مدرسة زيتون الرسميّة من عام 1979 ولغاية 1991م.

ـ مدرّس في مدرسة الكفور الرسميّة من عام 1991 ولغاية 1992م.

ـ مدرّس في مدرسة المعيصرة من عام 1992 ولغاية 1996م.

ـ مدير في مدرسة المعيصرة الرسميّة من عام 1996 ولغاية 2002م.

ـ أستاذ مادة التأريخ في ثانوية المعيصرة الرسميّة من عام 2003 وحتى الآن.

ـ متعاقد مع ثانوية غوسطا الرسميّة لتدريسها مادة التأريخ من عام 1989 ولغاية 1995م.