قدوم السّادة الأشراف من العراق إلى جبال كسروان

01/09/2010
العدد الواحد والاربعون نيسان -2020

في القرن الثالث عشر ميلادي

(للنّسابة السيّد مُحمّد يوسف الموسويّ)

قدَّم لي أخي الفاضل النّسابة السيّد مُحمّد يوسف الموسويّ من أهالي بلدة النبيّ شيث ـ قضاء بعلبك ـ عدَّة صور لمخطوطات ثمينة عن تأريخ السادة الأشرف من آل الموسويّ الكرام وعن تأريخ قدومهم من كربلاء أي (الحائر الحسينيِّ) ومن بغداد إلى جبال كسروان على مرحلتين بعد سقوط بغداد بأيدي المغول سنة 656هـ، الموافق 1258م. وإستيطانهم بلدة قهمز، وبالتالي هجرتهم منها إلى بلاد بعلبك ودمشق وجبل عامل بعد الفاجعة الكبرى التي أحدثها المماليك في أهالي كسروان يوم العاشر من شهر محرم سنة 705هـ، الموافق لسنة 1305م.

 

ومن الوثائق التي قدّمها صورة عن تلك الشجرة المباركة من المكتبة السليمانيّة في إسطنبول. وقد أوردنا صورتها في نهاية هذه المقالة.

وقد طلبت منه خلاصة عن تلك المعلومات القيِّمة لنستفيد منها ويستفيد منها القارئ فكان جوابه التالي:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربِّ العالمين ـ وأفضل الصلاة وأزكى التسليم على رسول الرحمة أبي القاسم مُحمَّد بن عبد الله وعلى من أنتجبهم الله أوصياء جدهم الأئمة الميامين من آل البيت سلام الله عليهم وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أمَّا بعد. منذ فترة أطلعني أحد أخواني من بني عمومتي(*) من السادة الأشراف المنتمين نسباً إلى مولانا الإمام الهمام موسى الكاظم(ع)، ممن له إلمام واسع وإطلاع متين بعلم الأنساب وهو يزاول مهنته هذه بأمانة الخبير العارف بأسرار ورموز هذا العلم تحقيقاً وتدقيقاً على مخطوطة نفيسة نادرة قديمة حاوية لتفصيلات هامة عن سلاسل أنساب جماعة من بيوتات السادة الأشراف ممّن لهم اليوم أعقاب وذيول واسعة فيهم عدد وتشعب وكان ممن يختص ويرتفع نسب القاصر كاتب هذه السطور إليهم لذا وبعد إلحاح ومباركة من لدن سماحة العلاّمة الحجّة القاضي الجعفريّ الشيخ الدكتور يوسف محمد عمرو الوائليّ وكونه ممن يسكنون نواحي عزيزة كانت إلى الأمس الوسيط تشّكلُ مهبط آثار وأقدام وموطن لجماعة من السادة الأشرف، ممّن أتى المخطوط على ذكرهم تفصيلاً وشرحاً. عنيت بذلك بلاد كسروان البلاد الواسعة التي كانت تشكّل مركزاً من مراكز الوجود الشيعيّ  ـ في بلاد الشام بحسب التعريف الشائع في تلك الفترة ـ، أعني الفترة التي تلت نهاية الدولة العباسيّة ودخول بغداد من قبل التتار، ومن ثمَّ نشوء ما عُرِفَ بدولة المماليك وصولاً إلى بداية نشوء الدولة العثمانيّة إلى هنا تحاكي مخطوطتنا المعنيّة بالبحث وهي: بحر أنساب كتبه العلاَمة الحجّة السيّد نور الدين بن فخر الدين بن عبد الحميد الهاشميّ الكركي، والذي ترجمه الشيخ الحر العامليّ في أمل الآمل ج1، ص:189، وترجمه السيّد حسن الصدر في التكملة ص: 418 برقم:414 قال: وقال، الشيخ مُحمّد بن العودي في رسالته الموضوعة في أحوال الشهيد الثاني عند تعداد تلامذته ما لفظه:ـ ومنهم السيّد الجليل الكبير المعظم خلاصة الأخيار وعمدة الأبرار وزين الأفاضل وعمدة الأوان ونادرة الزمان صاحب الشيم المرضيّة والأخلاق السنيّة السيّد نور الدنيا والدين إبن المرحوم السيّد فخر الدين بن عبد الحميد الكركي القاطن بدمشق الآن، أدام الله أيامه وأعلى مقامه، وأنّه من أكابر خاصته وأوائل العاكفين على ملازمته قرأ عليه جملة من العلوم الفقهيّة وغيرها وأخذ عنه وأجازه، وكان له{ عليه مزيد إعتماد ومحكم إستناد. إنتهى نقلاً عن الدّر المنثور ج2، ص:191 ـ.

يُعلق سيّدنا السيّد حسن الصدر{، بقول: [ قلت: هو من أجلاء علمائنا، يروي عنه السيّد العم صاحب المدارك والشيخ الجد صاحب المعالم. قال صاحب المعالم في إجازته الكبيرة عند ذكر مشايخه: والسيّد الأجل الناسك نور الدين علي بن السيّد فخر الدين الهاشميّ عن والدي السعيد الشهيد رفع الله درجته. وللسيّد المترجم ذريّة وعقب في لبنان، وسوريا.. في لبنان في زحلة، والهرمل، وفي سوريا عقبه في دمشق وهم بيت كريم ومنبع أصيل وأمّا أصولهم القديمة فيرجع إلى بيت أنجب خير العلماء الأبرار بيت النقابة والنسابة ممّن حفظ أنساب ذريّة آل بيت الرسول(ص). وقد وقفت على ولد له إسمه فخر الدين بن نور الدين بن فخر الدين بن السيّد عبد الحميد الهاشميّ العباسيّ وهو شاهد ومصدق على نسب السادة الأشرف آل الحسينيّ في شمسطار، ومزرعة السيّاد ومن تفرع عنهم وولده ذاته رأيته مُصدِّقاً على وقفية مقام النبيّ نوح(ع)، في كرك نوح تأريخ تصديقه سنة 905هـ، رسمه عليها مولانا السيّد فخر الدين عثمان العباسيّ فلعل إسمه عثمان وكنيته فخر الدين ولعلّه هو أحد المشاركين في المباراة الشعريّة المشهورة التي جرت في بعلبك وكتبها الفقيه الإمام السيّد نور الدين علي بن علي نور الدين الموسويّ{، ومذكورة في تأريخ بعلبك لحسن عبّاس نصر الله، ومجلة العرفان، وتاريخ كرك نوح لحسن نصر الله وسواهم من المصادر].

عمود النسب الموسويّ الشريف

يذكر سلسلة عمود نسبنا الموسويّ في بحر الأنساب مبتدأً من جدنا الأعلى السيّد السند عليّ إبن السيّد حسن المُكنى بغنّْام بن محمد بن يوسف بن حسن بن إبراهيم بن محمد بن الأمير يوسف الحائريّ المولود بالحائر الشريف والمتوفى مهاجراً عن موطن آبائه وأجداده في كسروان وقد ضُرَّ في آخر عُمره الشريف إبن محمد أبي جعفر(1) بن معالي وفي مشجرات أخرى جعلوه أبو المعالي وإسمه مُحمّداً ويعرف بمعالي إبن علي الحائريّ إبن أبو محمد عبد الله نقيب نقباء بغداد بن محمد أبو الحارث بن علي أبو الحسن ابن الديلمية بن عبد الله أبو طاهر بن محمد أبو الحسن المحدث بن طاهر أبو الطيب بن الأمير الحسين القطعي بن موسى أبو سبحة بن إبراهيم الأصغر المرتضى إبن حضرة الإمام باب الحوائج إلى الله مولانا أبي الحسن وإبي إبراهيم موسى بن جعفر الكاظمL.

وسنقف على تفصيل شرح عمود هذا النسب الموسويّ الشريف الذي ورد سياقه في بحر الأنساب جمع وتصنيف السيّد نور الدين الهاشميّ فقد ذكر أن السيّد الأمير يوسف الأعمى الضرير وقبره بجبل كسروان ومولده الحائر وتابع على هذا السياق وذكر أن عقبه يوجد في قرية قمهز بجبل كسروان، وشرح وبيَّن فيه المُعقب والمنقرض والمناث والدارج من ولده فلا مجال بعد ذلك لأي دعي لينتمي زوراً إلى غير أجداده، وممن وفقنا الله إليه هو الإطلاع على مجموعة بحور ذات سمو في تبيين وتعيين من هم المنتمين ومن هم المنتحلين إلى الشجرة الشريفة النبويّة فما عاد هناك من مجال لإدعاء مدّع دون دليل وحجّة رصينة لا غبار عليها. والحمد لله ربّ العالمين العمود الذي سردته هو من أجداد كاتب هذه السطور وسائر سادات بلدة نبيّ الله شيث(ع)، وبقية السادات كآل مرتضى العلواني، وآل الموسويّ في بلدة مقنة، وآل الموسويّ في بلدة شعث، وآل الموسويّ في بلدة قرحة(2) البقاع، وآل هاشم في قريتي إيعات والهرمل، وآل السيّد في تمنين التحتا والنبيّ أيلا، وآل الموسويّ النجمي السكيكي، وآل وهاب، وجلوخان في كربلاء العراق، وبني عمومتنا السادة آل رضا وآل البعلي بالعراق أيضاً، والسادة الأجلاء في دمشق، والسادة الآجلاء آل المش(3) الذين منهم اليوم بيت واحد من تفرع السيّد العالم الجليل أبو عنّان بن أحمد بن مُحمّد المش المذكور فتبين هو بيت السيّد لطيف أو لطف بدمشق الشام الذين ذكرهم السيّد نور الدين في بحره وسائر سادة آل ابي السعادات العامليّ ذريّة العلاّمة السيّد تاج الدين أبو الحسن الموسويّ وما تفرع عنهم في كل من لبنان وسوريا والعراق وإيران وسائر العالم الإسلاميّ، هذه الأسرة العلويّة المجيدة التي نشرت أبراد معرفة العلوم الإسلاميّة على العالم الإسلاميّ وكان لأفرادها الدور الرياديّ المتقدم في إنشاء كثير من مراكز الإشعاع والأسرة الموسويّة الحسينيّة العلويّة المقيمة في جويّا التي حدثنا عنها الإمام شرف الدين في بغية الراغبين، والسيّد علوان في الدّرة، والسيّد العميدي في بحر الموسويين ناهيك عمّا دبجّه يراع العلاّمة السيّد السند الثبت نور الدين بن فخر الدين بن عبد الحميد الهاشميّ من تتويج وإستيبان تلك السلاسل التي تشكل اليوم أصلاب شامخة وأرحام مُطهّرة كما هي في الأمس والتي كانت أصولها القديمة تقاطرت إلى جبل لبنان سيّما جبل كسروان وكان كما هو عهد تلك الفترة من إستيلاء وبروز الأعلام الشامخة التي كللت جباه العالم الإسلاميّ لولا أن تفّطن الغُراب وبرز من غفوته وشنّ مع من أيّده ما عُرف بالحملات المملوكيّة الأمر الذي نزع على المنطقة لقب الفتوح فقيل فتوح كسروان نسبة غير موفقة وغير موافقة إلا لمنطق من يترصد لفريسته في الغابة الموحشة هذا الأمر الذي جعل من الهجرة مرة أخرى الهجرة داخل الوطن الواحد والبلد الواحد سبيلاً إلى نشوء وبروز مراكز العلوم الشرعيّة الإسلاميّة لاحقاً وهي: كرك نوح، ومشغرة، وجزين، وميس الجبل وسواهم من مراكز العلوم المذكورة وتخرج من بيارقها وبيادرها أعلام خطّوا للعالم الإسلاميّ خطوات لا زال أثرها بارزاً إلى اليوم، وأوّل مصدر حكى لنا أماكن إستقرار السادة بعد حادثة كسروان هو المشجر الكشاف لأصول السادة الأشراف للنسابة السيّد شمس الدين محمد بن أحمد بن عميد الدين الحسينيّ النجفيّ، ص:62 من مطبعة الكتبي، وهو يروي نُبذاً من أخبار أسرة كريمة هي أسرة السيّد محمد المصريّ بن محمد بن يحيى بن أحمد بن محمد بن الحسين أبي القاسم بن عُمر بن سعد الله بن حمزة القصير بن علي بن أبي السعادات بن أبو محمد عبد الله نقيب نقباء بغداد الوارد إسمه في نسبنا الموسويّ الذي نوهنا عليه فهذا السيّد أي أبو محمد عبد الله وهو رابطة عقد السيَادة الشريفة لفروعنا الموسويّة وسائر الفروع التي أتينا على ذكرها. قال عن السيّد محمد المصري هذا مقيم بجزين من جبل عاملة رأيته بخراسان سنة 807هـ، أي قبل قرن كامل من ولادة أو لنقل على أقل تقدير السنة التي كان فيها إبن السيّد نور الدين النسابة إبن فخر الدين إبن عبد الحميد الهاشميّ وإسمه السيّد فخر الدين نور الدين شاهدناه شاهداً ومصدقاً على وقفية مقام كرك نوح عليه وعلى نبينا أفصل الصلاة وأزكى السّلام، في تأريخ سنة 905هـ، أي قبل دخول قرن كامل بين التاريخين الأمر الذي يجعلنا نظن على التأكيد على أن النسابة السيّد نور الدين أبو السيد فخر الدين صاحب التصديق هو مُعاصراً وقريب من عصر السيّد محمد المصريّ الذي ترجم له السيّد العميدي النجفيّ في بحره الكشاف وهو الأمر الذي يعطينا حيزاً من حظ التنقيب والبحث فلعل السيّد محمد المصري هو من أوّل أو ثاني الأجيال من تفرعات بيته الشريف الذي وطأ أرض جزين أو لعله كان مُرافقاً للشيخ الأسديّ الحليّ إبان نعته الشاعر بأبيات وخاطبه بمستبعد النجف وذكره اليونيني في ذيله على مرآة الزمان بالثناء عليه على رغم ما بينهما من التباعد الفقهيّ إذ أنَّ المترجَمْ له إمامي شيعي، والمترجم حنبلي!.

أقول بالمرافقة بين السيّد جد أو والد السيّد محمد المصري ومعه آخرين ربما من السادة أجداد آل الصدر، وشرف الدين، ونور الدين وسواهم اليوم كالسيّد السند الرئيس تاج الدين أبو الحسن وإسمه العباس إبن السيّد العالم أبي الغنائم محمد بن السيّد جلال الدين عبد الله هو أوّل من جاء منهم من الحاير الشريف وتوطن جبل كسروان وتوفي فيه وقبره فيه أيضاً وقيل أن الذي جاء من الحاير والده أحمد والله أعلم(4) فيكون أحد أولاده أو أحفاده هو الذي إنتقل من كسروان إلى جبل عاملة لعلّه قريب أو معني بالمرافقة مع الشيخ الأسديّ الحليّ، المخاطب بالأبيات بيا مُستبعد النجف. فلاحظ.

ومهما يكن من أمر فحصول الهجرة من كسروان أمر واكد جدير بالمقارنة والبحث العلميّ ونحن ما أتينا به لم يعدوا كونه حقيقة ثابتة تُحاكي تأريخ ثقيل هو إجتزاء من تأريخ كُلي لجماعة من سادات آل أبي طالب (ع)، بالبذرة الأولى هي في العراق مع دخول الإمام موسى بن جعفر الكاظم(ع)، إليه ومن وُلدِهِ الشريف السيّد إبراهيم المرتضى الأصغر الذين يحدثنا أبو نصر البخاريّ في سرّ السلسلة العلويّة يقول: والخلص من الموسوية الذين لم يشك بهم أحد من النّساب هم ولد.. وإبراهيم المرتضى إلى آخر ما قال.

ثم يليه بالتتابع النّسابون الكرام الأعلام ممّن توّجوا حياتهم في خدمة رحاب الرسالة النبويّة والذريّة النبويّة قال السيّد النسابة السيّد أبي الحسن محمد بن أبي جعفر شيخ الشرف العبيدليّ المتوفى سنة 435هـ، في كتابه تهذيب الأنساب ونهاية الأعقاب، ص:154: وأمّا الحسين أبو عبد الله بن موسى الثاني بن إبراهيم بن موسى الكاظم(ع)، بن جعفر الصادق(ع)، فلم يبق من ولده من الذكور غير ولد محمد بن أبي الطيب طاهر بن الحسين بن موسى الثاني فلهم عدد وعقب وإنتشار وإنقرض من سواهم، وأمّا الحسين بن الحسين إنقرض، وعبد الله بن الحسين الأكبر إنقرض إنتهى. وقال الشيخ فخر الدين الرازيّ في الشجرة المباركة ص:82 أمَّا موسى الثاني أي أبو سبحة فله من الأولاد المعقبين بالإتفاق تسعة:محمد أبو جعفر الأعرج كان من العلماء ببغداد، وإبراهيم أبو المحسن العسكريّ، وأحمد ابو عبد الله الزنبور، وعبد الله أبو محمد، وجعفر بالكوفة، وعبيد الله أبو القاسم، والحسين الأكبر أبو عبد الله(وهو جدنا الأعلى) وعيسى أبو الحسن، وعلي أبو الحسن الدينوري، وفي ص: 86 قال: وأمّا الحسين بن موسى الثاني (أبي سبحة) فله أولاد منهم: أبو محمد صاحب بهلاته، ومنهم طاهر أبو الطيب [جدنا] جد بني أبي الطيب ببغداد. ومثله في الفخري في أنساب الطالبيين للسيّد النّسابة المروزي الأزوارقاني ص:10 وص:196 منه قال وبنو أبي الطيب[ كنية لجدنا طاهر بن الأمير الحسين القطعي أبو عبد الله] وهم رهط فيهم عدد ببغداد، وهو طاهر بن الحسين الأكبر بن موسى الثاني، وقال قوم بإنقراض أبي الطيب، والصحيح أن له عقباً وفي أبناء الإمام في مصر والشام لأبي المعمر يحيى بن محمد بن طباطبا الحسنيّ ص:107 قال: ومنهم[ أي من أبناء الإمام(ع) بدمشق أخوة وأولاد علاء الدين عليّ بن مُحمّد بن الحسين بن هبة الله بن عليّ بن الحسن بركة بن علي ابن الديلمية بن عبد الله بن مُحمّد بن طاهر بن الحسين القطعي بن موسى أبي سبحة بن إبراهيم المرتضى إبن موسى الكاظم(ع).

وقال النّسابة السيّد الشريف الأجل نجم الدين أبي الحسن عليّ بن مُحمّد بن عليّ بن مُحمّد العلويّ العُمري من أعلام القرن الخامس في المجدي في أنساب الطالبيين ص:123 ومنهم عبد الله بن مُحمّد بن طاهر بن الحسين بن موسى بن إبراهيم بن موسى الكاظم(ع)، وكان مُقدّماً جليلاً له بقية ببغداد يقال لهم بيت أبي الطيب. وقال النّسابة السيّد العلاّمة جمال الدين أبي الفضل أحمد بن محمد بن المهنا الحسينيّ العبيدلي من أعلام القرن السابع في كتابه التذكرة في الأنساب المطهرة ص:122 بنو محمد بن أبي المعالي[ مثله في بحر الموسويين للعميدي النجفي] بن عليّ هو الحائريّ بن عبد الله بن محمد أبو الحرث بن أبي الحسن عليّ بن عبد الله أبو طاهر بن محمد ابن الحسن بن أبي الطيب طاهر بن الحسين بن موسى يعرف يعرف بأبي سبحة بن إبراهيم الأخضر المرتضى ابن الإمام الكاظم(ع)، وذيلّ عليه وعلى بني عمومته بصيغة المشجر، فراجع.

وفي الأصيلي في أنساب الطالبيين قال الشريف النّسابة صفي الدين محمد بن تاج الدين علي المعروف بابن الطقطقي الطباطبائي الرسيّ الحسنيّ المتوفى سنة 709هـ، ص:163 من الأصيلي: وأمّا أبو سبحة موسى الثاني بن إبراهيم المرتضى، فكان صالحاً مُتعبداً ورعاً فاضلاً، يروي الحديث: قال: رأيت له كتاباً فيه سلسلة الذهب، يروي عنه المؤالف والمخالف كان يقول: أخبرني أبي إبراهيم، قال: حدثني أبي موسى الكاظم، قال: حدثني الإمام الصادق جعفر بن محمّد، قال: حدثني أبي محمد بن علي الباقر، قال: حدّثني أبي علي بن الحسين، قال: حدثني أبي الإمام شهيد كربلاء، قال: حدّثني أبي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع)، قال: حدثني رسول الله(ص)، قال: حدثني جبرائيل، عن الله تعالى، إلى آخر الحديث. توفي أبو سبحة ببغداد، وقبره بمقابر قريش بجاور أبيه وجده(ع)، فمضيت عند قبره، فدللت عليه وإذا موضعه في دهليز حجيرة صغيرة ملك منازل الجوهر الهندي(4) ولموسى الثاني أربعة أولاد، عبيد الله، وإسحاق، والحسين القطعي الأمير ومحمد الأعرج. أمّا إسحاق بن موسى الثاني، فقد قال ابن مهنا النسابة: رأيت في مبسوط العمري: أنَّ إسحاق بن أبي سُبحة درج [أي إنقرض] وأمّا الحسين القطعي بن موسى الثاني، فأعقب من ثلاثة رجال: طاهر، وإبراهيم، وأحمد. أمّا أبو الحسن طاهر المحدث ـ أبو الطيب، به كان يعرف البيت أولاً فانتهى عقبه إلى: عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن محمد بن طاهر ومن بعده العُمدة إبن عنبسه الحسنيّ قال في ص: 215 من العُمدة: وأمّا الحسين القطعي بن موسى أبي سُبحة بن إبراهيم المرتضى فله نسل كثير وعقبه ينتهي إلى أبي الحسن علي المعروف بابن الديلمية بن أبي طاهر عبد الله بن أبي الحسن محمد المحدث بن أبي الطيب طاهر بن الحسين القطعي أعقب علي ابن الديلمية من ثلاثة رجال وهم: أبو الحرث محمد والحسين الأشقر والحسن المدعو بركة، فأعقب أبو الحرث محمد بن علي ابن الديلمية من رجلين أبي طاهر عبيد الله، وأبي محمد عبيد الله، أمّا أبو طاهر عبيد الله فأقام بالكرخ وكان عقبه بها وانتقل أبو محمد عبد الله إلى الحائر الحسينيّ فعقبه هناك يقال لهم بيت عبد الله وأعقب أبو محمد عبد الله من أربعة رجال، وهم علي الحائريّ جد آل دخينة وهو جعفر بن حمزة بن جعفر دخينة بن أحمد بن جعفر بن علي الحائريّ المذكور والنفيس يقال لولده بنو النفيس بالحائر وابو السعادات مُحمّد يقال لولده آل أبي السعادات بالحائر وأبو الحرث محمد من ولده آل زحيك، وهو يحيى إبن منصور بن محمد بن أبي الحارث محمد المذكور بالحائر أيضاً وانفصل منهم إلى الكوفة بنو طويل الباع وهو محمد بن يحيى بن أبي الحارث محمد المذكور ـ إنتهى.

وشاءت الصدف والأقدار أن يهبّ التتار في غزوهم بغداد وكان الأمير السيّد يوسف الحائريّ بن أبو جعفر محمد بن معالي أو أبو المعالي محمد بن علي الحائريّ المذكور أن يهاجر من جملة من هاجر من العراق إلى كسروان في أعالي جبال لبنان، وهذا مُثبتٌ في الدّرة المضيئة بحر الأنساب للسيّد النقيب علوان الموسويّ وفي بحر الأنساب جمع السيّد نور الدين بن فخر الدين بن عبد الحميد الهاشميّ وفي تعليقة السيّد السكيكي على زهرة المقول في نسب ثاني فرعي الرسول(ص)، وفي التعليقة الأخيرة ذكر لسادات بلدة النبيّ شيث(ع)، في حادثة وقعت لهم مع عرب نواحي بعلبك وسكناهم في النبيّ شيث(ع)، بناءً عليه يعود إلى أربعمائة  سنة خلت وآخر دعوانا  أن الحمد لله ربِّ العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

الشياح، في: 2 رجب 1431هـ،

الموافق 15/6/2010م.